رغم عودتها للعمل.. منشآت سياحية في السيدة زينب لم تتمكن من استعادة نشاطها

دمشق – نورث برس

عوامل مختلفة أدت إلى تراجع الحركة السياحية في منطقة السيدة زينب في العاصمة دمشق، ما تسبب بخسائر كبيرة هذا العام لأصحاب المنشآت السياحية والعاملين فيها.

وبالإضافة إلى الإغلاق بسبب ظهور إصابات بفيروس كورونا، شكّلت الحالة المزرية للطرقات ونقص توفر الخدمات في المنطقة وانقطاع التيار الكهربائي عوامل أخرى لتدهور أعمال المنشآت السياحية. 

وتُعرَف بلدة السيدة زينب (عشرة كيلومترات جنوب العاصمة دمشق)، بمكانتها الدينية الخاصة لدى أتباع الطائفة الشيعية لأنها تضمُّ مزارات أبرزها مقام السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب، وهو ما جعلها مقصداً لزوار من لبنان وإيران والعراق وبعض دول الخليج.

وتضمُّ بلدة السيدة زينب أكثر من 130 منشأة سياحية، لا سيما الفنادق التي تتنوع ما بين الفارهة والعادية.

ودفعت الخسائر المالية الكبيرة علي عوض، وهو صاحب فندق ريحانة في منطقة السيدة زينب، لعرض منشأته السياحية ذات النجوم الثلاثة للبيع.

وقال لنورث برس إن أبرز أسباب خسائره “الكبيرة” كانت إجراءات الإغلاق التي طالت مختلف المرافق السياحية، وإغلاق المطار الذي أدى إلى توقف وفود الزوار الشيعة من لبنان والعراق وإيران ودول الخليج.

وكان “عوض” قد انتهى من أعمال بناء فندقه قبل حوالي 18 شهراً، وكان يأمل بمداخيل مالية كبيرة يجنيها من حركة الزوار والسياحة الدينية النشطة في منطقة السيدة زينب.

لكن جائحة كورونا تسببت بإغلاق الفندق بعد ستة أشهر من افتتاحه، ورغم رفع إجراءات العزل والحظر المشددة وإعادة فتح مطار دمشق، إلا أن الحركة السياحية لم تعد لنشاطها السابق.

“كلفني الفندق مبلغ 800 مليون ليرة سورية، لكنه لم يدر أيّ أرباح تُذكَر.”

وأعيد افتتاح مقام السيدة زينب، وهو أبرز المزارات الشيعية في المنطقة، أمام الزوار نهاية أيار/مايو الماضي بعد إغلاقه لأكثر من ثلاثة أشهر بسبب انتشار كورونا.

وكانت منطقة السيدة زينب قد شهدت أولى حالات الإصابة بكوفيد-19 في سوريا بين وافدين قادمين من إيران.

وقال جمال حمدوش، وهو شاب ثلاثيني يعمل مشرفاً على المطبخ في فندق ومطعم السفير بالطرف الغربي لمقام السيدة زينب، إنه ما يزال يعاني من البطالة ويأمل بعودة قريبة ونشطة للوفود السياحية التي كانت ترتاد منشآت السيدة زينب السياحية.

وأضاف أن أكثر من 100 عامل في فندق السفير فقدوا وظائفهم أو توقفوا عن العمل بسبب إغلاق المنشآت وتقييد حركة السفر التي رافقت تفشي فيروس كورونا.

ورغم سعيه، لم يتمكن “حمدوش” بعد من الحصول على فرصة عمل جديدة، “لأن معظم المنشآت السياحية والمطاعم في منطقة السيدة زينب التي اعتدت العمل فيها ما زالت متوقفة عن العمل.”

من جانبه، قال سامي فواز، وهو عضو غرفة سياحة ريف دمشق وصاحب فندق الولاية في منطقة السيدة زينب، إن الوفود الزائرة للمزارات كانت سبباً للنشاط الاقتصادي المتنامي الذي شهدته السيدة زينب سابقاً.

 وأدى ذلك إلى إقبال أصحاب رؤوس الأموال على الاستثمار في بناء الفنادق والمطاعم والمنشآت السياحية في المنطقة.

وأضاف “فواز”: “تم بناء أكثر من 20 فندقاً جنوب المقام الديني وأكثر من عشرة فنادق أخرى تم وضع أساساتها لاستكمال بنائها غرب المقام.

وكانت المنطقة تشهد خلال الأعوام الماضية حركة نشطة للزوار، لا سيما خلال المناسبات الدينية الخاصة بالطائفة الشيعية كعاشوراء وزيارة الأربعين (بعد أربعين يوماً من ذكرى استشهاد الحسين).

فالفنادق على اختلافها كانت تمتلئ بمئات الوفود الزائرة القادمة من دول المنطقة، بحسب غرفة سياحة ريف دمشق.

لكن أصحاب المنشآت ومستثمروها والعاملون في الحقل السياحي ينتظرون اليوم انفراج الأحوال وعودة الوفود السياحية والزوار الدينين إلى المنطقة.

إعداد: جان حداد – تحرير: حكيم أحمد