صحيفة إسرائيلية: فوز بايدن كان “الألم” بالنسبة لتركيا

رام الله ـ نورث برس

اعتبر تسفي برئيل، وهو محلل سياسي لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية في مقال كتبه، أمس الثلاثاء، أن “الألم في قصر الرئاسة التركي عندما اتضح نهائياً أن جو بايدن هو الرئيس المنتخب للولايات المتحدة.”

وجاء ذلك في إشارة إلى سياسة ترامب التي “أراحت” تركيا طيلة السنوات الأربع الماضية.

وقال “برئيل”: إن “رجب طيب أردوغان الذي سارع هذا الأسبوع إلى تهنئة رئيس غينيا الجديد ألفا كونده، لم يجد على ما يبدو الكلمات لتهنئة بايدن بفوزه بمنصبه الجديد.”

وأضاف: “ليس صدفة أن رئيس أكبر حزب للمعارضة في تركيا هو الذي مثّل تركيا وأرسل التهنئة الأولى إلى بايدن.”

ووفق صحيفة “هآرتس”، بالنسبة إلى أردوغان، هزيمة ترامب هي “ضربة مزدوجة.”

وأشارت إلى أنه على الرغم من الخلافات السياسية والعسكرية بينهما، “أردوغان أسر قلب ترامب الذي جعله صديقاً شخصياً يستحق كل تأييد.”

ورغم العقوبات على تركيا بسبب منظومة صواريخ روسية، وإدانة سيطرتها على مناطق في سوريا، والحرب ضد الكرد، إضافة لغيرها من الأمور، “نجت تركيا بفضل سور الدفاع الذي أقامه ترامب ضد خصوم أردوغان.”

واعتبرت “هآرتس” أن بايدن يثير “أحلاماً بعهد جديد، لكن أضرار ترامب في الشرق الأوسط من الصعب إصلاحها.”

وأشارت إلى أنّ هذا السور سمح للرئيس التركي بإدارة سياسة مستقلة في جزء منها تتعارض مع مصالح الولايات المتحدة.

ويأتي ذلك لأن الولايات المتحدة فرضت أيضاً على الاتحاد الأوروبي التصرف بحذر وضبط النفس إزاء تركيا كي لا تدخل في مسار تصادمي مع إدارة ترامب.

وتتساءل الصحيفة الإسرائيلية: “هل سيوافق بايدن على الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بعقوبات على تركيا لمنع أردوغان من استخدام صواريخ أس-400 الروسية والدفاع عن حقوق الإنسان؟.”

وتضيف: “إذا كان الأمر نعم، كيف سيتصرف في مواجهة تهديد تركيا بالانسحاب من حلف الناتو، وماذا ستفعل أوروبا في مواجهة التهديد بإغراقها باللاجئين السوريين الذي يلوّح به أردوغان؟.”

وقائمة هذه المعضلات، بحسب “هآرتس”، مأخوذة من واقع أن “كتلاً” أو “محاور” تقليدية بلورت الشرق الأوسط قد تغيرت أو انهارت. وهي توضح أن سياسة أميركية تقليدية اعتمدت على هذه الكتل لم تعد ذات صلة.

وتضيف: “لقد قدم ترامب عقيدة جديدة انتهجت فيها الولايات المتحدة سياسة ثنائية، شخصية، إزاء مجموعة من الدول تتباهى كلها بأنها موالية لأميركا.”

ويجب على بايدن، بحسب الصحيفة، أن يقتنع بأن الشرق الأوسط ليس شريطاً يمكن إعادته إلى الوراء، والتفتت الذي شهدته المنطقة، ليس بسبب ترامب فقط.

وأضافت: “لم يعد هناك وجود لصفقة القرن، بل قنوات دفاعية هي مزيج بين “الطريقة الأميركية” و”الطريقة الأوروبية”، بحسب “هآرتس”.

إعداد: أحمد اسماعيل ـ تحرير: معاذ الحمد