سوريون يتهكمون على مؤتمر اللاجئين: نحن لاجئون دون حقوق ونريد مؤتمراً للخروج

دمشق – نورث برس

تناول سوريون في دمشق، الأربعاء، انعقاد مؤتمر اللاجئين بسخرية وتهكم كبيرين، وطالبوا بعقد مؤتمر لخروج من تبقى من السوريين من سوريا.

وجاء ذلك، في وقت لم يستطع سوريو الداخل الحصول على ربطة خبز إلا بعد ساعات من الانتظار أمام الأفران.

وانعقد الأربعاء، في دمشق، مؤتمر دولي حول عودة اللاجئين السوريين بمشاركة مندوبين عن عددٍ من الدول لبحث معاناة اللاجئين وتسهيل عودتهم.

وقالت صحفية سورية تعمل في مؤسسة حكومية: “نحن لاجئون في الداخل”، لتبدأ بعده التعليقات الساخرة والمتحسرة على وضع السوريين بالداخل وانتظارهم رسائل البطاقة الذكية بشأن السكر والرز والغاز.

وقال “محمد ناجي”، اسم مستعار، “نيالن اللي طلعوا من هالبلد المعفن”، وقال آخر “نحنا يلي بدنا مؤتمر.”

فيما رأى آخرون أن سوريي الداخل لاجئون لكن من دون أدنى حقوق “نحن سجناء محكومون بالأشغال الشاقة طيلة حياة مملوءة بالبؤس.”

بيئة غير أمنة

واعتبر يحيى عزيز، أمين سر هيئة التنسيق الوطنية، في تصريح لنورث برس: أن من شروط عقد هكذا مؤتمر توفير “بيئة آمنة، وإطلاق سراح المعتقلين الموجودين عند النظام.”

وأضاف: “لا يبدو أن النظام السوري يقبل النقاش، واشتراط مفتاح البيئة الآمنة بإطلاق سراح المعتقلين، ولا حتى الكشف عن مصيرهم ومصير المفقودين والمخطوفين.”

ويرى “عزيز” أن المؤتمر جاء من خارج سياق العملية السياسية، “وكأن البيئة الآمنة متوفرة، والمصالحات التي جرت وتجري تخضع لاعتبارات أمنية أولاً وليس لاعتبارات إنسانية.”

بدوره، قال لؤي حسين، رئيس تيار بناء الدولة، يقيم خارج سوريا: “السلطات السورية قادرة على توفير جانب لا علاقة له بالحصار والعقوبات والمقاطعة الغربية والأممية لإعادة اللاجئين، الذين يشكلون حوالي ثلث مجموع السوريين.”

وأضاف: “قادرة على إطلاق الحريات السياسية، من خلال وضع ضوابط قانونية واضحة ودقيقة وشفافة لاعتقالات الرأي، ومن خلال السماح بتشكيل منظمات مجتمع مدني لا تحتاج إلى موافقة المخابرات.”

الطوابير تعم أوروبا

وقال سوريون بتهكم إن “طوابير اللاجئين عمت العواصم الأوروبية للتسجيل على حجز بطاقة عودة إلى الوطن، والحصول على 2 كيلو من السكر وكيلو رز، والوقوف في الطابور ساعات للحصول على ربطة خبز.”

وطوابير السوريين في مناطق سيطرة الحكومة السورية على الأفران لا تزال على حالها، للشهر الثاني على التوالي، وسط صمت رسمي.

واستذكر سوريون آخرون، كيفية التعامل مع اللاجئين السوريين على الحدود خلال أزمة كورونا، وقصة المئة دولار، بالإضافة لأماكن الحجز المزرية، وتعرضهم للابتزاز.

وكان معاون وزير الخارجية السوري أيمن سوسان، قال إن الدولة السورية تعمل لتسهيل عودة المهجرين واللاجئين إلى بلدهم بعد “تهيئتها الظروف المناسبة لذلك.”

إقناع السوريين بالبقاء

وتهكم سوريون يعيشون خارج سوريا على المؤتمر. وكتب عدنان عبد الرزاق وهو صحافي سوري، على صفحته في فيس بوك، أنه يجب تغيير اسم المؤتمر، “من عودة أو استعادة اللاجئين، إلى مؤتمر الإقناع بالبقاء.”

وأضاف: “لم أتواصل مع محترم بالداخل، إلا ويسألني عن طريقة للهروب من جحيم البقاء في سوريا الأسد، لو تفتح حدود أي دولة بالعالم، لما تبقى سوى الأسديين.”

ويتجاوز عدد اللاجئين السوريين في الخارج نحو ستة ملايين شخص موزعين على 126 دولة، بحسب تقرير أصدرته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عام 2019.

المعارضة عاجزة ومرتهنة 

كما هاجم عبد الرزاق المعارضة السورية بالخارج  وقال: “ماذا قدمت المعارضة والائتلاف من دلائل على استحالة العيش والعودة في ظل النظام القاتل.”

ورأى “رياض نصر”، اسم مستعار يقيم في دمشق، أن روسيا في أزمة، وتريد حشد التأييد لخططها، من أجل استدرار أموال الأوروبيين ودول الخليج العربي، لإعادة الإعمار كي تبدأ بالاستفادة على نحو واسع من سوريا.”

ويناقش المؤتمر المساعدات الإنسانية والتعاون بين المنظمات العلمية والتعليمية وإعادة إعمار البنية التحتية في مرحلة ما بعد الحرب.

وأعلن الاتحاد الأوروبي، أمس الثلاثاء، أن الدول الأعضاء لن تحضر المؤتمر وترى فيه أنه سابق لأوانه.

وأشار إلى أن “الأولوية تكون في اتخاذ إجراءات حقيقية لتهيئة الظروف الملائمة لعودة آمنة.”

إعداد: أوس حمزة  ـ تحرير: معاذ الحمد