إجبار مزارعين في عفرين على بيع إنتاجهم من زيت الزيتون لتصديره إلى تركيا
عفرين – نورث برس
يضطر مزارعون في منطقة عفرين، شمال غرب سوريا، لبيع محصولهم من زيت الزيتون لتجار في المدينة بأسعار حددها المجلس المحلي التابع لتركيا، وذلك بعد منعهم من تسويق إنتاجهم إلى خارج المنطقة.
وقال عبدين حمو (44 عاماً)، وهو اسم مستعار لمزارع من سكان عفرين، إنه ولعدم قدرته على تصريف محصوله من زيت الزيتون إلى خارج المنطقة، “اضطررت لبيعه لتجار بأسعار قاموا هم بتحديدها.”
وسيطرت القوات التركية مع فصائل المعارضة المسلحة التابعة لها على منطقة عفرين، في آذار/ مارس عام 2018، إثر عملية عسكرية شنتها ضد المنطقة في كانون الثاني/ يناير من العام نفسه.
وتسببت العملية العسكرية التركية بتهجير أكثر من 300 ألف شخص من سكان المنطقة الأصليين، بحسب منظمة حقوق الإنسان في عفرين.
وأشار “حمو” إلى أن المجلس المحلي التابع لتركيا غير تسعيرة بيع تنكة الزيت والتي كانت 55 ألف ليرة في بداية موسم جني الزيتون، لتباع حالياً للتجار بـ 33 دولاراً.
بينما حدد المجلس سعر الكيلو من الزيتون ما بين 1100و 1300 ليرة سورية، بحسب “حمو” الذي ذكر أن الأسعار في المناطق السورية الأخرى “أكثر من ذلك.”
ويقوم تجار في منطقة عفرين بعد شراء المحصول من المزارعين ببيعه لشركات داخل المدينة، هي شركة جلخي وغصن عفرين وجبل عفرين، والتي تقوم بتصدير الزيت إلى تركيا، بحسب مزارعين في المنطقة.
وكانت تركيا قد افتتحت بعد سيطرتها على منطقة عفرين بعدة أشهر معبر “غصن الزيتون” والذي يربط عفرين بولاية هاتاي التركية.
ودخل افتتاح المعبر حيز التنفيذ في الثامن من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2018, أي بالتزامن مع موسم قطاف الزيتون لذلك العام.
وكانت صحيفة إسبانية قد نشرت، أواخر شهر كانون الثاني/يناير من العام الماضي، مقالاً تناولت فيه تصدير تركيا لزيت الزيتون من منطقة عفرين إلى الأسواق الإسبانية على أنه “تركي المنشأ”.
وقالت الصحيفة، آنذاك، إن “زيت الزيتون السوري المنشأ يتم خلطه مع منتج تركي قبل تصديره وتوضع عليه ملصقات مزيفة.”
وذكر “حمو” أن معاصر الزيتون في المنطقة يحتكرها تجار “مستوطنون” من حمص ودمشق بإشراف قيادات لفصائل المعارضة المسلحة، “حيث تتم عمليات سرقة الزيت في المعاصر عبر أنابيب مخفية لا يستطيع المزارع رؤيتها.”
ويقوم بعض أصحاب معاصر الزيتون في عفرين بإضافة الزيت النباتي إلى تنكة زيت الزيتون، “لتخفيض جودة الزيت وإجبار صاحبه على بيعه بثمن قليل”، وفقاً لـ “حمو”.
وكانت فصائل المعارضة المسلحة التابعة لتركيا قد قامت، مع بداية موسم جني الزيتون لهذا العام، بفرض إتاوات على مزارعي عفرين والتي اختلفت من فصيل إلى آخر.
وقال إسماعيل سيدو، وهو اسم مستعار لأحد سكان قرية كفر صفرة التابعة لناحية جنديرس، إنه قام بدفع مبلغ عشرة آلاف ليرة سورية كإتاوة على كل شجرة زيتون للفصائل التابعة لتركيا.
وأضاف، “إن لم ندفع سيسلبوننا كامل المحصول.”
ووفقاً لما ذكره “سيدو” فإن أراضي أغلب المهجرين من المنطقة تم مصادرتها بشكل كامل من قبل فصائل المعارضة التابعة لتركيا، “قاموا بسرقة مواسم زيت الزيتون وقطع الأشجار وبيع حطبها أو حرقها إن لم يتوفر المحصول.”
من جانبه، اضطر أبو رشيد (52 عاماً)، وهو اسم مستعار لمزارع في ناحية شران بمنطقة عفرين، على دفع 10 بالمئة من محصوله كي يستطيع جنيه.
وبحسب قوله، فإن مسلحي فرقة السلطان ملكشاه التابع للفيلق الثاني في “الجيش الوطني السوري”، قاموا العام الماضي بنهب محصوله بشكل كامل، بالإضافة لتحطيب أشجاره لصالح قادة الفرقة وعناصرها.
ويقدر “أبو رشيد” قيمة الإتاوات المفروضة على مزارعي عفرين بأكثر من نصف المحصول.
“فلو تم حساب المحصول النهائي لنواحي عفرين بشكل عام وحساب قيمة الإتاوات المفروضة فستكون النسبة النهائية أكثر من نصف المحصول يعود للفصيل الحاكم.”