كلية الفنون الجميلة في السويداء: غياب كوادر تدريسية وقلة فرص العمل للمتخرجين

السويداء- نورث برس

تعيش كلية الفنون الجميلة الثانية بالسويداء، جنوبي سوريا، حالة من الاستياء بين طلابها  نتيجة غياب الكوادر التدريسية العالية وانخفاض الأداء الأكاديمي للهيئة التدريسية.

 وقالت فينوس الخطيب(22عاماً)، وهي طالبة سنة رابعة في الكلية، إن الأساتذة الحاليين لا يملكون الخبرة العالية لرؤية وتقييم أعمال الطلاب.

وأضافت لنورث برس أن العمل الفني للطالب ليس ورقة امتحان يمكن تقيمها في بضع دقائق، “فكل عمل يحتاج إلى نقاشات ومحادثات وحوارات لا تتوفر لدى القائمين على التدريس داخل الكلية.”

وتضم كلية الفنون الجميلة في السويداء /650/ طالباً، منهم /200/ طالب من محافظات أخرى، بحسب الهيئة الإدارية في الكلية.

وأحدثت كلية الفنون بالسويداء سنة 2007، باختصاصات النحت والحفر والعمارة الداخلية والرسم والتصوير والاتصالات البصرية.

وأشارت الطالبة إلى أنها كانت تجد مستقبلها في كلية الفنون، “ولكن مع الأسف لم أجد ما كنت أرتجيه داخل الكلية من اهتمام ومتابعة من قبل الهيئة التدريسية لأعمال فنية ولوحات تشكيلية أنجزتها خلال فترة دراستي.”

وكانت “الخطيب” أثناء قبولها في كلية الفنون الجميلة عام 2016، رفضت طلب والدها بالانضمام إلى أشقائها في هولندا وأرادت البقاء في السويداء ومتابعة دراستها في كلية الفنون رغبة منها في أن تصبح “فنانة تشكيلية مميزة”.

لكن “الخطيب” تفكر الآن جدياً بالهجرة بعد تخرجها من الكلية، “لعلي أنقذ بعضاً من أحلامي التي ذهبت سراباً في بلدي.”، على حد تعبيرها.

وتعاني كلية الفنون الجميلة الثانية في السويداء إلى جانب غياب الكفاءات للهيئة التدريسية، من غياب المناهج الحديثة، ولاسيما ما يخص فن ما بعد الحداثة، بحسب طلاب على أبواب التخرج.

وقال طلاب في الكلية إنه هناك إهمالاً حكومياً في رفد الكلية بطواقم أكاديمية رفيعة ومواد مخبرية خام تساعد الطلاب في إنجاز مشاريع التخرج لديهم، إلى جانب شح الموارد المالية للكلية “وتفشي البيروقراطية المكتبية لدى موظفي الهيئة الإدارية في الكلية”.

واتفق راجي المصري (49 عاماً)، وهو رسام ونحات ومشرف على بعض مشاريع التخرج داخل كلية الفنون بالسويداء، مع غيره في أن أعضاء الهيئة التدريسية داخل الكلية “لا يرتقون إلى مستوى الأداء الفني الأكاديمي العالي والذي يفترض به أن يخدم ويصقل التجربة الفنية لدى الطلاب.”

وذكر أن من بين /13/ أستاذاً جامعياً قبل 2011، بقي أستاذ واحد فقط هذا العام، والمتبقي من أعضاء الهيئة التدريسية هم مدرسو رسم حاصلون على شهادة معاهد الرسم التابعة لوزارة التربية (مدة الدراسة فيها عامان).

وأشار “المصري” إلى أنه في كل سنة تخرج يكون هناك طالبان أو ثلاثة فقط ممن يمتلكون “موهبة مميزة” يمكن أن تتنبأ من خلالها بمستقبل فني كبير لهم.”

ورأى “المصري” أنه في ظل انعدام فرص العمل، “حتى المميزون من المتخرجين  لن يجدوا لإبداعاتهم وأحلامهم المهنية مكاناً من أجل بناء مستقبلهم على الصعيدين الفني والشخصي داخل مجتمعاتهم.”

ويعيد راجي وهب (50 عاماً)، وهو فنان تشكيلي وعضو في الهيئة الإدارية في كلية الفنون الجميلة بالسويداء، سبب غيابأصحاب الشهادات الجامعية العالية (دكتوراة) إلى الاضطرابات والفلتان الأمني داخل المحافظة.

وذلك بعد هجرة قسم كبير من أصحاب الكفاءات والخبرات العالية إلى أوروبا واعتذار قسم آخر  في استمرار التعاقد مع الكلية.

 “أساتذة جامعة دمشق للفنون الجميلة عللوا فسخ عقودهم إلى الأحداث الأمنية الحاصلة في المحافظة من عمليات خطف وقتل وسلب.”

ولفت “وهب” إلى أن كلية الفنون الجميلة بالسويداء تواجه معوقات كبيرة في تخريج دفعات متميزة ومؤهلة من الطلاب، “فغياب الخبرات التدريسية العالية أثر على المستوى الفني والعملي لدى خريجي الكلية من طلاب وطالبات.”

إعداد: سامي العلي – تحرير: سوزدار محمد