لاجئون وعائلات مهاجرين من حمص: أين مغريات العودة من مؤتمر اللاجئين؟
حمص – نورث برس
تساءل لاجئون سوريون، يتحدرون من مدينة حمص وسط البلاد، عن ما قدمته الحكومة السورية من مغريات لعودة اللاجئين بعد عقدها مؤتمراً تحت هذا العنوان.
ويصف هؤلاء عودتهم إلى سوريا بـ”الخطوة المستحيلة” في ظل الأزمات الخانقة التي تعيشها مناطق سيطرة الحكومة السورية، بالإضافة لانعدام فرص العمل وارتفاع الأسعار وتدني مستوى المعيشة والدمار الذي نال من البنى التحتية.
وقال ابراهيم عيدون (27 عاماً)، وهو لاجئ من مدينة حمص في ألمانيا، إن مجرد التفكير بالعودة إلى سوريا هو “أمر مستحيل، لا أفكر بالعودة ولو فرشوا لي الأرض وروداً.”
وانعقد الأربعاء الماضي في دمشق، مؤتمر دولي حول عودة اللاجئين السوريين، بمشاركة مندوبين عن عددٍ من الدول وتحت عناوين بحث معاناة اللاجئين وتسهيل عودتهم.
وتساءل “عيدون” عن الأسباب التي قد تدفعه للعودة، “أريد أن يقدموا لي إغراء واحداً ليدفعني للعودة إلى سوريا.”
ويتطابق رأي اللاجئ الحمصي مع لاجئين آخرين في دول عدة، متسائلين حول جدوى عودتهم وما هي الامتيازات التي سيحصلون عليها في بلد مزقته الحرب، سيما وأنّ كل الأخبار التي تصلهم من بلادهم “لا تبشر بالخير”.
من جانبه، قال اسماعيل حمادة (55 عاماً)، وهو اسم مستعار لوالد أحد الشبان اللاجئين في هولندا، إنه لن يطلب من ولده العودة إلى سوريا تحت أي ظرف، “أنا كشخص ندمت لأنني لم أخرج وبقية عائلتي مع ولدي.”
وأضاف “حمادة”، الذي يقيم مع باقي أفراد عائلته في مدينة حمص، أنه ليس هناك “أمل في أن تتحسن الأمور هنا، أنا مطمئن على مستقبل ولدي في الخارج، ذلك أفضل من أن يعود إلى هنا ويتذوق معنا مرارة العيش اليومية”.
ويواجه السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية منذ أشهر تفاقماً للأوضاع المعيشية تمثّل في نقص حاد في مواد الخبز والمحروقات وارتفاع جنوني في أسعار مختلف المواد إثر تدني قيمة الليرة أمام الدولار الأميركي.
كما ويتساءل لاجئون سوريون عن أي جديد بخصوص مخاوفهم من آلية تعامل الحكومة معهم بعد العودة.
وجاء في البيان الختامي لمؤتمر اللاجئين في دمشق إن “استعداد الحكومة السورية ليس لإعادة مواطنيها إلى أرض الوطن فحسب، بل ولمواصلة جميع الجهود لتوفير ظروف معيشية كريمة لهم.”
في حين لم يأتِ المؤتمر على ذكر أي آلية للعودة أو ما له علاقة بوضع خطة طريق واضحة لترميم البنى التحتية وتأمين السكن البديل أو توفير أي وسائل للمعيشة.
وتناول سوريون في مناطق عدة في سوريا، انعقاد مؤتمر اللاجئين بسخرية وتهكم كبيرين، وطالبوا بعقد مؤتمر “لخروج من تبقى من السوريين من سوريا.”
وتقول ميرنا جمول (22 عاماً)، وهي من سكان مدينة حمص، أنها لا توفر جهداً في محاولتها للهجرة، وتسعى في كل يوم لإيجاد طريقة لفعل ذلك، “أتواصل مع شركات الطيران، أحاول الحصول على فيزا سياحية إلى تركيا.”
وأضافت في حديث لنورث برس: “حقيقة ضحكت من عنوان المؤتمر نفسه، فهل كانوا حقاً مقتنعين بهذا المؤتمر الغريب؟ّ!”.
وكانت مواقع إعلامية قد تداولت مقطعاً مصوراً من داخل قاعة المؤتمر ترافقه أصوات أشخاص يتحدثون بسخرية من انعقاد المؤتمر، وأن غالبية السوريين الباقين في البلاج سيهاجرون لو تسنح لهم الفرصة.