نباتات وشجيرات الزينة.. شغف ينتشر بين سكان أحياء قامشلي

قامشلي – نورث برس

صباح كل يوم، تقوم سميرة كورية (60 عاماً)، وهي من سكان قامشلي، شمال شرق سوريا، بسقاية أحواض نباتات الزينة التي وزعتها بترتيب على شرفة منزلها وداخل رواقه.

تقول “كورية” إن شغفها بامتلاك المزروعات بدأ منذ صغرها، حيث كانت والدتها تمتلك ساحة كبيرة في منزلهم القروي وتزرع فيها أنواعاً مختلفة من النباتات والشجيرات.

“أحب الاهتمام بها كثيراً فأنا أعتبرها مثل أولادي، أتحدث معها صباحاً وأشعر كما لو أنها أرواحها ترد علي.”

ويقبل سكان في قامشلي على شراء النباتات لتزيين منازلهم وشرفاتها، فمنهم من يعتبرها راحة نفسية لهم بينما يعتقد قليلون أنها تجلب الحظ لهم.

وتمتلك “كورية” العديد من النباتات القديمة والنادرة، أبرزها نبتة أكاليفا أو “ذيل القط” كما تسميها، وقامت مؤخراً بمنح جيرانها وأقاربها شتلات وبذوراً من النباتات التي ترعاها.

وتهتم المرأة بأحواض لنبتة “المطاط” منذ قرابة 35 عاماً، وتعتقد أنها تجلب الحظ إذ يقال أنها تمتص الطاقة السلبية من حولها.

وتفضل جاكلين صليبا (29 عاماً)، وهي من سكان مدينة قامشلي، شراء نباتات لتزيين منزلها، “وجودها في المنزل يشعرني براحة نفسية، كما أنها تعطي المكان منظراً جميلاً.”

وتشير “صليبا” إلى أنها عاشت منذ طفولتها بين النباتات والخضار، “فالمنزل الذي كبرت فيه كان مليئاً بأشجار الليمون والرمان والزيتون، بالإضافة للنباتات الصغيرة والورود والصباريات.”

وتقول لنورث برس: “رغم انتقالنا لشقق ذات مساحات ضيقة، إلا أنني قمت بشراء بعض النباتات الصغيرة المفضلة لدي، مثل الريحان وبعض الصباريات، فمنظرها يذكرني بالطفولة”.

 وتحاول “صليبا” شراء أنواع أخرى لتأخذها لمنزل والدتها التي تمتلك شرفة أكبر، لتقوم بعد زراعتها بزيارة المنزل بشكل شبه يومي لتهتم بتلك النباتات، على حد قولها.

وينتظر نضال أمين (40عاماً)، وهو صاحب مشتل لبيع النباتات وشجيرات الزينة في مدينة قامشلي، نمو بذور شجرة العفص (جنس نباتي يتبع الفصيلة السروية) والتي قام بزراعة /2000/ بذرة منها مؤخراً.

 يقول “أمين” الذي يزرع جميع أنواع الأشجار من سرو وصنوبر وكينا وعفص وغيرها، إن في المدينة إقبالاً جيداً على شراء شجيرات الزينة وخاصة الصبار، “فرغم صغرها وارتفاع أسعارها، يقبل السكان على شرائها.”

ويشير إلى أن المزارعين وعائلاتهم ممن يمتلكون مساحة في منازلهم الشعبية يفضلون اقتناء أشجار الفواكه والصنوبر والشمسيات والعرائش والورود.

وارتفعت أسعار الأشجار المثمرة ونباتات الزينة والورود في الآونة الأخيرة، “فقد كنا نبيع شجرة الفواكه سابقاً بسعر يتراوح بين مئة  ومئتي ليرة سورية، لكن يصل سعرها حالياً إلى حوالي ستة آلاف ليرة.”، بحسب “أمين”.

وتوارث “أمين” مهنة زرع الأشجار والنباتات وبيعها من والده، “أحب عملي، نحن نعمل بزراعة النباتات وبيعها منذ أكثر من 35 عاماً.”

ويملك في مشتله الخاص، الذي يقع على طريق الحزام في حي حلكو بمدينة قامشلي، ما يقارب 250 نوعاً من الأشجار والنباتات، كما يملك حوالي ستة آلاف نبتة وشجرة، وأربعة آلاف  شجرة صبار.

ولبعد مشتله عن الأسواق ومركز المدينة، قام البائع ببناء غرفة صغيرة من النايلون في شارع الكورنيش، ليجلس فيها هو أو زوجته لبيع أنواع من النباتات الصغيرة التي لا تتأثر كثيراً بالعوامل الجوية.

بينما قام ببناء بيت بلاستيكي في مشتله، ليضع فيه النباتات والشجيرات التي لا تتحمل البرودة، “وذلك لأن البيت البلاستيكي لا يتسع لجميع الأشجار والنباتات.”

إعداد: ريم شمعون- تحرير: سوزدار محمد