حمص- نورث برس
يتعرض سائقون وأصحاب سيارات في مدينة حمص، وسط سوريا، لعمليات احتيال في محطات الوقود عبر تسجيل صرف كميات من مخصصاتهم لمادة البنزين تزيد عما تم تعبئته فعلياً.
ويُمنح السائق حامل البطاقة الذكية كمية 100 ليتر من البنزين المدعوم بسعر 450 ليرة سورية للتر الواحد، ومئة أخرى من البنزين الحر عبر البطاقة بسعر 650 ليرة سورية لكل لتر، بينما تباع المادة بأسعار أعلى في السوق السوداء.
وكانت المناطق السورية الخاضعة لسيطرة الحكومة قد شهدت أزمة بنزين خانقة استمرت منذ بداية شهر أيلول/سبتمبر الفائت وحتى أواسط شهر تشرين الأول/أكتوبر الفائت.
وقال كنان المصري (40 عام)، وهو أحد سكان حمص، إنه واجه مشكلة قطع إيصال بأكثر من الكمية التي قام بتعبئتها.
وأضاف لنورث برس: “بعد تجربتين على الأقل، صرت أنصح جميع معارفي بطلب الورقة المطبوعة من جهاز كشف بطاقة البنزين، لأن عمالاً في محطات الوقود يقومون بتسجيل 40 ليتراً مهما كانت الكمية التي عبأتها.”
ويرى أصحاب سيارات في المدينة أن هذه طريقة جديدة للاحتيال، إذ يقوم عاملون في المحطات باقتطاع كميات إضافية من مخصصات البنزين التي يتم الحصول عليها عبر البطاقة.
وكانت وزارة النفط في الحكومة السورية قد حددت، خلال أزمة البنزين الشهر الماضي، سقف التعبئة للمرة الواحدة بكمية 40 ليتراً.
كما اشترطت أن تمضي مدة أسبوع على الأقل ليستطيع صاحب السيارة التعبئة مرة أخرى.
لكن طلب رؤية الإيصال المطبوع قد لا تنجي السائق من الاحتيال وفق أصحاب سيارات آخرين.
وحذر غابي فتوح (32 عاماً)، وهو صاحب سيارة، من ضرورة الانتباه إلى تصفير عداد المحطة قبل البدء بتعبئة السيارة.
وأضاف: “عبأت البنزين من محطة في حمص، قام موظف الكازية مع شريكه بمحاولة تغطية العداد، وذلك بعد أن قام بتعبئة دراجة نارية كانت في الدور أمامي بستة ليترات من البنزين، حاول علانيةً سرقة تلك الكمية مني.”
لكن ورغم أن صاحب السيارة قام بتصوير العداد كدليل على تحايل العامل واتصل بالتموين، إلا أن شخصاً جاء من داخل المحطة وادعى أنه من التموين ليدافع عن العمال.
ويعتقد “فتوح” أن الحل الجذري يكمن في تركيب كاميرات مراقبة باتجاه العدادات داخل المحطة ما يضمن حق كل طرف.
ونفى أحمد الخالد، وهو اسم مستعار لصاحب محطة وقود في حمص، أن يكون هناك أي تلاعب بعدادات التعبئة في محطته،
وأضاف لنورث برس: ” شددت على عمالي التقيد بالقوانين وعدم السماح بأي تجاوز.”
لكن بعض السائقين يلجؤون إلى أساليب مماثلة للحصول على ما يحتاجونه من وقود لسياراتهم.
وقال ليث بخاري (29 عاماً)، وهو سائق قام بتعبئة البنزين من إحدى المحطات قبل أيام، إنه دفع مبلغاً إضافياً ليملأ سيارته بالوقود دون استخدام رصيد بطاقته.
ورغم أنه يرى أن ما حدث ويحدث الآن “هو جزء من فساد مستمر”، إلا أنه مقتنع بالتعايش مع هذا الفساد، “عليك فقط أن تدفع القليل لعامل المحطة ليوفر لك ما تريد.”