توقعات بإنتاج متوسط لموسم الزيتون في كوباني وسط تراجع الاهتمام بزراعته
كوباني – نورث برس
مع بدء موسم جني الزيتون في كوباني، شمالي سوريا، يتوقع مزارعون انخفاض الإنتاج هذا العام بسبب تأخر هطول الأمطار من جهة وتراجع الاهتمام برش المبيدات والأسمدة لارتفاع أسعارها.
وينتقد مزارعو زيتون في كوباني غياب دعم مديرية الزراعة التابعة للإدارة الذاتية في تأمين الأسمدة والمبيدات بأسعار مناسبة، وسط عدم السماح للمزارعين هذا العام بتصدير إنتاجهم إلى خارج مناطق الإدارة الذاتية.
وكانت الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا قد قررت، الأسبوع الفائت، إيقاف تصدير الزيتون إلى خارج مناطق سيطرتها عقب الارتفاع الملحوظ في أسعاره مؤخراً.
“اهتمام متراجع”
وقال محمد شيخ مسلم (44 عاماً)، والذي يمتلك مع أخوته نحو ألف شجرة زيتون، إن إنتاج الموسم الحالي سيكون “متوسطاً” بسبب تراجع الاهتمام بزراعة الزيتون بعد ازدياد المصاريف وغياب الدعم.
ويكتفي “شيخ مسلم” بحراثة الأرض وتقليم الأشجار سنوياً، دون رشها بمبيدات أو دعمها بأسمدة، “لعدم توفر أصناف ذات فعالية جيدة وارتفاع أسعارها إن توفرت.”
ويرى مزارعو زيتون في المنطقة أن من واجب الإدارة الذاتية والمنظمات العاملة في المنطقة العمل على تأمين أسمدة ومقويات ومبيدات تباع بالليرة السورية.
وقال خليل شيخو (46 عاماً)، وهو مزارع يمتلك ألف شجرة زيتون في قرية كوربينكار جنوب شرق كوباني، إن انتشار الحشرات في أشجار الزيتون خلال الصيف الفائت وعدم توفر مبيدات ذات نوعية جيدة أثرت سلباً على الإنتاج.
وأشار إلى أن عدم تزامن أعمال مكافحة الحشرات يؤدي إلى انتقال الحشرة من جديد إلى الأشجار التي تم رشها بالمبيدات قبل فترة قصيرة.
وبحسب المزارع، فإن إنتاج الزيتون لا يغطي مصاريف شراء المبيدات والأسمدة بالدولار لأنه الإنتاج يباع بالليرة السورية.
ويتراوح سعر تنكة الزيت في مدينة كوباني، هذا العام، ما بين60 ألفاً و65 ألف ليرة سورية، بينما يباع كيلو الزيتون الأخضر حالياً بحوالي 900 ليرة.
ويعتبر مزارعون في كوباني هذه الأسعار “رخيصة” بالنسبة لأسواق الدول المجاورة، فسعر تنكة زيت الزيتون في إقليم كردستان العراق يتراوح ما بين 80 و90 دولاراً (ما يعادل حوالي مئتي ألف ليرة سورية).
“تضاعف أجور”
وذكر المزارع “شيخو” أن تكاليف الإنتاج كأجرة عصر الزيتون وأجور العمال قد ارتفعت لأكثر من الضعف، إذ كانت أجرة عصر طن من الزيتون العام الماضي تكلف 19 ألف ليرة سورية، وارتفعت هذا العام إلى 65 ألف ليرة سورية أو نسبة تسعة بالمئة من إنتاج الزيت.
كما ارتفعت أجرة جني الكيلو الواحد من الزيتون من 50 ليرة سورية إلى 60 ليرة وأحياناً 80 ليرة، إلى جانب وصول سعر التنكة الفارغة إلى أكثر من ثلاثة آلاف ليرة.
لكن محمد خان (63 عاماً)، الذي يعمل مع عائلته في جني الزيتون بريف كوباني، رأى أن أجرة العامل يجب أن لا تقل 150 ليرة، “لأن أسعار جميع المواد تضاعفت ثلاث مرات.”
“ثلاث معاصر”
أما عن ارتفاع أجور عصر الزيتون في المعاصر، قال حنيفي شاهين، وهو صاحب معصرة في ريف كوباني، إن التسعيرة المحددة لعصر الزيتون هذا العام، “غير مناسبة” لأنهم يشترون قطع التبديل بالدولار الأميركي.
ولفت إلى ارتفاع أجرة عاملي المعصرة من ثلاث آلاف إلى ثمانية آلاف ليرة يومياً لكل عامل.
وتعمل معاصر الزيتون في كوباني لمدة شهرين أو شهرين ونصف عادة، منذ مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر حتى العاشر من كانون الثاني/ يناير.
وتعمل ثلاث معاصر زيتون فقط في كوباني، إحداها في قرية نوردان شرق المدينة، والثانية غربها في قرية زرافيك، والثالثة في الريف الجنوبي قرب مفرق بلدة صرين، بينما يقوم بعض المزارعين بنقل موسهم إلى منبج التي تضم 22 معصرة.
ويعمل في معصرة “شاهين”20 عاملاً لمدة تتراوح بين ثلاث وأربع ساعات فقط يومياً، بسبب تأخر موسم الزيتون هذا العام.
ويتوقع “شاهين” أن معصرته ستشهد ازدحاماً بعد نحو عشرة أيام، لأن معظم الزيتون في كوباني هو من النوع “الخلخالي”، الذي ينضج بعد الـ20 من تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي.