مركز الصم والمكفوفين في الرقة بين نقص الدعم المادي وآمال القائمين عليه

الرقة- نورث برس

تحاول سلام العلي (15عاماً)، وهي طفلة من سكان مدينة الرقة، شمالي سوريا، وبمساعدة معلمتها التحدث بلغة الإشارة التي تعلمتها منذ التحاقها بمركز الصم والمكفوفين قبل شهرين، وذلك من خلال وصف الكلمات المعتمد على إشارات وحركات اليد.

وقالت “العلي” إنها ستتابع تعليمها وتحلم أن تصبح طبيبة أسنان في المستقبل.

ويتلقى /25/ طفلاً من المكفوفين تتراوح مستواهم بين ضعف البصر وفقدان تام للبصر، بالإضافة إلى/95/ طفلاً من الصم، والذين يتراوح مستواهم بين ضعف السمع وفقدان السمع التام، دورات تأهيل تربوية واجتماعية ونفسية في المركز.

وكان مجلس الرقة المدني قد افتتح، في الـ/13/ من أيلول / سبتمبر الماضي، مركز تأهيل الصم والمكفوفين في مدينة الرقة باسم “مركز الشهيد بشير فيصل الهويدي”، والذي يعتبر الأول من نوعه في مناطق شمال وشرق سوريا.

ويستقبل المركز حالياً /120/ طفلاً من سكان ونازحين في مدينة الرقة وريفها، ممن يعانون من مشكلات في النطق أو السمع.

أحلام صغيرة

وعبرت الطفلة  بحركات يديها عن سعادتها بالالتحاق بالمركز، فترجمت المعلمة: “أدعو جميع الأطفال من الصم والمكفوفين للالتحاق بهذا المركز للتعلم كغيرهم من الأطفال، وأن لا يقف فقدان الحاسة عقبة في طريقهم لتحقيق أحلامهم.”

وقالت والدة الطفلة منة الله (11عاماً)، والتي تعاني من ضعف حاد بالنظر، إنها بادرت بتسجيل ابنتها في مركز الصم والمكفوفين “بهدف وصول ابنتها إلى الاندماج بالمجتمع والخروج من وحدتها.”

وأضافت أنها سجلت ابنتها سابقاً في العديد من المدارس قبل افتتاح المركز، “لكنها لم تستطع الاستمرار بسبب التنمر الذي كانت تتعرض له من قبل زملائها وعدم اهتمام المعلمين بها وفق احتياجاتها.”

وتعلمت الطفلة منة الله منذ التحاقها بالمركز كتابة معظم الأحرف عن طريق لغة “برايل” المعتمدة على رسم معظم الحروف وتهجئتها عن طريف اللمس بالأصابع، وفقاً لما ذكرته والدتها.

ويعمل في المركز كادر متخصص مؤلف من/ 35/ معلماً ومدرباً، بينهم /20/ معلمة متخصصة بالمجال التربوي والدعم النفسي يتولين تدريب الأطفال بحسب اختصاصاتهن.

“أطفال ينتظرون”

من جانبه، قال إبراهيم الشيخ، وهو الرئيس المشارك لمركز “الشهيد بشير فيصل الهويدي لتأهيل الصم والمكفوفين”، إن طابقاً واحداً فقط من المبنى المخصص للمركز تم تأهيله، بينما لم تؤهّل بقية الطوابق لقلة الدعم المادي.

وأضاف أن المركز لم يُستهدف حتى الآن من قبل أي منظمة، “قمنا بتأهيله بجهود ذاتية من مجلس الرقة.”

ويتألف مبنى المركز من ثلاثة طوابق، تم تجهيز /12/ قاعة منها.

ولفت “الشيخ” إلى أن الطاقة الاستيعابية للمركز حالياً لا تحتمل استقبال أكثر من /120/ طفلاً، “ويوجد أكثر من /40/ طفلاً ينتظرون الفرصة للالتحاق بالمركز، لكن لا نستطيع استقبالهم لعدم وجود المكان لاستيعابهم.”

ومن المعوقات التي تواجه المركز قلة الحافلات التي تتولى مهمة نقل الأطفال من وإلى المركز، حيث قام مجلس الرقة المدني بتخصيص ثلاث حافلات لنقل الأطفال.

ورغم أن كل حافلة مخصصة لـ /24/ طفلاً، ولكن قلة الإمكانات يجعل القائمين على المركز يضطرون  لنقل /50/ طفلاً في كل حافلة.

“حياتهم ستتغير”

ويحتاج /60/ طفلاً في المركز إلى سماعات أذن، ولكن ارتفاع ثمن السماعات وعدم وجود جهات داعمة يحول دون حصولهم عليها.”

 وذكر “الشيخ” أن تكلفة السماعة من “النوع الجيد /800/ دولار أمريكي، “ولا نملك الرصيد الكافي لشراء هذه السماعات”.

وأشار إلى أن حياة هؤلاء الأطفال ستتغير مع تلك السماعات، ويمكن تحويلهم إلى المدارس بعد ثلاثة أشهر فقط من حصولهم عليها.

 
ورغم كل تلك المعوقات، أفاد “الشيخ” في حديثه لنورث برس أن بعض الأطفال في المركز حققوا تقدماً ملحوظاً خلال فترة قصيرة.

“هناك تقدم كبير لعدد من الأطفال، فبعض الأطفال الصم أصبحوا قادرين على لفظ الأحرف وتركيبها، وبعض المكفوفين منهم تعلموا كتابة الأحرف ونطقها.”

إعداد: أحمد الحسن- تحرير: سوزدار محمد