مخيم واشوكاني بريف حسكة.. لوازم شتوية مهترئة في ظل غياب منظمات تابعة للأمم المتحدة

حسكة – نورث برس

تجلس عدولة أحمد (70عاماً)، وهي مهجرة من مدينة سري كانيه وهي تسند ظهرها إلى حجر أمام باب خيمتها في مخيم واشوكاني، 12 كم غرب حسكة، وتستذكر وضعها في مدينتها وما آل إليه حالها في المخيم.

تقول المهجرة التي تقطن مع ابنتها في المخيم أنها استلمت منذ عام أغطية وإسفنجات، “أصبحت غالبيتها رقيقة بسبب اهترائها، ومنذ ذلك الحين لم يمنحونا أي أفرشة أخرى.”

وتعاني مئات العائلات المهجرة في مخيم واشوكاني من عدم كفاية المستلزمات الشتوية التي استلمتها العام الفائت بسبب اهترائها، بينما لم يحصلوا هذا العام على أخرى جديدة.

ويضم مخيم واشوكاني، الذي تم إنشاؤه في تشرين الأول/ أكتوبر من العام الفائت، 1887عائلة تضم 12200  شخصاً، بينهم ستة آلاف طفل دون سن الـ 18، موزعين على 1620 خيمة، بحسب آخر إحصائية لإدارة المخيم.

وكانت تركيا قد شنّت مع فصائل المعارضة المسلّحة التابعة لها في التاسع من شهر تشرين الأول/أكتوبر من العام الفائت هجوماً برياً وجوياً على مناطق شمال وشرقي سوريا، انتهت بسيطرتها على منطقتي تل أبيض وسري كانيه.

وتسببت العملية العسكرية التركية بتهجير أكثر من 300 ألف شخص من المنطقتين، وفق إحصائيات الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا.

منظمات غائبة

وتشير “عدولة” إلى أنها تتدبر أمورها مع سلة غذائية تحصل عليها لمرة واحدة شهرياً، “لكنها لا تحتوي على مواد غذائية للإفطار، فنضطر للشراء من محال في المخيم.”

وتعود المهجرة بذاكرتها قليلاً إلى حالها في سري كانيه، “كنا نعيش حياة كريمة، تركنا كل ممتلكاتنا خلفنا التي تعرضت للسرقة والنهب.”

وتضيف بحسرة: “إن توفرت فرصة للعودة إلى سري كانيه، لن تجدني هنا، سأترك الخيمة وما فيها وأعود إلى منزلي حتى لو لم يبق منه شيء.”

ويتوزع مُهَجَّرو منطقتي سري كانيه وتل أبيض على مخيم تل السمن شمال الرقة ومخيمات واشوكاني والعريشة وسري كانيه في حسكة ومخيم نوروز شرق مدينة ديرك.

ومع قدوم فصل الشتاء، يواجه مهجرو منطقتي تل أبيض وسري كانيه في المخيمات أوضاعاً إنسانية صعبة في ظل غياب دعم المنظمات الإنسانية وافتقارهم للمستلزمات الشتوية.

وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” قد طالبت، منتصف حزيران/يونيو الماضي، مجلس الأمن بالتحرك بسرعة للسماح مجدداً بإدخال مواد الإغاثة الإنسانية عبر معبر تل اليعربية/ تل كوجر، محذرةً من أن عدم القيام بذلك سيفاقم الأزمة الإنسانية ويزيد من فرص انتشار فيروس كورونا في شمال شرقي سوريا.

لكن الأمم المتحدة فشلت عبر مجلس الأمن في إعادة فتح المعبر خلال جلساتها بسبب الاعتراض الروسي، أثناء التصويت على قرار تجديد إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا.

ولم تدخل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين المخيم حتى الآن ولم تقدم أي خدمات للمهجرين، رغم تدخلها في مخيمات الهول شرق مدينة حسكة والعريشة غربها وأبو خشب  بريف در الزور وغيرها، بحسب إدارة المخيم.

“لا أغطية كافية”

ولا يختلف حال كلثوم محمد (41 عاماً)، وهي مهجرة من قرية المناجير جنوب مدينة سري كانيه، عن حال بقية المهجرين في المخيم، “عانينا من البرد الشديد الليلة الماضية، ننام على إسفنجات بالية وكأننا ننام على حجارة.”

تقول “محمد” إنها تحتاج أي شيء لتدفئة أطفالها، فلا أفرشة وأغطية كافية لديها.

وقامت المهجرة الأربعينية مع زوجها بتجهيز موقد مقابل خيمتها، خصصته لإعداد الطعام على النار، “فالوضع المعيشي صعب هنا، ولم يكن لدينا خيار سوء المجيء إلى المخيم وتحمل صعوباته.”

وأشارت إلى ضرورة تقديم إدارة المخيم والمنظمات العاملة فيه المستلزمات الشتوية.

 من جانبه، قال عبدالحميد حمود، وهو الرئيس المشارك لمخيم واشوكاني، إن المخيم يحتاج للمزيد من الدعم “الذي لا بد أن تتكفل به المنظمات الدولية العاملة في المجال الانساني.”

وأشار إلى أن أسقف الخيم بحاجة إلى تبديلها، لأنها تعرضت للاهتراء نتيجة التغيرات الجوية خلال عام كامل من أمطار وبرودة وحرارة، كما أن الحمامات وخطوط ومجاري الصرف الصحي بحاجة إلى أعمال الصيانة.

وذكر الرئيس المشارك لمخيم واشوكاني أن الإدارة الذاتية قامت بتقديم القسم الأكبر من المساعدات، في حين أن بعض المنظمات الدولية والجمعيات المحلية تكفلت، خلال الأشهر الماضية، بتوزيع الخبز وكميات من مياه الشرب والمنظفات إلى جانب سلال غذائية شهرية.

إعداد: جيندار عبدالقادر-  تحرير: سوزدار محمد