كورونا ينتشر في بلدة صغيرة بريف حسكة وسط غياب إجراءات الوقاية
حسكة – نورث برس
بين ليلة وضحاها، فقد الشاب أزاد أحمد (27 سنة) اثنين من أقربائه جراء إصابتهما بفيروس “كورونا” في بلدة تل تمر شمال غرب مدينة حسكة.
وتشهد البلدة مؤخراً ارتفاعاً ملحوظاً في الحالات المصابة بالفيروس، مع انخفاض درجات الحرارة واقتراب فصل الشتاء.
ويقول “أحمد” لـنورث برس، “فقد عمي (80 سنة) حياته ولم تمضي /24/ ساعة حتى توفت عمتي (65) سنة أيضاً، وأظهرت الاختبارات إصابتهما بفيروس كورونا”.
ولا يخفِ الشاب قلقه من ظهور إصابات أخرى بين أفراد عائلته رغم عدم ظهور أية أعراض على أحد منهم حتى الآن.
ومع تسجيل هاتين الحالتين يرتفع حصيلة الوفيات جراء الإصابة بفيروس “كورونا المستجد” إلى خمسة في بلدة تل تمر منذ مطلع شهر تشرين الأول/ أكتوبر الفائت.
وهناك أكثر من /30/ إصابة في البلدة، وفق ما صرحت به سهام ملا علي الناطقة بأسم مديرية الصحة في مدينة حسكة لـ نورث برس.
وأضافت “ملا علي” أن مدينة حسكة شهدت ارتفاعاً في أعداد الإصابات والوفيات بفيروس “كورونا” مؤخراً، لتأتي بعد مدينتي ديرك وقامشلي على مستوى شمال شرقي سوريا.
وبلغ عدد الإصابات في حسكة أكثر /900/ حالة وأكثر من /40/ حالة وفاة، بينما تماثل أكثر من /150/ شخصاً للشفاء.
ورغم ارتفاع أعداد الإصابات في منطقة تل تمر التي يبلغ تعداد سكانها نحو /25/ ألف نسمة، لا تزال البلدة تشهد غياباً شبه كلي في الالتزام بإجراءات الوقاية من الفيروس.

ولا تزال الأسواق والدوائر الرسمية في البلدة تشهد تجمعات كبيرة للمدنيين.
عدم التقيد بالتعليمات الصحية ولدّ خوفاً لدى كثيرين، بعد وفاة رجل في العقد الخامس منتصف شهر تشرين الأول الفائت، وهو أصغر مصاب يتوفى جراء إصابته بالفيروس في البلدة.
ويقول يوسف علي (وهو اسم مستعار لمصاب بفيروس كورونا يبلغ 40 عاما) في اتصال هاتفي لـنورث برس: “كان الفيروس مزحة بالنسبة للكثيرين، لكن مع ازدياد حالات الوفاة بتنا نخاف كثيراً ونعتني بأنفسنا أكثر من السابق.”
ويشير “علي”، الذي قام بعزل نفسه عن أفراد أسرته، إلى أن الأعراض التي ظهرت عليه لم تكن “خطرة” حسب ما أخبره الأطباء، ويقول إن وضعه الصحي يتجه نحو الأفضل.
وأصدرت خلية الأزمة في المجلس التنفيذي لشمال وشرق سوريا، الأسبوع الفائت، تعميماً فرضت خلاله حظراً جزئياً في كافة مناطق الإدارة الذاتية لمدة /10/ أيام.
وشمل القرار إغلاق دور العبادة والأسواق ومنع خيم العزاء وصالات الأفراح والاجتماعات والمؤتمرات.
وبحسب هيئة الصحة فإن أعداد الإصابات بفيروس “كورونا” في مناطق شمال شرقي سوريا، وصلت لنحو خمسة آلاف حالة منها /130/ حالة وفاة.
وكانت مسؤولة الشؤون الطبية في مديرية الصحة بمدينة حسكة، راماندا عيسى، قالت في وقت سابق لـنورث برس، إن منطقة حسكة وإقليم الجزيرة دخلا مرحلة “التعايش مع الفيروس بسبب ازدياد أعداد الإصابات”.
ويقول حسن أمين، مدير مشفى “الشهيدة ليكرين” بتل تمر إن “البلدة تعيش مرحلة التعايش مع الفيروس نتيجة الإمكانيات الطبية المحدودة، وهذا يستدعي وعياً اجتماعياً للحد من انتشار الفيروس.”
وأضاف “أمين” لنورث برس، أن الإصابات المسجلة تخضع للحجر المنزلي تحت رقابة الأطباء.
وشدد على أن أعداد الإصابات قابلة للارتفاع نتيجة مخالطة المصابين مع آخرين دون أن يجرى لهم فحوصات (PCR) أو مراجعتهم للمراكز الطبية.
ويبعد أقرب مركز للحجر الصحي عن بلدة تل تمر نحو /30/ كم، وهو مشفى “كوفيد – 19” في قرية توينة بالقرب من مدينة حسكة، بسعة /60/ سريراً.
ويعد مشفى “الشهيدة ليكرين” المركز الوحيد الذي يقدم الخدمات الطبية في منطقة تل تمر، لكنه يفتقر إلى أجهزة الكشف عن المصابين بـ “كورونا”.
وكان المشفى قد أغلق في شهر أيلول/ سبتمبر الفائت، واقتصر عمله على استقبال الحالات الطارئة فقط بعد ظهور إصابات بالفيروس بين كوادرها، ليعاد افتتاحه مجدداً مع مطلع شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.