حلب – نورث برس
يقضي مصطفى الحموي (43 عاماً)، من سكان حي الحمدانية في حلب، شمالي سوريا، ساعتين أو أكثر منتظراً في طابور طويل أمام فرن الحمدانية الحكومي لشراء الخبز.
وتشهد الأفران الحكومية في مدينة حلب ازدحاماً منذ تطبيق القرار الحكومي الذي قضى بتوزيع الخبز على البطاقة الذكية وفقاً لعدد أفراد الأسر، وحتى بعد رفع أسعار الخبز للضعف منذ نهاية الشهر الفائت.
وكان مجلس الوزراء في الحكومة السورية قد أصدر، منتصف أيلول/ سبتمبر الماضي، قراراً يقضي بتوزيع الخبز على البطاقة الذكية وفقاً لعدد أفراد الأسرة، بعد أن كانت الأسرة تحصل على ربطة خبز واحدة منذ نيسان/ أبريل الماضي.
بينما أصدرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في الحكومة السورية، في الـ29 من تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، قراراً برفع سعر ربطة الخبز إلى /100/ ليرة سورية بعد أن كانت بـ/50/ل.س.
وقال “الحموي” لنورث برس إنه يضطر للذهاب إلى الفرن باكراً، لحجز مكان في الطابور الطويل، “لكن رغم ذلك أجد طابوراً طويلاً أمامي، بعض الأشخاص يأتون قبل موعد تشغيل الفرن بساعة.”
ولفت إلى أنه مجبر على تحمل الانتظار الطويل أمام الفرن للحصول على الخبز العادي، وذلك لعدم قدرته على شراء الخبز السياحي.
ويبلغ سعر ربطة الخبز العادي التي تحتوي على ثماني أرغفة مئة ليرة سورية، في حين يبلغ سعر ربطة الخبز السياحي والتي تحتوي على ثمانية أرغفة أيضاً، /900/ ليرة سورية.
لكن رامز الباكير (29 عاماً)، وهو صاحب محل خياطة في حي الأعظمية في حلب، يفضل شراء الخبز السياحي ودفع مبلغ /1800/ ليرة يومياً لتأمين ربطتين من الخبز السياحي على أن يقف لساعات طويلة أمام فرن الأعظمية الحكومي.
فانتظار الحصول على الخبز من فرن حكومي يعرقل عمل الخياط الشاب الذي يرى فيه مهمة شاقة.
“كنت أقف أكثر من ثلاث ساعات يومياً في طابور أمام فرن الأعظمية، الازدحام غير معقول.”
ويرى “الباكير” أن شراء ربطة خبز سياحي بسعر مرتفع وكسب الوقت لصالح العمل أفضل من المعاناة التي كان يتكبدها في سبيل الحصول على “خبز الحكومة”، على حد وصفه.
ويبقى الوقوف في طابور وتحمل المشقات في سبيل الحصول على الخبز العادي هو الخيار الوحيد الذي يمتلكه أغلبية السكان، في ظل الأحوال الاقتصادية المتردية والتي لا تتيح لهم شراء الخبز السياحي.
من جانب آخر، لم يكن الازدحام وصعوبة الحصول على رغيف الخبز السبب الوحيد الذي دفع بشرى زعرور(32 عاماً)، من سكان حي سيف الدولة بحلب، لشراء الخبز السياحي بسعره المرتفع، وإنما رداءة “الخبز الحكومي” وتدني جودته.
وترى “زعرور”، وهي موظفة في مصرف التسليف الشعبي الحكومي، أن “الخبز الحكومي غير صالح للاستهلاك البشري، ولا يمكن تخزينه لأكثر من يوم لأنه يتلف ويتعفن.”
وأشارت الموظفة إلى أنها لا تستطيع هي أو زوجها الوقوف لساعات على فرن سيف الدولة الحكومي بشكل يومي، “نفضل شراء الخبز السياحي رغم تكاليفه المرتفعة.”
وكانت الأفران الخاصة في مدينة حلب قد رفعت سعر ربطة الخبز السياحي من /800/ ليرة سورية إلى /900/ ليرة، في منتصف الشهر الفائت.
الأمر الذي اعتبره سكان “استغلالاً” لحاجتهم لهذه المادة بالتزامن مع تدني جودة الخبز العادي وازدحام الأفران الحكومية.
فيما عزا أصحاب الأفران الخاصة زيادة السعر إلى ارتفاع أسعار الطحين والسكر والخميرة وغيرها من مواد صناعة الخبز.
وقال أحمد كعكة (55عاماً)، وهو صاحب فرن البركة للمعجنات والخبز السياحي في حي الحمدانية بحلب، إنهم كأفران خاصة يستخدمون طحيناً ذا مواصفات جيدة وغير خاضع للدعم الحكومي.
“فسعر الطحين والخميرة والسكر يخضع للدولار، ناهيك عن أجور العاملين وصيانة الآلات وغيرها.”
ورأى أن سعر /900/ ليرة لربطة الخبز السياحي، “مقبول وليس مرتفعاً قياساً بأسعار المواد الأولية.”
وأضاف: “من الطبيعي أن نسعى نحن كأفران خاصة لتحقيق أرباح وليس خسائر، ومرابحنا ضئيلة قياساً لجودة الخبز وسهولة الحصول عليه.”