بوتين يصف تواجد القوات التركية عند خط تماس قره باغ بالأمر “المستفز”
قامشلي ـ نورث برس
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الثلاثاء، إن وجود القوات التركية على خط التماس بإقليم قرة باغ بأذربيجان “يعد استفزازاً”، وأن أردوغان يعلم ذلك جيداً.
وقال بوتين في تصريحات صحفية نقلتها وكالة “سبوتنيك” الروسية إنه “توجد مشكلة بخصوص إقليم قرة باغ… فلم يتم التوصل لتسوية نهائية للوضع هناك.”
وأضاف: “اتفقنا على الحفاظ على الوضع الراهن اليوم.”
وأشار إلى أن “ما سيحدث بعد ذلك سيتقرر في المستقبل، أو يقرره قادة المستقبل. المشاركون المستقبليون في العملية.”
ويرى بوتين أنه “إذا تمت تهيئة الظروف للحياة الطبيعية واستئناف العلاقات بين أرمينيا وأذربيجان، فإن ذلك سيخلق الظروف لتحديد وضع قرة باغ.”
وأوشكت روسيا، بحسب بوتين، على التوصل إلى تسوية نهائية في قرة باغ عدة مرات، وتجنب الحرب، إذا تم التوصل إلى الاتفاقات الحالية في وقت سابق.
وقال إن المركز “الروسي ـ التركي” بشأن قرة باغ، سيستخدم طائرات مسيرة لمراقبة الوضع، دون الإشارة لنشر “قوات حفظ سلام” تركية.
رسالة روسية إلى تركيا
ورأى مراقبون أن التصريحات تحمل العديد من الرسائل المبطنة والواضحة، لتركيا التي تصرّ على أن يكون لها دور بـ”قوات حفظ السلام” التي ستنشرها روسيا في الإقليم.
وقال عمر حسين أوغلو، وهو محلل سياسي مهتم بالعلاقات الدولية لنورث برس، إن “روسيا ترسل رسالة واضحة لتركيا بأنها لن تسمح لها بالمشاركة في قوات حفظ السلام.”
وأضاف أن “بوتين قطع بهذا التصريح الطريق أمام الرغبة التركية، وحتى رغبة أذربيجان، بنشر قوات تركية في إقليم قره باغ.”
وأشار إلى أن “الرسالة الروسية واضحة بأنها هي من هيأت الظروف للتوصل لاتفاق أنهى الحرب، ورسالة أخرى قوية بأنه سيقتصر التواجد التركي في مركز المراقبة الذي سيكون تحت تصرف روسية.”
ويرى “حسين أوغلو” أن “تركيا لن تتوجه لأي تصعيد محتمل للعلاقات مع روسيا، وربما سنشهد في الأيام القادمة تكثيفاً للاتصالات بين الرئيسين بوتين وأردوغان.”
وأضاف: أن الطرف التركي “سيكون المبادر الذي يسعى لتحقيق مكاسب اقتصادية وتجارية من وراء عودة الاستقرار إلى أذربيجان.”
وتطمح روسيا “لأن تكون أذربيجان وخاصة إقليم قرة باغ ورقة ضغط عسكرية وسياسية بيدها كما هو الحال بالنسبة لإدلب السورية”، بحسب المحلل السياسي.
إرسال قوات تركية لأذربيجان
صادق البرلمان التركي، الاثنين، على مذكرة، تقضي بإرسال قوات تركية إلى أذربيجان، وذلك في إطار ضمان تنفيذ انسحاب القوات الأرمينية من إقليم قرة باغ.
ورأى مراقبون أن الخطوة التركية “إرسال قوات حفظ سلام” تندرج في إطار التحركات أحادية الجانب وفي إطار “سياسة التعنت” التركية التي تتبعها في ملفات عدة.
وتضمنت المذكرة، الموافقة على منح تصريح لمدة عام، لإرسال القوات المسلحة التركية إلى أذربيجان للتحرك لتأدية مهام المركز المشترك، وفق مصادر إعلامية تركية رسمية.
وجاء في المذكرة الموقعة من قبل أردوغان، أن “عناصر القوات المسلحة التركية ستؤدي مهامها في المركز المشترك الذي ستقيمه تركيا وروسيا سوياً بالمكان الذي تحدده أذربيجان.”
وقال عبد الحميد سوركان الباحث في الشأن التركي، لنورث برس، إن “التطورات لا تنذر ولا تبشر بالخير بين البلدين، وربما نشهد خلافات بين الطرفين.”
والمباحثات الفنية العسكرية بين الجانبين الروسي والتركي والتي جرت يومي الجمعة والسبت الماضيين “باءت بالفشل.”
وقال “سوركان” إن “التصريحات الروسية أو إرسال قوات تركية إلى إقليم قرة باغ، ما هي إلا بداية حرب ناعمة بين الجانبين، وربما يزداد فتيلها اشتعالاً إذا لم يتم التوصل لأي اتفاق.”
وأضاف أنه “لم يعد هناك أي دور لأذربيجان أو حتى أرمينيا في أي اتفاق قادم، بل الكلمة اليوم والساحة أيضاً متروكة للاعبين الرئيسيين روسيا وتركيا.”
ويرى “سوركان”، أن منطقة إدلب بالنسبة لروسيا “هي ساحة لإرسال الرسائل وتصفية نزاعاتها مع تركيا، وأيضاً هي ورقة بيدها تبتز من خلالها تركيا.”
ووقّعت أرمينيا وأذربيجان برعاية روسيا، في العاشر من هذا الشهر، اتفاقًا لوقف إطلاق النار في إقليم قرة باغ.
ونص إعلان وقف إطلاق النار على توقف القوات الأرمنية والأذربيجانية عند مواقعها الحالية، وانتشار قوات حفظ السلام الروسية على امتداد خط التماس في قرة باغ.
وتتولى تركيا المراقبة على وقف إطلاق النار عبر مركز “تركي-روسي” مشترك سيفتتح في أذربيجان لهذا الغرض، بحسب نص الاتفاق.