رام الله – NPA
أغار سلاح الجو الإسرائيلي، فجر الأحد،على عدة أهداف عسكرية للجيش السوري ردا على اطلاق قذيفتين صاروخيتين من الأراضي السورية باتجاه جبل الشيخ الليلة الماضية، لكنها سقطا في منطقة مفتوحة.
وأعلن متحدث الجيش الإسرائيلي أنه من بين ما تم قصفه “مدفعيتان، ونقاط مراقبة واستخبارات، ومنظومة للدفاع الجوي”.
لكن المحلل السياسي الإسرائيلي شاؤول منشة قال ل”نورث برس” إن مواقع الجيش السوري التي تم إستهدافها فجراً، فقط تلك التي كانت في قصف القنيطرة، في حين تمثلت الأهداف التي قصفتها إسرائيل جنوب العاصمة دمشق، بمخازن أسلحة تابعة لإيران وحزب الله.
وتأتي هذه التطورات بعد نحو ستة أيام، على مقتل عسكري سوري وجرح آخر وتدمير آلية عسكرية، جراء قصف إسرائيلي على تل الشعار في ريف القنيطرة، حيث شن الطيران الإسرائيلي حينها غارة استهدفت منصة إطلاق صواريخ مضادة للطائرات في المنطقة الواقعة جنوب غربي سوريا، بدعوى الرد على إطلاق قذيفة سورية باتجاه طائرة عسكرية إسرائيلية كانت “في تحليق اعتيادي شمال البلاد، وأن قذيفة المضادات السورية سقطت داخل سوريا”، وفق ما تحدث به متحدث الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي وقتها.
واللافت أن عمليات القصف الإسرائيلية تصاعدت مؤخراً، وتستبق اجتماعاً أمنياً ثلاثياً سيجمع الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وإسرائيل في القدس خلال هذا الشهر. ويبدو أن التطورات الحاصلة في المسألة السورية ستكون الموضوع الأبرز على طاولة البحث المشترك، وفقاً لما رصدته “نورث برس”.
وفي السياق، يقول المحلل الإسرائيلي شاؤول منشة إن هناك قراراً إسرائيلياً وصفه ب”الحاسم”، وليس له علاقة بإنتخابات الكنيست المقررة في أيلول/سبتمبر القادم، مفاده “أن تل ابيب لن تسمح لإيران وميليشياتها أن تنقل وتخزن اسلحة في سوريا وأن تقوم بأي أنشطة أخرى”.
وحول طبيعة الأنشطة الإيرانية الجديدة في سوريا والتي تعتبر مثار القلق الإسرائيلي، يوضح منشة أنه ليس نشاطاَ جديداً، وانما هو استمرار لمحاولات إيران التمركز في سوريا بواسطة ميليشياتها الأجنبية التي تستقدمها من افغانستان وباكستان بالإضافة إلى حزب الله اللبناني ومجموعات عراقية موالية، فضلاً عن إقامة مخازن أسلحة لصالحها.
وتابع منشة “سياسة إسرائيل منذ زمن بعيد هي أنها لا يمكن أن تسمح بتمركز القوات والميلشيات الإيرانية في سوريا وكذلك تخزين الأسلحة. لذلك، نرى أن أغلبية الأهداف جنوب دمشق هي مخازن للأسلحة الإيرانية التي تأتي عن طريق مطار دمشق الدولي”.
ويعتبر منشة أن مواجهة إيران ومخاطرها الآن أسهل بالنسبة لإسرائيل من مواجهته في المستقبل؛ لأن إيران هدفها إبادة إسرائيل، وفق قوله.
ويستذكر منشة واقعة حينما قام النظام الإيراني بنصب “عداد زمني” أمام مقر السفارة الإسرائيلية قديماً في طهران قبل أكثر من ثلاثة عقود، يُظهر أن أمام إسرائيل نحو 7701 يوماً للبقاء. ويتابع منشة “نية إيران واضحة اتجاه غسرائيل ومقابل ذلك تعمل إسرائيل جاهدة على إزالة الخطر الإيراني”.
وتوصلت “نورث برس” لمعلومات عن القذيفتين الصاروخيتين اللتين أطلقتا من سوريا، مساء أمس، حيث أفادت مصادر أنهما قذيفتان مضادتان حاولتا إستهداف طائرة بدون طيار إسرائيلية، حيث كانت ضمن مجموعة أخرى من الطائرات من هذا النوع تقوم بمهمة استخباراتية إسرائيلية لرصد تحركات إيرانية قرب الحدود.
بدوره قال مصدر عسكري سوري في حديث لوكالة “سانا” الإخبارية إن الغارات الإسرائيلية نُفذت فجر اليوم. وأضاف ان الدفاعات الجوية السورية تصدت لصواريخ اُطلقت باتجاه جنوب غرب دمشق وأسقطتها. ولكن الصواريخ التي اُطلقت باتجاه ريف القنيطرة أدت إلى مقتل ثلاثة جنود وإصابة سبعة آخرين بجروح إضافة إلى خسائر مادية.
وبعد ساعات معدودة من القصف الإسرائيلي، صرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن إسرائيل “لن تسمح بأي اطلاق للنار عليها، بل سترد بقوة على أي عدوان ضدها”.
واكتفى الإعلام الرسمي الإسرائيلي بما صرح به الناطق العسكري وما نشرته وكالة “سانا” السورية، فيما خص الأهداف وعدد القتلى السوريين.