فقدان أصناف أدوية في كوباني وتفاوت أسعار أخرى بين الصيدليات
كوباني- نورث برس
بات التنقل بين عدد كبير من الصيدليات دون التمكن من الحصول على الدواء المطلوب موقفاً يتكرر مع كثير من سكان مدينة كوباني، شمالي سوريا، والتي تشهد مؤخراً فقدان أصناف دوائية.
وتنتشر في كوباني نحو 40 صيدلية وثلاثة مستودعات أدوية إلا أنها باتت غير قادرة على ـتأمين احتياجات مرضى المنطقة مؤخراً.
رحلات بحث طويلة
وقال زكريا محمد (44 عاماً)، وهو من سكان قرية ديبرك جنوب شرق المدينة، إنه جال أمس على أكثر من سبع صيدليات ضمن المدينة، إلا أنه لم يعثر على دواء خاص بمعالجة الحساسية.
وأضاف لنورث برس أن غالبية الصيدليات تتحدث عن وجود أصناف بديلة (من إنتاج شركات أخرى)، لكنه لا يعرف مدى فاعلية الصنف البديل.
ولا تنحصر المشكلة في فقدان أصناف دوائية كأدوية السعال والرشح الخاصة بالأطفال فقط، بل تتعداها إلى ارتفاع أسعار بعض الأصناف إلى عدة أضعاف خلال فترة قصيرة، وفق “محمد”.
وأشار إلى أن علبة الدواء التي كانت تباع قبل أشهر بـ /500/ ليرة أصبح سعرها الآن /1500/ ليرة سورية.
بدوره، قال خليل سليمان (39 عاماً)، وهو من سكان كوباني المدينة، إنه بات مضطراً للسفر إلى مدينة منبج لتأمين بعض الأدوية لطفله عقب فشله في تأمينها من صيدليات كوباني.
وتتوفر أصناف للأدوية المفقودة في مدينة منبج إلا أن أجور النقل تضاعف تكاليف الحصول على الدواء.
ورغم أن فقدان الأدوية يبدو أكثر في صيدليات كوباني، إلا أن مشكلة فقدان بعض الأصناف وتفاوت أسعارها تعتبر مشكلة في غالبية مناطق شمال شرقي سوريا.
وتذهب تقارير صحفية إلى أن ارتفاع سعر صرف الدولار وتراجع الصناعة الدوائية في سوريا من أبرز أسباب أزمة الدواء في البلاد.
توزيع غير عادل
وقال عادل كردي، وهو صيدلاني في كوباني المدينة، إنه لم يستطع منذ ثلاثة أشهر تأمين أصناف أدوية نسائية لصيدليته، كما أن أدوية الرشح الخاصة بالأطفال غير متوفرة منذ أكثر من /20/ يوماً.
وأضاف أن بعض أدوية العين والحساسية مفقودة أيضاً، كما أن الكميات المتوفرة من أدوية السكري والضغط غير كافية.
ويعزو الصيدلاني توفر الأصناف المفقودة في كوباني في مدن الرقة والطبقة ومنبج إلى أن مستودعات الأدوية تفضل إعطاء كميات قليلة متوفرة من تلك الأدوية لصيدليات في المدينة نفسها.
لكنه يرى أن سبب المشكلة الأساسي يعود إلى نقص الكميات المتوفرة من تلك الأصناف، وأن حلها يكون عبر تدخل هيئة الصحة أو غرفة الصيادلة في الإدارة الذاتية لتوفير الأدوية في صيدليات كوباني وتوزيعها “بعدل” على جميع الصيدليات.
أما عن اتهام صيادلة برفع الأسعار دون ضوابط، يقول “كردي” إن سبب تفاوت السعر يعود إلى وجود عدة شركات تنتج الدواء نفسه، “لذا يختلف السعر بين شركة وأخرى، كما أن للأمر علاقة بجودة ونوعية الدواء ومدى فعاليته.”
لكن أقارب مرضى من المدينة قالوا لنورث برس إن أن سعر الصنف نفسه قد يختلف من صيدلية إلى أخرى بفارق 1500 ليرة لبعض عبوات أدوية الرشح والسكري والمضادات الحيوية.
“خطط مستقبلية”
وأقر الصيدلي محي الدين أحمو، وهو الرئيس المشارك لغرفة الصيادلة في إقليم الفرات، بعدم توفر أصناف كثيرة من الأدوية في كوباني.
وتحدث عن وجود ما يشبه الحصار على شمال شرقي سوريا من قبل الحكومة السورية التي تتواجد معامل الأدوية في مناطق سيطرتها.
وأضاف “أحمو” أن عدم وصول كميات كافية من بعض أصناف الأدوية إلى المستودعات في المنطقة يتسبب بتوفره في صيدليات دون أخرى.
لكنه اتهم في الوقت نفسه أصحاب مستودعات الأدوية بالوقوف وراء تفاوت أسعار الأدوية وارتفاعها الكبير، “ذلك أنها تضع نسبة أرباح تصل إلى 35 بالمئة، بينما يكتفي بعضها الآخر بنسبة الربح المقررة وهي 30 بالمئة.”
وكشف الرئيس المشارك لغرفة الصيادلة في إقليم الفرات عن خطط مستقبلية لإنشاء مستودعات مركزية في إقليمي الفرات والجزيرة بهدف تأمين أصناف الأدوية لكافة الصيدليات.
وقامت غرفة الصيادلة في إقليم الفرات باستيراد أصناف أجنبية لأدوية الضغط من إقليم كردستان العراق، إلا أن تكلفتها مرتفعة مقارنة بالأدوية السورية.
ويعتبر القائمون على استيراد الأدوية إقليم كردستان العراق بديلاً محتملاً في حال منعت الحكومة السورية وصول الأدوية إلى المنطقة.
من جانب آخر، زاد وباء كورونا من الطلب على عبوات فيتامين-C وأدوية الزنك وبعض الأدوية التنفسية والمضادات الحيوية.
وقال “أحمو” أيضاً إن عدة صيدليات تعرضت للمخالفة خلال الأيام الأربعة الأخيرة، بعد ورود خمس شكاوى متعلقة ببيع أدوية خاصة بعلاج أعراض كورونا بأسعار “مرتفعة جداً”.