سكان بريف حلب يجمعون الحطب في ظل تأخر توزيع حصص مازوت التدفئة
ريف حلب – نورث برس
في فناء منزل محمود المرعي (44 عاماً)، في بلدة حردتنين بريف حلب الشمالي، يشاهد المرء أكواماً من القش والأغصان اليابسة وأخرى لقطع النايلون والأخشاب التالفة.
يقول صاحب المنزل لنورث برس، إن أكوامه هذه ستفيده أكثر من “برميل مازوت الحكومة” الذي تأخر توزيعه رغم حلول البرد.
ويلجأ سكان في ريف حلب الشمالي، هذه الأيام، إلى تجميع الأغصان والجذوع اليابسة لاستخدامها في التدفئة في حال لم توزع الحكومة السورية مخصصات المازوت (الديزل) أو وزعت كميات لا تكفي حاجة عائلاتهم.
وتزداد المخاوف هذا العام بسبب رفع سعر المازوت من قبل الحكومة السورية، الأمر الذي سيحمِّل العائلات تكاليف عالية إن لم تحصل على مخصصات بالسعر المدعوم.
يضيف “المرعي” أن برميل مازوت التدفئة المقرر توزيعه على دفعتين لن يكفيه سوى لأسابيع.
ويشتكي من أن أوضاعه المعيشية تجعل دفع مبلغ 38 ألف ليرة سورية ثمناً لـ 200 لتر من مخصصاته أمراً صعباً، بينما يعتبر شراء المازوت بأسعار السوق السوداء أمراً مستحيلاً.
وكانت الحكومة السورية قد رفعت، الشهر الفائت، سعر لتر المازوت الصناعي والتجاري الحر إلى 650 ليرة سورية، بينما بقي سعر لتر مازوت التدفئة المقرر توزيعه عبر البطاقة بـ 180 ليرة سورية.
لكن سكان قرى وبلدات ريف حلب يجمعون ما يتوفر لهم من بقايا أشجار زيتون وكرمة وتين، وحتى القش وبقايا محاصيل القمح والشعير لاستخدامها كوقود تدفئة في الشتاء.
ويتخوف أرباب العائلات من عدم وصول مخصصاتهم من مازوت التدفئة، ما سيجعل أوضاعهم المعيشية المتفاقمة أصلاً أكثر صعوبة، لا سيما مع ازدياد انتشار جائحة كورونا.
وقال عبد القادر طيجان (62 عاماً)، وهو من سكان بلدة تلجبين في ريف حلب الشمالي، إن غالبية سكان البلدة لم يحصلوا على مخصصات مازوت التدفئة التي كانوا يتوقعون توزيعها نهاية الصيف الفائت.
ويتجول الرجل الستيني بين أشجار الزيتون في بلدته لجمع أغصان وبقايا أشجار.
وأضاف: “سأستخدمها في التدفئة، فالمازوت وحتى الكهرباء والغاز باتت مواداً يصعب الحصول عليها، وفي حال توفرها لا نستطيع تأمين أثمانها المرتفعة.”
وكانت الشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية “محروقات”، قد أعلنت منذ آب/أغسطس الماضي، أنه سيتم توزيع مادة مازوت التدفئة لموسم شتاء 2020-2021 عبر البطاقة الإلكترونية العائلية بمعدل 200 لتر لكل عائلة للدفعة الأولى ومثلها للدفعة الثانية.
لكن مصدراً من مديرية المحروقات بحلب (طلب عدم نشر اسمه)، كان قد قال منتصف الشهر الفائت لنورث برس، إن كميات المازوت المخصصة للتوزيع لم تأتِ حتى الآن لمحافظة حلب حتى يتم توزيعها.
وأضاف أن مديرية المحروقات لن توزع مخصصات العام الماضي التي لم يحصل عليها السكان، “بل تم إيقاف تلك البيانات والبدء ببيانات جديدة لهذا العام.”
وقال الحاج عثمان خلوف، وهو مختار قرية معرسة الخان في ريف حلب الشمالي، إن “أي عائلة ستحتاج على الأقل لثلاثة لترات من المازوت للتدفئة أي أنها ستدفع حوالي 2500 ليرة يومياً.”
وأضاف أنه ذكر هذا الرقم لأن المازوت الحكومي لن يكفي لأكثر من شهر وسيضطر السكان بعدها لشرائه بالسعر الحر في الأسواق، “والذي يبلغ 700 ليرة سورية في حال توفره وبقاء الأسعار كما هي الآن.”
وذكر مختار القرية أن بدائل الغاز والكهرباء مكلفة وغير متوفرة، “كما أن سعر الحطب القادم سابقاً من عفرين وأعزاز ارتفع لأكثر من 100 ألف ليرة للطن الواحد.”