مزارعون بريف حلب الشمالي مكرهون على الصمت تجاه اغتصاب الجيش التركي لأراضيهم الزراعية

إعزاز – نورث برس

يصعد ياسر الطه (56 عاماً)، وهو من سكان بلدة كلجبرين، بريف حلب الشمالي، كل يوم إلى سطح منزله ليرى مصفحات وجرافات تركية وباصات نقل وحاجزاً إسمنتياً يحول بينه ورؤية تراب أرضه التي تبلغ مساحتها خمسة دونمات.

يقول بتهكم إن أرضه للعام الثاني تُنبت دبابات ومصفحات بدل المحاصيل.

ولا يزال مزارعون في بلدة كلجبرين يشاهدون أراضيهم التي استولى عليها الجيش التركي منذ العام 2018 لبناء قاعدة عسكرية له، بينما تجبرهم فصائل المعارضة والمجلس المحلي في البلدة على الصمت.

وكان الجيش التركي قد أقام في العام 2018 قاعدة له على مساحة تقدر بحوالي 35 دونماً من الأراضي الزراعية في كلجبرين.

ولم يقتنع “الطه” بتطمينات المجلس المحلي في كلجبرين عن وعود من الجانب التركي بدفع مبالغ مالية بعد إقامة الجيش التركي قاعدة عسكرية كبيرة على قطعة من أرضه شرق البلدة.

وحاول المزارع مراراً العودة إلى المجلس لمعرفة إلى أين وصلت مسألة إقناع الأتراك بإعادة أرضه أو دفع بدل مالي عن كل الأراضي التي “اغتصبها عنوة وبغير وجه حق.”

يقول المزارع ياسر الطه لنورث برس: “ولكن لا مناص، فالذي أنشأ المجالس المحلية وسلح الفصائل العسكرية هو نفسه مغتصب الأرض والآمر الناهي لهم.”

وفي محيط منطقة أعزاز أربع قواعد عسكرية تركية إحداها في كلجبرين، وأخرى على أطراف قرية ندة قرب مدينة اعزاز، وثالثة بالقرب من بلدة بريغيت قرب مدينة صوران، ورابعة شرق مدينة مارع شمال حلب.

وأصبحت ثمانية دونمات لوائل البشير (41 عاماً)، وهو اسم مستعار لمزارع من البلدة نفسها، “قاعاً خاوية بعد أن كانت مزروعة زيتوناً وعنباً.”

يقول البشير إن الجرافات التركية والمناشير الكهربائية اقتلعت أشجار الزيتون والعنب، وإن عناصر فصيل الشرطة العسكرية، منعوه آنذاك من الاقتراب لمحاولة منع الجرافات.

ويتلقى المزارع كغيره “وعوداً تتلوها وعود” بأنه سيتم تعويضه عن كل شجرة وشبر أرض أخذها الجيش التركي لإقامة قاعدته، لكنه لا يثق بعناصر المجلس المحلي والفصائل التي يقول إن تركيا تحكمها “عبر المال والمناصب الزائلة.”

من جانبها، تقول “صفية أم محمد” (53 عاماً)، وهي من سكان البلدة، إن تركيا “أحرقت قلوب عدة عائلات باغتصاب أراضيهم عنوة لإقامة قاعدة له لضرب ميليشيات الأسد والأحزاب الكردية في مدينة تل رفعت والقرى المحيطة بها.”

وتضيف: “لكن الجيش التركي هو العدو الأول الذي سلب الأراضي وأعمى قلوب شباب المنطقة بالمال والالتحاق بالفرق والألوية التي شكلت الجيش الوطني لتنفيذ مخططاته وبسط سيطرته على المنطقة.”

ورفض مسؤول في المجلس المحلي في البلدة الإدلاء بأي تصريح حول هذه القضية، قائلاً إن الأمر يحتاج الرجوع إلى الجانب التركي في القاعدة.

إعداد: خالد الحسن- تحرير: حكيم أحمد