انهيار الليرة السورية وغياب الدعم يهددان بإغلاق عشرات المداجن في الرقة

الرقة- نورث برس

يعاني مربو دواجن في الرقة، شمالي سوريا، من تداعيات انهيار قيمة الليرة السورية على أعمالهم، فمستلزمات الإنتاج مرتبطة بشكل مباشر بالأسعار غير المستقرة لمبيع وشراء الدولار الأميركي، بينما يباع الإنتاج بالعملة السورية.

وقال خليل العبدالله (42 عاماً)، وهو مربي دواجن من قرية الخباص، 30 كم شمال مدينة الرقة، إنه يشتري جميع تجهيزات مدجنته بالدولار بينما يبيع الدجاج بالليرة السورية.

وأضاف أن الانهيار المتسارع لقيمة الليرة وتفاوت أسعار الصرف بين الشراء والمبيع منذ مطلع العام الجاري كبده خسارة ثلاثة أفواج من الفروج، “وتراكمت علي ديون بقيمة عشرة آلاف دولار، ولا أعلم كيف أسددها.”

وأشار “العبدالله” إلى أن الدفعة الحالية من الفروج لديه مهددة أيضاً بالخسارة، “وفي حال خسرت سأغلق مدجنتي، فلم أعد أستطع تحمل ديون أخرى.”

وانتقد عدم وجود “دعم حقيقي” من قبل مكتب الثروة الحيوانية لأصحاب المداجن، حيث لم تتلقَّ مدجنته المرخصة منذ ثلاثة أعوام أي دعم، “واضطررت لشراء برميل المازوت من السوق السوداء بـ60  ألف ليرة سورية.”

ويبلغ عدد المداجن المرخصة في مكتب الثروة الحيوانية بالرقة 80 مدجنة، بينما يصل العدد مع غير المرخصة لأكثر من 160 مدجنة، بحسب مكتب الثروة الحيوانية في لجنة الزراعة التابعة لمجلس الرقة المدني.

واضطر أصحاب أربع مداجن في قرية الخباص إلى إغلاقها بسبب الخسائر التي تكبدوها بعد انهيار قيمة الليرة السورية “مع غياب أي دعم أو تعويض من الجهات المسؤولة.”

ويحتاج الفوج الواحد من الفروج إلى 30 طناً من العلف، كما يحتاج إلى 1500 دولار لتأمين الأدوية البيطرية لمعالجة الدجاج خلال فترة التربية، بحسب مربي دواجن في ريف الرقة.

ويقوم أصحاب المداجن في الرقة بشراء الصوص الواحد بـ40  سنتاً أميركياً، بينما يبلغ ثمن الطن الواحد من العلف 500  دولار أميركي.

كما يشتكي أصحاب المداجن في الرقة من عدم وجود رقابة طبية للمداجن من قبل مكتب الثروة الحيوانية، حيث ينتشر مرض نيوكاسل (وهو فيروس يصيب الطيور) بين الدواجن ما يتسبب بنقوقها.

وقام مصطفى العلو (40 عاماً)، وهو مربي دواجن من قرية مرج الزهور، 25 كم غرب مدينة الرقة، بإغلاق مدجنته منذ قرابة عام بسبب الخسائر التي مُني بها بسبب نفوق فوج كامل من الفروج بسبب مرض نيوكاسل، إلى جانب خسائر أخرى تكبدها بسبب انهيار قيمة الليرة السورية.

وأشار “العلو” إلى أن خسائره بسبب انهيار قيمة الليرة تجاوزت قيمة 30  ألف دولار، “فقد اشتريت جميع التجهيزات بالدولار وبعت إنتاجي بالليرة السورية.”

ويقول المربي إن تربية الدواجن باتت “كلعب القمار، ولن أعود للعمل في هذا المجال إذا لم يستقر سعر الصرف.”

لكن محمود حمزاوي، رئيس مكتب الثروة الحيوانية في لجنة الزراعة التابعة لمجلس الرقة المدني، قال إن عمل المكتب يقتصر على تقديم مادة المازوت لأصحاب المداجن المرخصة وذلك بحسب حجم المحرك المستخدم في المدجنة.

 بالإضافة إلى التوجيه والإرشاد البيطري لأصحاب المداجن والتحذير من الأوبئة التي تفتك بالدواجن.


وأشار إلى أن مكتب الثروة الحيوانية طالب العديد من المنظمات العاملة في مدينة الرقة لدعم قطاع الدواجن، “ولكن الاستجابة كانت ضعيفة جداً، ولم يقدم إلا دعم بسيط من بعض المنظمات في مجال الأدوية البيطرية.”

إعداد: أحمد الحسن – تحرير: سوزدار محمد