مع أزمة الخبز بدمشق.. انتشار حالات “احتيال” لأطفال يبيعون الخبز أمام الأفران

دمشق – نورث برس

انتشرت مؤخراً حالات يصفها سكان في العاصمة دمشق بـعمليات “احتيال” يقوم بها أطفال يبيعون الخبز أمام الأفران التي تشهد منذ أسابيع اكتظاظاً خانقاً.

ويأتي ذلك في ظل أزمة حادة تعيشها مناطق الحكومة السورية بسبب نقص في كميات مادة الخبز.

ويرى متابعون للشأن العام أن هذه الأزمة تُظهِر “عمق التراجيديا والمأساة السورية المتمثلة بصورة مصغّرة أمام الأفران في العاصمة.”

وتعاني مناطق الحكومة السورية نقصاً شديداً في تأمين القمح والطحين للأفران رغم تصريحات رسمية سابقة “زعمت” قدرة الحكومة على تأمين المواد الأساسية وفي مقدمتها مادة الخبز.

ويقول سكان تحدثوا لنورث برس، بشرط عدم نشر هويتهم، إن الأيام الأخيرة شهدت ظواهر “غريبة” تجري أمام الأفران.

وبحسب هؤلاء، فإن أطفالاً لعائلات ذات دخل متدني يقومون بعمليات “غش وخداع” أثناء بيع ربطات الخبز للسكان أمام الأفران.

وشهدت العاصمة السورية خلال السنوات القليلة الماضية انتشاراً واسعاً لعمالة الأطفال في ظل غياب إحصاءات رسمية حول أعدادهم.

ومن الأساليب التي يتبعها هؤلاء الأطفال في عملية البيع، قيامهم بـ”طي رغيف الخبز” في الكيس كي يبدو للمشتري “كرغيفين”.

ويتراوح سعر ربطة الخبز التي تحتوي على 14رغيفاً أمام الأفران بين 1500 إلى 2400 ليرة سورية.

وحتى يزيد هؤلاء الأطفال من دخلهم اليومي، يقومون بطي سبع أرغفة من الأربعة عشر رغيفاً، فتظهر للمشتري الذي يعدها بعجالة أن الربطة تحتوي على 21 رغيفاً، لتبدأ بعدها عملية البحث عن البائع وسط الزحام.

والأزمة الحالية التي تشهدها دمشق هي الأشدّ منذ عقود، حيث يضطر السكان إلى الوقوف لساعاتٍ في طوابير طويلة للحصول على حاجتهم من الخبز.

وقال معاون وزير التجارة الداخلية السوري، جمال شعيب، الأسبوع الفائت، إن حالات الازدحام التي تشهدها الأفران للحصول على الخبز سوف تنحسر خلال الأيام القليلة القادمة.

ولكن “شعيب” لم يذكر حينها الآلية التي ستتبعها الحكومة لحلِّ أزمة الخبز المتفاقمة، لتبقى طوابير الانتظار على الأفران مستمرة.

وقال وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، طلال البرازي، في تصريحٍ لصحيفة الوطن السورية شبه الرسمية، مؤخراً، إن هناك كميات كافية من مادتي القمح والدقيق لتغطية احتياجات البلاد.

وأعلنت حكومة دمشق، الثلاثاء الفائت، الانتهاء من دراسة إمكانية تسليم الخبز للشريحة المخصصة بربطة واحدة كل يومين عبر البطاقة الإلكترونية الذكية.

لكن وبالرغم من التصريحات الرسمية، ما تزال المشكلة في تفاقم والكثير من المخابز الخاصة يواصل إغلاق أبوابه بسبب نقص مادة الطحين.

إعداد: إحسان الخالد – تحرير: معاذ الحمد