مع بداية الشتاء.. مخيم سري كانيه شرقي حسكة يعاني غياب دعم المنظمات الدولية

حسكة – نورث برس

انتقد مُهَجَّرون من منطقة سري كانيه (رأس العين) في مخيم يحمل اسم مدينتهم شرقي مدينة حسكة، شمال شرقي سوريا، غياب الدعم من قبل المنظمات الدولية رغم مرور نحو شهرين على انتقالهم إلى المخيم وقرب حلول فصل الشتاء.

ويضم مخيم سري كانيه الذي بدأ باستقبال مُهَجَّرين من مراكز الإيواء بمدارس مدينة حسكة في أيلول/سبتمبر الماضي، 1088 عائلة، تضمُّ 5475 شخصاً، بحسب إدارة المخيم.

وقالت كولي بركات (44 عاماً)، وهي مُهَجَّرة من سري كانيه وتسكن مع زوجها الخمسيني في المخيم: “يلزمنا الكثير من المستلزمات الشتوية من فرش وأغطية وألبسة ووسائل تدفئة.”

ولفتت إلى أن زوجها مريض ويحتاج باستمرار إلى ضمادات ومعقمات وأدوية، إلى جانب معاناتها هي الأخرى من آلام الظهر.

وتسبب الهجوم الذي شنّته تركيا بمشاركة فصائل المعارضة المسلّحة التابعة لها في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر من العام الفائت على منطقتي سري كانيه وتل أبيض، بتهجير نحو 300 ألف شخص، وفقاً لبيانات الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا.

وتعود المُهَجَّرة بذاكرتها إلى حال عائلتها قبل سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة المسلّحة التابعة لها على المنطقة: “كنا نعيش بسلام في منزلنا، وكان لدينا دكان صغير وكانت أحوالنا ميسورة، تركنا كل شيء خلفنا ونزحنا.”

وأضافت بعد صمت لبضع ثوان وهي تحاول جاهدة حبس دموعها: “الآن لا نملك أيّ شيء ونحتاج للكثير من الحاجيات هنا، وليس لدينا أولاد لإعالتنا.”

من جانبه، قال عبدالله عبدو (42 عاماً)، وهو مُهَجَّر من ريف سري كانيه، إنهم يعيشون أوضاعاً معيشية صعبة في ظل عدم تقديم أيّ مساعدات من قبل المنظمات الدولية.

ولفتَ إلى أن الإسفنجات والأغطية التي وزِّعت عليهم أثناء قدومهم إلى المخيم، أصبحت متهالكة لا تقيهم برد الشتاء، “الإسفنجات أصبحت رقيقة كالبطانيات.”

واشتكى من أن السلال الغذائية التي قدمتها الإدارة الذاتية لمرتين منذ قدومهم إلى المخيم “غير كافية.”

وكان “عبدو” يملك في ريف سري كانيه محلاً لبيع الخضار والمواد الغذائية، وترك كل ما يملك خلفه إبان الهجوم التركي.

ويتسع مخيم سري كانيه لـ 2660 خيمة كحدٍّ أقصى، حيث تم استقبال المُهَجَّرين من 24 مركز إيواء بمدينة حسكة، بحسب إدارة المخيم.

وبحسب صالح الحميدي، الرئيس المشارك لمخيم سري كانيه، فإن المنظمات الدولية لم تدخل إلى المخيم، “باستثناء منظمات تدخلت بشكل إسعافي خلال فترات نقل النازحين، إلى جانب تكفل منظمة دولية منذ الثلاثاء الماضي بتوزيع الخبز على النازحين، بعدما كانت الإدارة هي التي تتكفل به يومياً.”

ولفت الرئيس المشارك لمخيم سري كانيه إلى ضرورة التدخل السريع للمنظمات الدولية والإنسانية بالسرعة القصوى “نظراً للحاجة الإنسانية الملحّة للخدمات مع حلول فصل الشتاء.”

وتكفّلت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بتجهيز المخيم من الناحية الخدمية كتمديد شبكات مياه الشرب والصرف الصحي والكهرباء وتشييد مطبخ من الإسمنت وحمامات وبعض مستلزمات المطبخ لكلِّ خيمة.

إعداد: جيندار عبدالقادر – تحرير: سوزدار محمد