فورين بوليسي: إعادة صياغة العلاقة مع تركيا ستكون أكبر تحديات بايدن الخارجية
واشنطن – نورث برس
اعتبرت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية “مشكلة” تركيا واحدة من أكبر تحديات السياسة الخارجية التي سيرثها الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن.
وأشارت المجلة في مقال نشرته الأربعاء، إلى أن العلاقة الأميركية – التركية بدأت بالتصدّع منذ أن رفضت أنقرة السماح للقوات الأميركية بعبور الحدود التركية العراقية عام ٢٠٠٣.
ولم تتوقّف العلاقة الأميركية-التركية عن التردّي في عهد أوباما بل ازدادت الخلافات الثنائية حدة مع دعم الولايات المتحدة لقوات سوريا الديمقراطية ثم شراء تركيا لمنظومة(S400) الروسية.
تعرقل الذي كان قائماً على خطة أميركية نحو التحول باتجاه شرقي آسيا وترك الشرق الأوسط والتركيز على الحفاظ على المصالح الأميركية فيه من خلال تقديم الدعم للحلفاء وصياغة استراتيجية إقليمية جديدة.
ولا يزال موضوع العلاقة الأميركية-التركية يحظى بمتابعة وسائل الإعلام ومراكز الدراسات والمختصين في الشأنين الأميركي والتركي.
وكان عدد من المحللين والمهتمين بالشأن التركي والعلاقات الدولية قد رجحوا أن تكون السياسة الخارجية الأميركية أكثر “صرامة” مع تركيا بعد فوز بايدن، وذلك لعدد من المعطيات غير المباشرة.
ومن ضمن تلك المعطيات: هو أن بايدن قبل أشهر عدة خرج بتصريحات وصف فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ”المستبد”، وأكد على أنه سيدعم أحزاب المعارضة التركية.
وأثارت تصريحات بايدن حينها “سخط” الخارجية التركية، التي استنكرت تلك التصريحات وبشدة.
وترى فورن بوليسي أن جائحة كورونا تعرقل الدخول في مرحلة جديدة من الإسهام في تغيير النظام العالمي.
ويقوم هذا التغيير على خطة أميركية تقتضي التوجه نحو شرق أسيا وترك الشرق الأوسط والحفاظ على المصالح الأميركية فيه عبر دعم الحلفاء وصياغة استراتيجية إقليمية جديدة، وفق المجلة.
وذكر ت “فورن بوليسي” أن كلاً من الصين وروسيا يرون في تركيا عاملاً جاذباً للتقليل من نفوذ الولايات المتحدة ودورها العالمي.
فتركيا بالنسبة لمناوئي الولايات المتحدة هي الخاصرة التي يمكن من خلالها ضرب حلف الناتو وإحداث تصدّعات في الحلف الغربي، بحسب المقال.
وتضيف المجلة: “إن كانت تركيا ترى في قدرتها على إحداث هذا التصدّع عامل قوة للضغط على الغرب فإنها تخشى أيضاً من معاقبة واشنطن لها وتعرضها لانكماش اقتصادي يؤثر على قدراتها الاقتصادية.”
وتقترح المجلة أن تأخذ الولايات المتحدة حلاً وسطياً فيما يتعلّق بسياساتها تجاه تركيا واتباع سياسة تعتمد على الحزم ولكن دون تدمير العلاقة وتحويلها الى علاقة عدوانية.
وترى المجلة أن جو بايدن سيبرع في إحداث سياسة وسطية بسبب خبرته الطويلة في تسوية النزاعات، وأما محاولات العودة إلى العلاقة الأميركية -التركية بشكلها السابق فإنه أمر مستحيل ولن يحدث.
يأتي ذلك في ظل تنامي الدعوات المناهضة السياسات تركيا حيث دعا السيناتور الديمقراطي بوب مينانديز جو بايدن للانضمام لأوروبا في مواجهة انتهاكات تركيا التي تزعزع استقرار شرق المتوسط.