قامشلي – نورث برس
تعاني سوريا من ضعفٍ شديد في نظامها الصحي مع مغادرة نصف العاملين في مجال الصحة إلى الخارج وسط توقعات منظمة الصحة العالمية بظهور موجةً ثانية من تفشي فيروس كورونا في سوريا.
وقالت المنظمة، أمس الاثنين، إنه لا يعمل في سوريا سوى 48 % من المستشفيات العامة و48 % من مراكز الرعاية الصحية الأولية بكامل طاقتها.
وقال أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنطقة شرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية، بعد زيارة لسوريا استغرقت أربعة أيام، إن الدمار الناجم عن الحرب “ما يزال جلياً فيها.”
وأضاف أن التعقيدات المستجدة، مثل كـوفيد -19، فاقمت أعباء الناس الذين أنهكهم الصراع المستمر وتفشي الأمراض والكوارث الطبيعية.
وجاء في البيان الذي نُشِر عن الزيارة التي شملت دمشق وحمص وحماة، أن القدرة على إجراء الاختبارات في سوريا محدودة، “ويظلُّ التزام عموم الناس باستخدام الكمامات والتباعد الجسدي منخفضاً.”
وأشار إلى أن العاملين الصحيين معرّضين بشدة للخطر بسب الافتقار إلى معدات الوقاية الشخصية.
وقال إن الناس تعاني وتموت بسبب نقص الأدوية اللازمة لحالات مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والفشل الكلوي.
وتعرّضت المعدات رديئة النوعية، التي تُستخدم على مدار نوبتين ليلاً ونهاراً، للضغط الشديد بسبب ارتفاع الطلب عليها، والقيود المفروضة على استيراد قطع الغيار.
وقد أدّت العقوبات إلى تفاقم الوضع الذي كان متردياً أصلاً، الأمر الذي أثّر على جميع الناس والقطاعات، ولا سيّما قطاع الصحة.
ويحتاج الأطباء إلى موارد تمكنّهم من إجراء العمليات الجراحية المنقذة للحياة، وغيرها من الإجراءات الطبية اللازمة، في ظل نقصٍ في أعداد العاملين الصحيين واللوازم الطبية والمعدات والأدوية.
ولا يغطي الإنتاج المحلّي سوى خمسة بالمئة من الأدوية اللازمة في سوريا، وذلك بسبب الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية على إنتاج المستحضرات الصيدلانية المحلية.
وأشار “المنظري” إلى إن أمام الشعب السوري طريقاً طويلاً وشاقاً، “ولكن على الرغم من الدمار والحرمان، فإن هناك قدرة هائلة على الصمود، وأملاً مشجعاً.”
وقال: “رغم هذه التحديات، فقد تمكّن السوريون من الحفاظ على مستوى أساسي من الرعاية الصحية يمكننا البناء عليه بدعم من المجتمع الدولي وشركائنا الملتزمين داخل البلاد وخارجها.”