أطفال في إدلب يعانون من سوء تغذية إثر تردي الوضع المعيشي لعائلاتهم

إدلب – نورث برس

رغم مرور عامين على ولادة الطفل خالد الموسى، إلا أنه يبدو أصغر سناً من نظرائه، ولا يستطيع المشي أو حتى الجلوس.

وقالت والدته، وهي نازحة من قرية خان السبل بريف إدلب الجنوبي وتسكن في مخيم كفرلوسين شمال إدلب، لنورث برس، إن طبيب مختص شخّص حالة طفلها خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر الفائت، وقال إنه مصابٌ بتأخّر نمو وسوء تغذية.

وبحسب تقرير منظمةSave the children  (أنقذوا الأطفال)، تم نشره في التاسع والعشرين من شهر أيلول/سبتمبر الفائت، هناك 700 ألف طفل سوري إضافي يواجهون الجوع بسبب تضرّر الاقتصاد السوري.

وذكرت المنظمة في تقريرها أن إجمالي عدد الأطفال الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء سوريا ارتفع خلال الأشهر الستة الماضية إلى أكثر من 4.6 مليون طفل.

وتلجأ والدة الطفل خالد، منذ أكثر من عام، إلى بدائل عن حليبها الطبيعي من خلال طحن الأرز وسلقه مع قليل من السكر لإطعام طفلها.

“لا قدرة لي على شراء الحليب لطفلي والرضاعة الطبيعية لا تكفيه، ما سبب له سوء التغذية، فهو هزيل وفاقد للحيوية والنشاط بشكل دائم.”

وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الثالث عشر من شهر تموز/يوليو الماضي، إنه من بين كل عشرة أطفال تحت سن الخامسة في شمال غربي سوريا، هناك ثلاثة يعانون من التقزّم نتيجة سوء التغذية الحاد.

وتعاني الطفلة رغد الطعمة (4 أعوام)، من مدينة سراقب، كسابقها من سوء تغذية حاد منذ وقت طويل.

وقالت والدة الطفلة رغد، إن طبيب الأطفال في مركز الرعاية الصحية الأولية في مدينة إدلب شخّص حالتها، وقال إنها تعاني من سوء تغذية حاد منذ وقت طويل، وهو ما تسبب لها بضمور دماغي، وتأخر في اكتساب المهارات الحركية.

وأشارت والدة الطفلة إلى أنها تعاني من صعوبة تأمين الحليب والمستلزمات الغذائية الضرورية لأطفالها “لعدم توفر المال وتردي الوضع المعيشي.”

ونقلت المنظمة عن برنامج الغذاء العالمي أن تكلفة سلة الغذاء التي يمكن أن تطعم الأسرة ارتفعت حالياً أكثر من /23/ ضعفاً ​​عن ما قبل الأزمة.

وتعاني الطفلة رغد من صعوبة في تناول الطعام بنفسها أو اللعب مع الأطفال، بالإضافة إلى الانطوائية.

وقالت سونيا كوش، مديرة الاستجابة بمنظمة “Save the children” في سوريا، في تقرير المنظمة، إن “الأطفال المصابين بسوء التغذية يواجهون مخاطر لا تعد ولا تحصى على صحتهم.”

وأضافت: “يواجه جيل كامل من الأطفال خطر الإصابة بسوء التغذية، لأن أسرهم ببساطة لم تعد قادرة على توفير وجبة على المائدة.”

وبحسب محمد اليوسف، وهو طبيب أطفال في مدينة إدلب، فإن عشرة أطفال ممن يعانون من سوء التغذية يرتادون عيادته بشكل يومي.

ويُقدِّر الطبيب المختص أن 25 بالمئة من أطفال إدلب يعانون من سوء التغذية، لعدم حصولهم على الغذاء الكافي المغذّي بسبب قلّة الوجبات وغياب التنويع الغذائي.

وذكر الطبيب أن سوء التغذية يسبب تأخراً في النمو، بالإضافة لمشاكل الصحة العقلية.

ولفتَ إلى أن سوء تغذية الطفل الرضيع يؤدي إلى تلف الدماغ وضعف جهاز المناعة والتسبب بالتقزم، حيث يتوقف جسم الطفل عن النمو بشكل صحيح. 

وفي العاشر من شهر آب/أغسطس الفائت، فقد الطفل محمد حباب البالغ من العمر أربعة أشهر ونصف من مدينة سرمين شرق إدلب، حياته في مشفى ابن سينا بالمدينة، نتيجة سوء التغذية الحاد الذي أصابه.

وقالت مصادر طبية من المشفى لنورث برس، إن الطفل محمد دخل المشفى وكان وزنه ثلاثة كيلوغرامات، وتطلّب وضعه في العناية المركزة الخاصة بالأطفال.

وأضافت أنه تم تخريجه من العناية في نهاية تموز/يوليو الماضي بعد تحسن حالته، “لكن حالته الصحية عادت للتدهور مجدداً إثر إصابته بسوء التغذية.”

ويسبب سوء التغذية أعراضاً كالتعب والدوار وفقدان الوزن وفقر الدم والضعف الشديد، فيكون الجسم بحاجة للسعرات الحرارية والبروتين والعناصر المغذية الدقيقة، وفقاً لما ذكره الطبيب.

ولفت “اليوسف” إلى ضرورة قياس وزن الطفل وطوله ومحيط ذراعه، بين فترة وأخرى لمعرفة الحالة الغذائية له.

إعداد: حلا الشيخ أحمد – تحرير: سوزدار محمد