عاملون في القطاع الصحي بإدلب يحذرون من ازدياد نسب الإصابة بكورونا

إدلب – نورث برس

يتخوف عاملون في القطاع الطبي في منطقة إدلب، شمال غربي سوريا، من تحول مدن وبلدات ومخيمات نازحين خاضعة لسيطرة المعارضة السورية إلى بؤر لوباء كورونا.

وتشهد مناطق شمال غربي سوريا، ازدياداً كبيراً بأعداد المصابين، وسط تحذيرات من انفجار في عدد الإصابات قد يسبّب كارثة صحية في ظل عجز الجهات الصحية عن السيطرة عليه.

وقال مراد العلي، وهو صيدلي في منطقة إدلب، إن أعداد المصابين بفيروس كورونا في مدينة إدلب تزداد “بشكل كبير” مؤخراً، بسبب الكثافة السكانية في المنطقة وعدم التزام السكان بالإجراءات الوقائية اللازمة.

 وتضم محافظة إدلب ما يقارب خمسة ملايين شخص، وتشير الأرقام المنشورة إلى أن انتشار الفيروس في اتساع، إذ سجلت الحكومة السورية المؤقتة، نهاية الشهر الفائت، /337/ إصابة جديدة خلال يوم واحد.

بينما يشير آخر تحديث لعدد الإصابات، قبل يومين، إلى /8388/ إصابة، بينها /69/ وفاة و/3099/ حالة شفاء، بحسب بيانات الحكومة السورية المؤقتة.

ويرى سكان وعاملون في القطاع الصحي في إدلب أن من الضروري حالياً تطبيق حظر تجول أو فرض إجراءات للحد من انتشار الفيروس، رغم الضرر الذي سيلحقه الحظر بمعظم الأعمال وسط تردي الأوضاع المعيشية.

وأضاف الصيدلي “العلي” أن “من الضروري البدء بفرض حظر تجول كامل، لا سيما في مدينة إدلب.”

 ولفت إلى أن معظم السكان لا يلتزمون بالإجراءات الوقائية، “على الرغم من عشرات الحملات التوعوية التي نفذتها منظمات و فرق تطوعية في المنطقة”.

وكانت حكومة الإنقاذ، الذراع السياسي لهيئة تحرير الشام والعاملة في شمال غربي سوريا، قد أصدرت الجمعة الماضية، قراراً يقضي بتعطيل الجهات التابعة لها مدة أسبوع نتيجة تفشي وباء كورونا.

ووفقاً للتعميم الذي نشرته “الإنقاذ” على حسابها الرسمي، تقرر إغلاق الجامعات والمعاهد والمدارس العامة والخاصة، وأسواق البازارات والدراجات، بسبب تصاعد انتشار فيروس كورونا.

ورغم انتقادات سكان حيال تعاطي حكومتي الإنقاذ والمؤقتة والهيئات التابعة لهما مع ازدياد الإصابات، قال مرام الشيخ، وزير الصحة في الحكومة المؤقتة، إن “الأوضاع لا تزال حتى اليوم تحت السيطرة.”

لكنه عاد وحذر من “انفجار في عدد الإصابات يفوق قدراتنا”.

 وتضم مناطق سيطرة الحكومة المؤقتة التابعة للمعارضة المدعومة من تركيا في محافظة إدلب وريفي حلب الغربي والشمالي سبعة مشاف ضمن خطة حكومة الإنقاذ، وثلاثة أخرى مدعومة من تركيا، و 29 مركز عزل مجتمعي، بحسب وزير الصحة في الحكومة المؤقتة.

وأشار “الشيخ” إلى أن عدد أسرة الأجنحة المتوفرة بلغ حتى نهاية الشهر الفائت 140 سريراً، بينما بلغ عدد أسرة العناية المشددة 55 سريراً “وننتظر الوصول إلى 280 سريراً في أقسام المشافي، و127 سريراً للعناية المشددة”.

وأعاد أسباب ارتفاع أعداد المصابين في المنطقة إلى عدم الالتزام بالوقاية، ووجود المخيمات بكثافة، إلى جانب انخفاض درجات الحرارة.

أما بالنسبة لعزل المدن والبلدات الموبوءة، شدد “الشيخ” على أن الموضوع يحتاج “لقرار مدروس”، في ظل ضعف قدرة السلطات الصحية على فرض الحظر والعزل وقت اللزوم.

وعن الدعم الذي تقدمه منظمة الصحة العالمية، قال إن المنظمة قدمت مستلزمات للمشافي وأسطوانات أوكسجين لغرف العناية، لكنه قال أيضاً إن مواجهة الوباء تحتاج لأكثر من ذلك.

إعداد: براء الشامي – تحرير: حكيم أحمد