صحفيون سوريون في الخارج : مؤتمر اللاجئين محاولة روسية للحصول على أموال إعادة الأعمار
دمشق – نورث برس
يرى صحفيون سوريون يعيشون خارج البلاد أن ظروف نجاح المؤتمر الدولي للاجئين السوريين الذي تعتزم روسيا عقده في دمشق غير متوفرة.
وتجتمع مواقف غالبية هؤلاء الصحفيين حول من يرى في المؤتمر محاولة دعائية وجذباً لأموال إعادة الإعمار.
وتواصل موسكو مساعيها لعقد مؤتمر اللاجئين السوريين في دمشق في الـ 11 والـ12 من هذا الشهر.
وتسعى من خلاله لإقناع أطراف أوروبية، بالدرجة الأولى، بأن البيئة الأمنية في سوريا باتت مواتية لإعادة اللاجئين، شريطة توفير أموال كافية لإعادة الإعمار.
“شرط زوال النظام”
وقال عدنان عبد الرزاق، وهو صحفي سوري يعيش في تركيا، إن إمكانية العودة من عدمها، تتعلق بسن من هاجر أو هُجّر، وكذلك مكان إقامته وعمله والأفق المفتوحة أمامه.
وأضاف لنورث برس: “جل من غادروا سوريا بسبب ظروف قاهرة أو هرباً من الموت أو الاعتقال، رأوا في بلدان اللجوء الفارق الشاسع بالحقوق والخدمات ومعاملة الإنسان.”
وتساءل: “كيف للمهجرين أن يعودوا ويتناسوا القتل والتهجير والويلات التي لحقت بهم والأثمان التي دفعوها؟”
واعتبر “عبد الرزاق” أن شرط جلّ المهجّرين والمهاجرين، هو “زوال النظام”، لأنهم لا يثقون بأي ضمانات ولا مراسيم وقرارات تصدر عن الحكومة السوريا.
ورأى أن بالإمكان عودة من تجاوزت أعمارهم الخمسين عاماً، إلى جانب قليل ممن يفكرون بالعودة إن توفرت ضمانات حقيقية.
لكن الصحفي السوري لفت إلى أن جل شرائح الشباب لن تعود، وهو ما يعني “استنزافاً موجعاً لطاقات وكفاءات الشباب السوري وخسارته، ربما إلى الأبد.”
ظروف مستمرة للهجرة
بينما تناول آخرون نبأ التحضير لمؤتمر بسخرية من جانب أن “الأجدى عقد مؤتمر دولي لتسهيل خروج من تبقى من السوريين.”
وقال إبراهيم حميدي، وهو صحفي سوري يعيش في لندن، لنورث برس، إن فكرة المؤتمر روسية محضة، فدمشق لم تشجع انعقاده في البداية.
وأضاف لنورث برس أن “ظروف نجاح المؤتمر الحقيقية غير متوفرة، وما يزال كثير من الناس الموجودين في سوريا يريدون الخروج”.
ورأى “حميدي” أن هناك ضغوطاً غربية على دول الجوار والأمم المتحدة وأوروبا كي لا تشارك في المؤتمر قبل توفير ظروف العودة .
وكان نائب المندوب الامريكي لدى الأمم المتحدة ريتشارد ميلز قد قال إن مناقشة عودة اللاجئين “سابق لأوانه تماماً.”
وحث “ميلز” الدول على مقاطعة المؤتمر وأضاف أنه لن ينظم بالتنسيق مع الأمم المتحدة والدول التي تستضيف أكبر أعداد من اللاجئين،.
وبحسب “حميدي”، فإن موسكو ودمشق ستتهمان الغرب بمنع مبادرات انسانية، لأن العاصمتين تريدان الاستفادة من المؤتمر للضغط على الأمم المتحدة لتحويل أموال المساعدات إلى دمشق.
ورأى أنهما في حال نجحتا، ستحققان هدفهما، أما في حال جرت مقاطعة المؤتمر “ستتهمان الدول الغربية بـ “ازوداجية المعايير.”
ويعتقد “حميدي” وصحفيون آخرون أن المؤتمر سيتحول إلى مناسبة دعائية لا أكثر ولا أقل، كما سيكون فرصة لتراشق الاتهامات في مجلس الأمن.
لكن رنا حج إبراهيم، وهي صحفية سوريا تعيش في فرنسا، تأمل بالعودة إن توفرت ضمانات حقيقية من جانب الحكومة.
وقالت لنورث برس: “بالتأكيد أفكر بالعودة، إذا لم يكن هنالك مخاطر للمساءلة أو السجن، ففي سوريا أهلي وذكرياتي ،ولا أريد أن ابدأ العمل من الصفر مجدداً.”
و يقدر عدد اللاجئين السوريين في العالم بنحو عشرة ملايين ، بينهم ستة ملايين في دول الجوار وحدها ، بينما يتوزع نحو 1,5مليون لاجئ في أوروبا.
“نهب بعد نهب”
وقال مصطفى السيد، وهو صحفي سوري يعيش في ألمانيا، أن المؤتمر “سقط عتب”.
وأضاف لنورث برس أن “إنهاء الصراع وبناء السلم الوطني يحتاج إرادة لصناعة السلام والايمان بالشراكة الوطنية.
ورأى أن من يدعو للمؤتمر لم يدرك حتى اللحظة ضرورة بناء السلم الوطني، ” ويشعر أن بإمكانه مواصلة النهب حتى لو بلغت نسبة المنهوبين 93 % من السوريين.”
واستشهد “السيد” بتجربة جنوب أفريقيا في بناء السلام والخروج من الحرب، عبر إعادة القرار للشعب من خلال إجراء انتخابات حرة تخضع لمراقبة دولية.
وكذلك بتجربة رواندا في النمو الاقتصادي بعد الحرب الأهلية.
وقال: ” سوريا قادرة على بناء السلام إن توفرت الإرادة الصادقة بالتغيير والتخلي عن منظومة الفساد، والتخلي عن منطق القوة والتحالف مع الاحتلالات ضد الشعب”.