القوات التركية وفصائل المعارضة تمنع مزارعين بريف حسكة الشمالي من زراعة أراضيهم
تل تمر – نورث برس
يمنع الجيش التركي مع فصائل المعارضة المسلّحة التابعة لها، للعام الثاني، مزارعين في تل تمر، شمال مدينة حسكة، من الوصول إلى أراضيهم الواقعة على تماس مع المناطق التي شملتها العملية العسكرية التركية في تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي.
وتنتشر الأراضي غير المزروعة على خطوط التماس في منطقة تل تمر على طول أكثر من 50 كم وعمق يتراوح بين ثلاثة وثمانية كيلومترات، وفق مسؤولين في لجنة الاقتصاد بالبلدة.
وقال محمود آيو، وهو مزارع من قرية باب الخير، شمال بلدة تل تمر، إنه لم يتمكن هذا العام من زراعة معظم أرضه الواقعة على خطوط التماس مع مناطق سيطر عليها الجيش التركي وفصائل المعارضة المسلّحة التابعة له العام الفائت.
وأضاف لنورث برس أنه أمام خيار المجازفة بحياته أو محصوله، “فنحن نعيش على أعصابنا، ونتعرض دائماً لإطلاق النار.”
ويتخوّف “آيو” ومزارعون آخرون في ريف بلدة تل تمر شمال حسكة من الاستهداف من قبل الجيش التركي أو عناصر فصائل المعارضة أثناء قيامهم بزراعة البذار هذا العام، أو فقدان مواسمهم جراء عمليات إطلاق النار والقصف المتكرر في المنطقة.
وكان المزارع الأربعيني، وهو أب لستة أولاد، يعتمد سابقاً في معيشة أسرته على زراعة قرابة 500 دونم بمحصولي القمح والشعير، لكنه اضطر للاكتفاء بزراعة 50 دونماً فقط هذا العام.
كما يمتلك المزارع “آيو” مشروعاً زراعياً في قرية الريحانية شمال تل تمر، ويقول إن فصائل المعارضة سرقت جميع محتوياته بعد سيطرتها على المنطقة.
“سرقوا من مشروعي أكثر من 125 كيس شعير و130 كيس قمح وخراطيم زراعية تقدّر بحوالي 1800 متر، ومولّدة ديزل، بالإضافة إلى خمسة آلاف لتر مازوت وآلات زراعية.”
وتشهد أرياف بلدات تل تمر وأبو راسين وعين عيسى شمالي سوريا، قصفاً متكرراً من قبل الجيش التركي وفصائل المعارضة، ما يتسبب غالباً بخسائر مادية في ممتلكات المدنيين أو يعرقل تسيير أعمالهم وأمور حياتهم.
واحترقت مساحات من حقول القمح والشعير بريف أبو رأسين وتل تمر شمال حسكة خلال صيف عام 2020 جراء القصف المتكرر للقوات التركية وفصائل المعارضة.
من جانبه، قال إبراهيم الهجر، وهو إداري في لجنة الإنتاج الزراعي ببلدة تل تمر، أن أعمال زراعة البذار تغيب هذا العام عن مساحات من الأراضي الواقعة على خطوط التماس مع المناطق التي سيطرت عليها تركيا وفصائل المعارضة التابعة لها خريف العام الماضي.
وأضاف أن استهداف فصائل المعارضة لمزارعين أثناء محاولتهم تفقّد أراضيهم وأعمالهم، منعهم من الوصول إلى أراضيهم.
ورغم ذلك، يرى “الهجر” أن موسم زراعة البذار هذا العام جيد في منطقة تل تمر عموماً، “وهو أفضل بنسبة 25 % عن العام الماضي.”
وأشار إلى توزيع أكثر من ألف طن من بذار القمح على المزارعين وبسعر 360 ليرة سورية، الأمر الذي يعتبره مناسباً لكافة المزارعين.
وبعيداً عن خطوط التماس، ينهمك المزارع عبد الباقي كوتي (55 عاماً)، وهو مزارع بمنطقة تل تمر، في رشِّ أرضه ببذار الشعير على ضفاف نهر الخابور جنوب البلدة.
ويأمل “كوتي”، الذي زرع أربعة آلاف دونم بمحصول الشعير، في موسم جيد رغم تأخر تساقط الأمطار هذا العام.
لكنه لم يتمكن، كما سائر المزارعين في المنطقة، من زراعة قطعة أرض له بالقرب من خطوط التماس خوفاً من استهدافه وعماله أثناء زراعة البذار.