نائب وزير الخارجية في عهد اوباما : كان بإمكاننا إنقاذ الشعب السوري دون تدخل
واشنطن – هديل عويس – NPA
تحدث جويل روبين، نائب وزير الخارجية في إدارة الرئيس أوباما، لـ “نورث برس” من واشنطن عن رؤيته للمشهد السوري، حيث رأى أن تبعات ما حدث في سوريا كان من الممكن تجنبه دون ضرورة توغل أمريكي بحرب شاملة.
وقال روبين أن السياسة الأمريكية تجاه سوريا ليست متماسكة, إذ أن الرئيس يعمل بشكل متناقض مع مستشارية للأمن القومي ووزير خارجيته، وأضاف ” لا نملك السياسة المتماسكة التي تجعلنا نتواصل بوضوح في سوريا وإيران وأماكن أخرى في الخليج”. مما يبقي التناقض في السياسة حول سوريا قائماً.
وأضاف أن السفير جيفري يحاول الموازنة بين هدفين؛ رغبة الرئيس بالخروج ورغبة الولايات المتحدة في تعزيز قوتها بالمنطقة والتأثير بالأحداث, لذا “يتحرك ضمن خط رفيع جداً.”
إلا أنه لا يرى التعقيد في المشهد السوري أخف وطأة في عهد الرئيس ترامب، حيث تزداد التحديات ما بين الموازنة بين تركيا والكرد، والرئيس ترامب نفسه يملك رؤية مختلفة عن مستشاره للأمن القومي و الخارجية وبطبيعة الحال مع الكونغرس حول ما يريد فعله في سوريا.
تبعات غير متوقعة
يقول روبين إن الأشهر التسعة الأولى من الحراك الشعبي بسوريا لم يعكس حالة حرب أهلية لذا أرسلت إدارة اوباما السفير فورد من أجل التدخل.
ويضيف ” وصل الأمر للقمة حين قامت الأمم المتحدة بمحاولة رفع الضغوطات على الأسد، و روسيا نقضت”.
ويذكر روبين حادثة استخدام السلاح الكيميائي “كانت روسيا خائفة من أننا سنستهدف سوريا، لم تأت روسيا إلى الطاولة لأنه خاب أملها بالأسد لاستخدامه الكيماوي، بل جاءت لأن أمريكا كانت ستضرب سوريا”.
ويؤكد أنه في اللحظة التي أبدت فيها ادارة أوباما جدية بالرد على استخدام الأسد للكيميائي، “هرعت روسيا إلى طاولة المفاوضات لإرضائنا و تطميننا وتقديم الوعود بنزع الأسلحة الكيميائية.”
ويشير ” لم نستخدم قواتنا بما يكفي، لم نكن نحتاج أن نرسل كما فعلنا في العراق /150/ ألف جندي ..لكن لم نستخدم سلطتنا الأخلاقية أو نفوذنا الاقتصادي أو تهديداتنا لدفع روسيا بعيداً عن الأسد.”
“وبالنتيجة يذكر أن انهيار الأسد جلب الدول الأخرى لدعمه، هذا خلق فراغ جلب منظمات ارهابية مثل داعش ووحدث الأمر ككرة ثلج تدحرجت” حسب قول روبين.
ويقول “هذه واحد من الدروس التي نتعلم منها كيف تحدث التبعات .. حين نتخذ قرار عسكري بالتدخل أو عدم التدخل، فان الأمر ليس دون تبعات أو تكلفة.. فحين نقرر ان لا نفعل شيئاً لا يعني هذا أن شيئاً لن يحدث.”
ويضيف أن “إدارة أوباما أخذت قرار مناسب في ذلك الوقت ولكن تبعات هذا لم تكن متوقعة ، ولكن كان من الممكن توقع حدوثها.”
ويتفق على أن الفراغ الذي تركته إدارة أوباما سمح لروسيا بالتقدم لبناء نفوذها في سوريا ودعم الرئيس السوري بشار الأسد.