مؤتمر اللاجئين بدمشق.. روسيا تحشد لعودة اللاجئين “للحصول على الأموال” بظل غيابٍ تركي

إسطنبول ـ نورث برس

انطلقت في العاصمة السورية دمشق، أمس الأربعاء، أعمال “مؤتمر اللاجئين” الذي دعت إليه روسيا لبحث عودة اللاجئين السوريين في دول الجوار إلى ديارهم.

ورأى مراقبون أن روسيا تحشد لعودة اللاجئين من أجل الحصول على الأموال لإعادة إعمار سوريا من هذه البوابة.

ويشارك في المؤتمر سوريا ولبنان وروسيا وإيران وباكستان والإمارات وسلطنة عمان والصين وممثلين عن الأمم المتحدة.

ويغيب بشكل ملحوظ أي تواجد أوروبي أو حتى من الجانب الأردني والتركي اللذين يضمان على أراضيهما نسبة كبيرة من اللاجئين السوريين، إضافة إلى تواجد أرقام كبيرة من اللاجئين في الدول الأوروبية.

ولاقى المؤتمر قبيل انعقاده ردود فعل غاضبة حتى من الموالين للحكومة السورية أنفسهم، والذين طالبوا بحل مشاكل طوابير الخبز والمحروقات ومشاكل الماء والكهرباء.

بالإضافة للاهتمام بالقطاع الصحي والتعليمي خاصة في ظل أزمة كورونا، قبل الحديث عن عقد مثل هكذا مؤتمر.

كما لاقى المؤتمر رفضاً غربياً وأوروبياً واسعاً، إذ أعلن الاتحاد الأوروبي أنه من السابق لأوانه عقد مؤتمر يتحدث عن عودة اللاجئين إلى سوريا.

وقال إن “الأولوية في الوقت الراهن، هي لتأمين الظروف التي تساهم في عودة السوريين إلى أراضيهم بشكل آمن وطوعي ومشرّف، في إطار القانون الدولي.”

وفي الـ27 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، دعت واشنطن خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، إلى مقاطعة دولية لما يسمى “مؤتمر اللاجئين”، وسط تحذيرات من أن سوريا ليست مستعدة لعودة اللاجئين.

وكان من الملفت الانتباه عدم دعوة تركيا التي تؤوي بحسب إحصاءات رسمية نحو 4 ملايين لاجئ سوري على أراضيها وهو العدد الأكبر بين جميع البلدان.

لكن الحكومة السورية أعلنت وعلى لسان معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان، أنه تم توجيه الدعوة إلى كل البلدان للمشاركة في المؤتمر باستثناء تركيا.

وجاء ذلك لاعتبار أنه “لا يمكن تأمل أي أمر إيجابي من قبل نظام أردوغان الداعم الأول للتنظيمات الإرهابية في سوريا.”

وأشار سوسان إلى أن بعض الدول تعرضت لضغوطات “لثنيها عن المشاركة في المؤتمر.”

هدف المؤتمر سياسي

وقال سليم الخراط، الذي يشغل منصب الأمين العام لحزب التضامن الوطني الديمقراطي، إن “المؤتمر تم عقده في ظل عدم وجود أي جهة غربية مشاركة بالمؤتمر وهو ما سيؤثر على مستوى نتائجه بشكل مباشر.”

وأضاف “الخراط” وهو أيضاً مستشار في المصالحات الوطنية السورية، إلى أن هدف المؤتمر “سياسي أولاً وأكبر من قضية عودة اللاجئين، إضافة إلى أن الاتحاد الأوروبي يرفض المشاركة.”

وتم استثناء تركيا، بحسب ما قال “الخراط” لنورث برس، “على اعتبارها راعية وشريكة بالجريمة ضد سوريا، ولذلك نجد حالة لبداية نوعية تعمل على خطوات استراتيجية مستقبلية للحل في هذا البلد.”

من جهته قال رشيد حوراني، وهو باحث سياسي لنورث برس، إن رفض دعوة الحكومة السورية لتركيا لحضور المؤتمر يأتي “بسبب الموقف المعروف من الإدارة التركية تجاه النظام.”

وجدده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، موقفه بتصريح يتضمن “ضرورة إقصاء الأسد لإحلال السلام وعودة المهجرين.”

“المؤتمر فقاعة إعلامية”

وأشار “حوراني” إلى أن “النظام أيضاً يعلم في قرارة نفسه أن المؤتمر ليس إلا فقاعة إعلامية، والرد التركي إن دعي سيكون بالرفض، فوفر على نفسه ما كان يتوقعه.”

وأضاف أن “روسيا تدعم النظام السوري بشتى الوسائل والإمكانات السياسية والعسكرية لأسباب اقتصادية بشكل رئيسي، لأنها تطمح إلى إنجاز عملية إعادة الإعمار والاستحواذ على خطوط الطاقة بسوريا.”

بدوره، قال عبد الناصر حوشان، حقوقي، إن “الأسد يعتبر تركيا عدو وأن هذا العدو سيفشل المؤتمر، وهذا موقف تركيا الرسمي، لأنها تعتبر أن الأسد مازال خطراً على السوريين ويجب رحيله.”

كما أن موقفها مرتبط بموقف أميركا والاتحاد الأوروبي، بحسب “حوشان”.

وشهدت منطقة إدلب شمال غربي سوريا، أمس الأربعاء، وبالتزامن مع انعقاد مؤتمر يدعو اللاجئين للعودة إلى ديارهم، خروقات وقصفاً من سلاح الجو الروسي ومن قوات الحكومة السورية.

وقال “حوشان” إن “روسيا ترسل رسائل للدول التي رفضت المشاركة، أنه بمقدورها تهجير موجة جديدة من السوريين وإجبارهم على اللجوء إلى تركيا ثم أوروبا.”

وفي حزيران/يونيو الماضي، شدد المبعوث الأميركي الخاص السابق إلى سوريا جيمس جيفري، على “حرص بلاده على ألا يتم إعادة الإعمار سوريا في ظل نظام الأسد.”

وقال إن “روسيا وإيران والنظام السوري لا يوفرون وسيلة لدفعنا إلى تمويل إعادة الإعمار لكننا لن نفعل ذلك، ونحرص على ألا تقدم أي جهة دولية على تمويل الإعمار في ظل هذا النظام.”

إعداد: سردار حديد ـ تحرير: معاذ الحمد