مصدر من تحرير الشام: جبال الساحل وجسر الشغور ستشهد عملاً عسكرياً واسعاً

إدلب ـ نورث برس

قال مصدر من هيئة تحرير الشام، الاثنين، إن منطقة جبال الساحل وجسر الشغور ستشهد قريباً عملاً عسكرياً واسعاً من قوات الحكومة السورية ومن خلفهم روسيا.

وأشار المصدر إلى أن توقيت المعركة “غير معلوم حتى اللحظة.”

وأضاف المصدر والذي يدعى “أبو عبادة الإدلبي”، لنورث برس، أن “جسر الشغور تعتبر منطقة مهمة جداً للمشروع الروسي الذي يحاول أن يغدو سيد المياه الدافئة.”

كما أن جبال الساحل، بحسب “الإدلبي”، تشكل “تهديداً مباشراً على القواعد الروسية في الساحل.”

ويرى المصدر، أن “هذه المعركة تدخل ضمن تفاهمات روسية – تركية وستكون بإسناد جوي روسي مكثف جداً، وستكون محرقة لعشرات المقاتلين الذين يرى الطرفان أنهم ضد تفاهمات أستانا.”

وتتضمن الاستراتيجية المشتركة بين روسيا وتركيا في إدلب، استقرار المنطقة واستكمال فصل العناصر والتنظيمات الإرهابية وإنهائها تنفيذاً لاتفاق سوتشي 2018 ومذكرة التفاهم الأخيرة في آذار/ مارس الماضي.

وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قال في أيلول/ سبتمبر الماضي، إن منطقة إدلب لخفض التصعيد هي من أهم مجالات التعاون الروسي مع تركيا.

وأضاف لافروف: أن من أهم اتفاقات روسيا مع تركيا هو “العمل على الفصل بين المعارضة المعتدلة والمتطرفين.”

وبداية الشهر ذاته، جرت لأول مرة، مناورات عسكرية روسية تركية مشتركة، تم التدريب خلالها على استهداف الجماعات المسلحة التي ترفض المصالحة.

“عملية عسكرية مرتقبة”

وقال مصدر آخر من الجيش الوطني السوري في منطقة إدلب، إن “أخبار المعركة المرتقبة لم تتوقف أبداً، وهناك توقعات بعملية عسكرية بأي لحظة، ولكن على الأرض لا يوجد شيء حتى الآن.”

ويتزامن الحديث عن قرب معركة إدلب مع تعثر المباحثات العسكرية بين تركيا وروسيا بخصوص إقليم “قرة باغ” في أذربيجان والتي تشهد تطورات متلاحقة وخلافا حادا بين الطرفين فيما يخص نشر قوات حفظ سلام في المنطقة.

ويرى مراقبون أن هذه الخلافات ستنعكس بدورها على العلاقة بين الجانبين في إدلب والتي ستكون ساحة للرد وتبادل الرسائل الحادة بين الجانبين.

وقال عمر الهاشمي وهو محلل سياسي من تركيا: إنه “على الصعيد العسكري ما زالت قوات النظام والميليشيات الرديفة تجلب المزيد من المقاتلين وترفع جاهزيتهم القتالية لخوض معركة دون الإفصاح حول ماهيتها.”

وأشار المحلل السياسي إلى أنه “يصل بشكل شبه يومي عشرات المقاتلين من هيئة الحشد الشعبي العراقي ويتم توزيعهم في محور عمليات بطول قرابة 80 كم.”

ويتوزع المقاتلين من الفوج 46 بالقرب من مدينة الأتارب، وصولاً إلى مدينة سراقب ومنها إلى محيط سهل الغاب، وصولاً إلى قرى جبل الزاوية “في دلالة واضحة على الإعداد لعملية عسكرية”، بحسب “الهاشمي”.

“تحشيدات تنذر بالخطر”

وأضاف أن “العملية العسكرية ربما قد لا تكون مفتوحة لكن المؤشرات الميدانية في عمليات تحشيد تلك القوات تنذر بخطر قريب.”

وبالمقابل، يعزز الجانب التركي من تواجده العسكري ونقاطه العسكرية بالآليات والمشاة والعتاد، “وهذا يعني احتمالية هجوم وشيك كذلك فصائل المعارضة المتمثلة بالجبهة الوطنية للتحرير تعزز نقاط تمركزها وتصد عشرات المحاولات دخول لقوات النظام”، بحسب المحلل السياسي.

واستخدمت روسيا في الهجمات الأخيرة التي شنتها على مناطق خفض التصعيد في إدلب سلاحها الجوي الذي دخل عمق محافظة إدلب.

واستهدف سلاح الجو الروسي معسكرات تدريب لفيلق الشام المنضوي تحت الجبهة الوطنية للتحرير غير مصنفة وفقاً لقوائم الإرهاب.

ويعتقد “الهاشمي” أن “قوات الحكومة السورية تحاول افتعال معارك تكتيكية توصف بأنها لاستنزاف الفصائل، في حين تعزز قطاعاتها العسكرية بمزيد من الأسلحة الحديثة.”

وتقوم القوات الحكومية باستنزاف بعض النقاط الرخوة في عمليات الاستنزاف، في حين تجهز عسكرياً، وفقاً للمحلل السياسي، “لعمليات السيطرة على المناطق التي لا تخضع لها.”

إعداد: سردار حديد ـ تحرير: معاذ الحمد