إقبال على صيانة المدافئ في كوباني في ظل ارتفاع أسعار الجديدة
كوباني – نورث برس
اضطر مصطفى مامد (56 عاماً) من سكان ريف كوباني هذا العام، لصيانة مدفأته التي اشتراها العام الماضي، بدلاً من شراء أخرى جديدة، نتيجة ارتفاع أسعارها.
وتفاجئ “مامد” بارتفاع أسعار صيانة المدفأة أيضاً التي لم تبق على حالها، فسعر صيانة المدفئة هذا العام يكلف ما يقارب ثمن شرائها في العام الفائت.
وقال “مامد” وهو يحمل مدفأته القديمة بيديه، “قررت تصليح مدفأتي القديمة، لأنه ليس لدي القدرة على شراء أخرى جديدة، ولكن أسعار التصليح مرتفعة أيضاً.”
وتختلف أسعار المدافئ في مدينة كوباني حسب أحجامها وجودتها، حيث يبلغ سعر المدفأة ذات جودة أدنى هذا العام ما يقارب 40 ألف ليرة سورية، في حين يتراوح أسعار المتوسطة منها ما بين 60 ألف و70 ألف ليرة سورية.
ويصل سعر المدافئ من النوع الجيد هذا العام إلى أكثر من100 ألف ليرة.
وكان سعر المدفأة ذات جودة أدنى يتراوح العام الماضي ما بين عشرة آلاف إلى15 ألف ليرة، و50 ألف لذات الجودة الأعلى.
وأشار “مامد” إلى أن سعر وأجرة تغيير تنور المدفأة (قلب المدفأة) يبلغ عشرة آلاف، وهناك أنواع تكلف 15 ألف ليرة، “وهو السعر التي اشتريت به المدفأة العام الفائت.”
وأوعز بركل ديبو (64 عاماً) وهو صاحب محل لصيانة المدافئ ارتفاع أسعار الصيانة، إلى ارتفاع أجرة العمال وأسعار المواد الخاصة بالصيانة.
“سعر شراء سيخ اللحام الأصفر ارتفع من 700 إلى 2500 ليرة سورية.”
لكن جمعة محمد (49 عاماً) ولأن عائلتها كبيرة ويحتاج إلى أكثر من مدفأة في المنزل، اضطر لشراء مدفأة جديدة من نوعية “ليست جيدة” بحسب وصفه، إضافة إلى صيانة مدفأته القديمة.
وقال “محمد”، إنه اشترى مدفأة بـ39 ألف ليرة سورية، من نوعيةٍ جودتها أدنى، “لا أستطيع شراء مرتفعة الثمن، فكل شخص يشتري بحسب مقدرته الشرائية.”
وأشار إلى أن الوضع الاقتصادي للسكان “يضعهم في مأزق، فالأسعار تحسب بالدولار والرواتب تكون بالليرة السورية.”
وارتفعت أسعار مستلزمات تركيب المدفأة من كوع وبوري (أنبوب المدفأة الذي يخرج الدخان) لأكثر من الضعف، حيث كان يبلغ سعر الكوع 400 ليرة العام الماضي، ليرتفع هذا العام إلى 2500 ليرة، ونفس القيمة للبوري.
ورأى محمد عيسى (53 عاماً) وهو صاحب محل بيع للمدافئ أن أسعار المدافئ الجديدة هذا العام هي أقل عن العام الماضي إذا ما تم مقارنتها بارتفاع سعر صرف الدولار.
“كان سعر مدافئ الأصيل العام الفائت 20 دولار، بينما في هذا العام سعرها 15 دولاراً، ولكن لأننا نحسبها بالليرة السورية فهي مرتفعة.”
سبب آخر، أشار إليه “عيسى” لارتفاع أسعار المدافئ الجديدة، وهو دفع آجار توصيلها من منبج التي بدورها تستوردها من مناطق الحكومة السورية في حلب، إضافة لقيام تجار منبج “بوضع هامش لربحهم” وهناك رسوم وضرائب على الحواجز.
“لكننا مجبورين على جلب المدافئ وبيعها لأن المدافئ العاملة على الكهرباء لا تفي بالحاجة في ظل انقطاع الكهرباء المستمر.”