تركيا تصرّ على نشر قوات حفظ سلام في قرة باغ وروسيا ترفض
إسطنبول ـ نورث برس
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الاثنين، إن قوات بلاده ستشارك في “قوة حفظ السلام” إلى جانب روسيا لمراقبة وقف إطلاق النار في إقليم قرة باغ في أذربيجان.
وشددت روسيا على أن الاتفاق مع الطرف التركي هو لإنشاء “مركز مراقبة” فقط وليس لنشر قوات مشتركة في الإقليم.
وأعلنت الرئاسة التركية أمس الاثنين، عن تقديمها مذكرة إلى البرلمان التركي، للموافقة على إرسال جنود إلى أذربيجان، في إطار ضمان وقف إطلاق النار الموقّع مع أرمينيا.
وورد في المذكرة الموقعة من قبل الرئيس رجب طيب أردوغان، أن “عناصر القوات المسلحة التركية ستؤدي مهامها في المركز المشترك الذي ستقيمه تركيا وروسيا سوياً بالمكان الذي تحدده أذربيجان، وفي أنشطة هذا المركز.”
وتضمنت المذكرة أيضاً، “أن أفراداً مدنيين سيشاركون في المهمة حسب ما تقتضي الحاجة.”
من جهتها، شددت روسيا على أن الاتفاق بين أذربيجان وأرمينيا الذي تم التوصل إليه في العاشر من هذا الشهر، ينص على نشر قوات حفظ سلام روسية على امتداد خط التماس في قرة باغ.
كما تضمن الاتفاق أن يكون لتركيا دور في “المراقبة” على وقف إطلاق النار عبر مركز روسي ـ تركي مشترك سيفتتح في أذربيجان لهذا الغرض.
وكانت وزارتي الدفاع الروسية والتركية وقعتا قبل أيام، مذكرة لإطلاق مركز مشترك لمراقبة وقف إطلاق النار في قرة باغ.
ولم يتضمن الاتفاق أي إشارة إلى نشر قوات حفظ سلام تركية إلى جانب القوات الروسية في المنطقة، على الرغم من رغبة أذربيجان في أن يكون لتركيا دور في هذا الأمر.
ورغم تصريحات وتلميحات الرئيس أردوغان فيما يخص نشر قوات حفظ سلام تركية في قره باغ، إلا أن الجانب الروسي مصر على رفض الأمر ويعتبر أن هناك سوء فهم لدى الجانب التركي لأن الاتفاق هو لإنشاء “مركز مراقبة” لوقف إطلاق النار، حسب مصدر ديبلوماسي روسي.
وبدأت تركيا بلغة “التهديد والوعيد” وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إن بلاده حاضرة في اتفاق قرة باغ ميدانياً وسياسياً.
وأضاف أنه “لا يمكن لأحد أن يُخضع تركيا لسياسة الأمر الواقع في المنطقة.”
وكان أردوغان كشف بأن الاتفاق يقضي بتسليم الأراضي الأذربيجانية والأجزاء غير المحررة من إقليم قرة باغ للجيش الأذربيجاني.
بالإضافة لانسحاب أرمينيا من مدينة كلبجرة في الخامس عشر من هذا الشهر، ومن مدينتي آغدام وكازاق حتى 20 الشهر نفسه، ولاتشين في الأول من الشهر القادم.
وأشار أيضاً إلى أنه سيتم فتح طريق بين أذربيجان وجمهورية نخجوان ذاتية الحكم، وطريق آخر بين أرمينيا وهانكنت، وسيتم ضمان عودة المهجرين الأذربيجانيين إلى أراضيهم بإشراف المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين.
وقال سليم الخراط، الذي يشغل منصب الأمين العام لحزب التضامن الوطني الديمقراطي في دمشق، لنورث برس: إن “ما تم إقراره في الاتفاقات بين الطرفين الروسي والتركي والأطراف الأخرى، هو إنشاء مركز مراقبة مشترك.”
ولكن الجانب التركي، بحسب “الخراط” المقيم في دمشق، “وفق سياساته وتدخلاته لا يمكن أن يوثق به فهو لا يتغير في أي زمان ومكان.”
والأربعاء الماضي، أعلن أردوغان أيضاً، أن “تأسيس المركز الذي سيكون ضمن الأراضي الأذربيجانية التي تم تحريرها من الاحتلال الأرميني، لاتخاذ كافة التدابير اللازمة لمنع أي انتهاك لوقف إطلاق النار.”
وقال جواد غول، وهو صحفي مختص بالشأن التركي يقيم في إسطنبول: إنه “في ظل الملفات المتشابكة بين الطرفين وبروز الدور التركي تحاول روسيا تقليص ذلك النفوذ في أذربيجان.”
وتسعى روسيا لتقليص الدور التركي، بحسب ما قال “غول” لنورث برس، “من خلال التلميح لها بإعطائها ضوءاً أخضر لعملية عسكرية شرق الفرات.”
وقال “غول” إنه في حال استمر الرفض الروسي والإصرار التركي فإن “الرد سيكون القبول بالأمر الواقع الجديد، المتمثل بدخول قوات حفظ سلام تركية.”
وعقد وفد روسي مع الجانب التركي يومي الجمعة والسبت الماضيين، مباحثات فنية لبحث التطورات في إقليم قرة باغ.
لكن تلك المباحثات لم يتم التوصل خلالها إلى أي نتيجة، في حين وصف مراقبون أتراك تلك المباحثات بأنها “متعثرة” وأن نقطة الخلاف كانت على نشر قوات حفظ سلام تركية في الإقليم وسط رفض روسي واضح لهذا الطلب.