مع ارتفاع أسعارها.. الفواكه تغيب عن موائد سكان في دمشق
دمشق – نورث برس
أدى الارتفاع الكبير في أسعار الفواكه في دمشق إلى غيابها عن موائد سكان بالعاصمة في ظل الظروف الاقتصادية المتردية التي يعيشونها.
وقالت ياسمين الأدلبي (26 عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد سكان العاصمة دمشق، إن معظم سكان العاصمة باتوا الآن غير قادرين على شراء الفواكه، “فمدخول العائلة الشهري لا يكفي لسدِّ الاحتياجات اليومية.”
وأضافت: “فما بالك بالفواكه التي أصبحت من الأشياء الكمالية في المنزل”، على حدِّ تعبيرها.
وكان أسامة قزيز، عضو لجنة تجار ومصدّري سوق الهال، قد قال في تصريحٍ لصحيفة الوطن السورية شبه الرسمية في السابع والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إن أسعار الفواكه والخضار ارتفعت بنسبة 30 % بسبب ارتفاع سعر المازوت الصناعي.
وأضاف “قزيز” أن أجرة سيارة نقل الخضار والفواكه من محافظة درعا إلى سوق الهال كانت بحدود 70 ألف ليرة، أما اليوم فأصبحت 100 ألف ليرة، “وهذا ما انعكس على أسعار الخضار والفواكه.”
وكانت الحكومة السورية قد رفعت في التاسع عشر من الشهر الفائت، سعر لتر المازوت الصناعي والتجاري الحر إلى 650 ليرة سورية بعد أن كان بـ 296 ليرة.
وبررت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك قرار رفع المازوت حينها بـ”التكاليف الكبيرة التي تتكبدها الحكومة لتأمين المشتقات النفطية في ظل الحصار الاقتصادي.”
وقالت سلاف عماد (29 عاماً)، وهو الاسم المستعار لمصورة فوتوغرافية في صالة مناسبات نسائية: “لم تدخل حبة فواكه واحدة إلى منزلي منذ أكثر من شهرين، لعدم قدرتي على شرائها.”
وأشارت “عماد” إلى أنها تعمل إلى جانب زوجها لرعاية طفلين: “أتقاضى 100 ألف ليرة كراتبٍ عن عملي ويتقاضى زوجي راتباً مشابهاً، لكن مدخولنا لا يكفي لسدِّ كل احتياجات العائلة، فنضطر للتركيز على الاحتياجات المهمة فقط.”
ولفتت إلى أن أسعار الفواكه متفاوتة، “كل محلٍّ يضع تسعيرة على هواه، وليس هناك رقابة على تلك الأسعار.”
وبحسب سكان من العاصمة، فإن أسعار الخضار والفواكه تختلف من محلٍّ إلى آخر دون وجود ضوابط حكومية لكبح الارتفاع.
ويتراوح متوسط أسعار الموز في أسواق دمشق بين 3000 و3500 ليرة، فيما يتراوح متوسط سعر التفاح بين ألف وألفين ليرة حسب النوعية، في حين يبلغ متوسط سعر كيلو البرتقال والرمان والجزر ألف ليرة سورية.
ولفتَ فادي مقداد (40 عاماً)، وهو اسم مستعار لصاحب محل لبيع الخضار والفواكه في المرجة وسط دمشق، إلى سبب آخر لارتفاع أسعار الفواكه، وهو فتح باب التصدير إلى دول الخليج، “حين يتم تصدير الفواكه يزيد الطلب عليها ما يؤدي إلى ارتفاعها.”
وهو ما أيّده عضو لجنة تجار ومصدري سوق الهال، والذي قال إن تصدير الخضار والفواكه اليوم ازداد عن السابق، “فضلاً عن زيادة الطلب من المحافظات، الأمر الذي أدى كذلك إلى ارتفاع أسعارها.”
وما يزال متوسط رواتب موظفي الحكومة السورية حوالي 50 ألف ليرة سورية (ما يعادل نحو 20 دولاراً أميركياً)، بالرغم من سوء الحالة الاقتصادية وانهيار قيمة الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية وتدهور الوضع المعيشي للسكان.