اتهامات لمدرسين “خصوصيين” في السويداء بإهمال واجبهم داخل المدارس.. وتبريرات بتدني الرواتب
السويداء – نورث برس
تحظى الدروس الخصوصية لمعلمين موظفين في المدارس الحكومية باهتمام في محافظة السويداء، جنوبي سوريا، وبينما يتهم أولياء لتلاميذ المعلمين بالتقصير في مهاهم داخل المدرسة خلال السنوات الأخيرة، يبرر هؤلاء الأمر بتدني رواتبهم التي لا تكفي احتياجات عائلاتهم.
ويعزو ذوو طلاب لجوءهم إلى الدروس الخصوصية لأبنائهم إلى طبيعة المناهج “المعقدة”، بالإضافة إلى عدم كفاءة وإخلاص المعلمين في المدارس الحكومية.
بينما يرد معلمون، ممن يعطون دروساً خصوصية سواء في منازلهم أو في منازل الطلاب، اضطرارهم لإعطاء هذه الدروس إلى تردي الوضع المعيشي وتدني رواتبهم.
وقال سليم الرمحين (42 عاماً)، وهو ولي تلميذ في إحدى المدارس الابتدائية في مدينة السويداء، إن المناهج الحديثة والموضوعة من قبل وزارة التربية للمرحلة الابتدائية والإعدادية هذا العام، وبالأخص لمادتي الرياضيات واللغة العربية “معقدة وغير سلسلة”.
وأضاف لنورث برس أنه يضطر لأن يخصص لابنه دروساً خصوصية من قبل معلم يأتي إلى منزله، “ليغطي النقص الحاصل في مدرسته.”
من جانبها، قالت سلاف الإسبر (50 عاماً)، وهي والدة طالب في الصف الثالث الثانوي العلمي في إحدى ثانويات مدينة صلخد جنوب السويداء، إنها اضطرت لتأمين مدرسين للدروس الخصوصية لابنها بسبب “عدم كفاءة المدرسين”.
واتهمت الأم مديرية تربية السويداء بفرز مدرسين “غير أكفاء” لطلاب الشهادة الثانوية وفق المحسوبيات، وأشارت إلى أن هناك “ضعفاً كبيراً” في أداء بعض المدرسين للمواد العلمية.
لكن خالد رجب (40 عاماً)، وهو مدرس لمادة رياضيات في إحدى ثانويات مدينة السويداء، قال إن راتبه الذي لا يتعدى 70 ألف ليرة سورية، لا يكفي تلبية احتياجات أسرته لأيام معدودات.
وأشار إلى أن تدني الراتب جعله مضطراً لإعطاء الدروس الخصوصية لطلاب في منازلهم، “لتقوية معلوماتهم في مادة الرياضيات التي لم يستوعبوها أو يفهموها في مدارسهم.”
وأضاف أنه لا يستطيع إيجاد عمل إضافي يغطي نفقاته المعيشية سوى إعطاء الدروس الخصوصية، “فلا مهنة عامل الباطون ولا مهنة سائق التاكسي ولا بيع الخضار والفواكه في الأسواق تتناسب مع مهنتي كمدرس.”
وتوجه قسم من المعلمين، بعد استقالتهم أو تركههم للوظيفة وآخرون تم فصلهم من وظائفهم بسبب عدم الالتحاق بالخدمة العسكرية أو لأسباب أخرى سياسية، إلى أعمال حرة تلبي احتياجاتهم المعيشية بشكل أفضل.
وكان عدد المعلمين قد انخفض من أكثر من 15 معلم قبل الحرب في سوريا إلى أقل من 10 آلاف بسبب الاستقالات التي قدمت بغية السفر والهجرة خارج البلد والتفرغ لأعمال أخرى، بحسب مصدر من مكتب الشؤون القانونية في مديرية التربية بالسويداء، اشترط عدم نشر اسمه.
وقال إداري في مديرية تربية بالسويداء، طلب عدم نشر اسمه، إنه وبالرغم من وجود أنظمة داخلية تمنع القيام بإعطاء الدروس الخاصة، “لكنها أصبحت شائعة في محافظة السويداء ولا يمكن إيقافها أو الحد منها.”
وأشار إلى أن بعض العقوبات، المنصوص عليها في التعاميم والقرارات التي تصلهم بداية كل عام دراسي من وزارة التربية بدمشق، “تقضي بإغلاق المركز الذي يعطى دروس خصوصية بالشمع الأحمر حتى وإن كان منزل المدرس وغرامة مالية تصل إلى 500 ألف ليرة.”
ورأى الإداري في تربية السويداء أنه قبل محاسبة المدرسين على إعطائهم الدروس الخاصة من خلال القوانين الحكومية، “لا بد من زيادة أجورهم، “فالراتب الحالي مزري ولا يغطي حتى أجور مواصلات المعلم وخبزه في الشهر.”