بعد فوز بايدن.. حالة ترقب في تركيا لشكل علاقاتها مع الولايات المتحدة
إسطنبول ـ نورث برس
تتوجه أنظار الخارجية التركية صوب البيت الأبيض والإدارة الأميركية الجديدة بعد فوز جو بايدن مرشح الحزب الديمقراطي بالانتخابات.
ويأتي هذا وسط ترقب حذر لما سيكون عليه شكل العلاقة القادمة بين أميركا وتركيا، وكيف سيكون رد الفعل الأميركي تجاه الملفات التي تتدخل فيها تركيا بدءاً من سوريا وصولاً إلى أذربيجان.
ويرى عدد من المحللين والمهتمين بالشأن التركي والعلاقات الدولية أنه بعد فوز جو بايدن ستكون السياسة الخارجية الأميركية أكثر “صرامة” في التعامل مع تركيا، وذلك لعدد من المعطيات غير المباشرة.
ومن ضمن تلك المعطيات: هو أن بايدن قبل أشهر عدة خرج بتصريحات وصف فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ”المستبد”، وأكد على أنه سيدعم أحزاب المعارضة التركية.
وأثارت تصريحات بايدن حينها “سخط” الخارجية التركية، التي استنكرت تلك التصريحات وبشدة.
كما شهدت العلاقات بين البلدين في الآونة الأخيرة توترات عدة، أبرزها تلويح واشنطن بفرض العقوبات على أنقرة إذ لم تستغني عن منظومة الصواريخ الروسية S400، وما أشعل فتيل التوتر أكثر هو تجربة المنظومة.
ومن تلك التوترات، رفع الولايات المتحدة حظر السلاح عن قبرص اليونانية، واعتبار أن ما تقوم به تركيا شرق المتوسط هو “استفزازي” وأن عليها التوقف عن تلك التحركات هناك.
وقال أحمد الأحمد، ناشط حقوقي في الملف التركي والسوري، يقيم في ألمانيا، إن “من أهم الملفات التي تهم السوريين والمطلوبة من الإدارة الأميركية الجديدة، هو موقفها من النظام السوري والانتهاكات التي يرتكبها.”
بالإضافة لدعم المعارضة السورية سياسياً ودعم النازحين والمهجرين إنسانياً، ومواصلة التضييق على إيران، وكبح جماح روسيا عسكرياً وسياسياً، بحسب “الأحمد”.
من جهته، قال رشيد الحوراني، الباحث في العلاقات السياسية، لنورث برس: إن “تركيا خلال الفترة الماضية استطاعت أن تتصرف بحذر شديد واللعب على التوازنات بين روسيا وأميركا.”
وأضاف أن “تركيا برزت خلال العام 2020 على أنها تعمل على بناء قوة ليست إقليمية وإنما قوة بموازاة القوة الأميركية.”
وتدخلت تركيا في ملفات متشابكة ومعقدة بين مختلف الأطراف، فمثلاً تدخلت في شرق المتوسط ورسم الحدود البحرية بين الدول المتشاطئة على البحر، أيضاً تدخلت في مسألة أذربيجان.
وفرضت من خلال تدخلها هناك، بحسب “الحوراني” أمراً واقعاً “لن يستطيع هؤلاء المعنيين بالمسألة تجاوز الدور التركي الذي يرفض بدوره الخروج من دون أي فائدة.”
ورأى “الحوراني” أنه “بالنسبة للمسألة السورية فهي تحضِّر مسرح العمليات العسكرية لعمل مرتقب في إدلب.”
وسحبت تركيا نقاط مراقبة تابعة لها والتي كانت في مناطق سيطرة الحكومة السورية، إلى مناطق نفوذها “كي لا تكون نقطة ضعف عليها، وأيضا تتحرك شرق الفرات مكان النفوذ الأميركي بشكل يعاكس مخططات السياسة الأميركية”، بحسب الباحث السياسي.
وقال إن “العامل الرئيسي للدور التركي يتمثل بشكل مباشر في القدرة على التدخل الذي تنافس فيه أميركا وروسيا في ملفات المنطقة.”
وهنأ العديد من الرؤساء وكبار الشخصيات السياسية والدولية، الرئيس المنتخب بايدن بفوزه بالرئاسة، باستثناء تركيا التي كانت تراقب بحذر شديد نتائج الانتخابات الأميركية.