إسطنبول ـ نورث برس
جددت تركيا أمس الثلاثاء، من لهجة التصعيد مرة أخرى ضد اليونان بخصوص ملف شرق المتوسط، وحذرت وعلى لسان وزير دفاعها خلوصي أكار، أنها “لن تسمح باغتصاب حقوقها في تلك المنطقة.”
وقال أكار، حسب مصادر إعلامية تركية رسمية: “نحذر من ينوي الإقدام على خطوات تفوق قوته وقدرته شرقي المتوسط، بأننا لم ولن نسمح لأحد باغتصاب حقوقنا.”
ودعا أكار الجانب اليوناني إلى الالتزام بالقوانين والاتفاقيات الدولية. وقال إن “تركيا تنتظر من اليونان التخلي عن الأنانية والالتزام بكل ما يتطلبه القانون الدولي والإنسانية والأخلاق.”
وتدعو تركيا إلى إقامة حوار يرتكز على احترام حقوقها وسيادتها بشأن ملف شرق المتوسط.
كما تشدد على أن تجاهل اليونان وقبرص الرومية، لحقوق تركيا والقبارصة الأتراك من خلال ما تصفه بأنه “ادعاءات متطرفة”، هو أساس القضية هناك.
وسبق لهجة التهديد التركية المستمرة ضد اليونان، إعلانها عن تمدد مهام سفينة التنقيب “أوروتش رئيس” في مياه المتوسط.
وتجاهلت في ذلك كل الدعوات الأوروبية والغربية وحتى العربية، لوقف الخطوات الاستفزازية والأحادية الجانب شرق المتوسط.
وقال جواد غول، وهو صحفي مختص بالشأن التركي يقيم في إسطنبول، إن “تركيا مستمرة بسياستها المتناقضة.”
وأشار في حديث لنورث برس، إلى أن تركيا تارة “تعلن أنها مستعدة لتقديم التنازلات وأنها قبلت بالمبادرات التي طرحها أمين حلف الناتو بشأن وقف المناورات صوب المياه الإقليمية اليونانية.”
وتارة أخرى تعلن عن إرسال سفنها بحجة التنقيب شرق المتوسط واستمرار إرسال رسائل التصعيد، بحسب “غول”.
ويرى أنه “من غير المفهوم ما الذي تسعى إليه أنقرة، علماً أن الكرة في ملعبها للتوجه صوب طاولة الحوار للمحافظة على حقوقها البحرية.”
لكن، وبحسب “غول”، تعنت تركيا الملحوظ “سوف يزيد من حجم الضغوط عليها أوروبياً ودولياً.”
وعدم تخلي تركيا عن لهجة التهديد “سيؤدي حتماً في النهاية إلى التفاف حبل العقوبات حولها، وما نشاهده اليوم من تداعيات للاقتصاد التركي أكبر دليل على تأثره بسياسة تركيا الخارجية”، بحسب الصحفي التركي.
وتتهم تركيا الأطراف التي تسعى للتوسط فيما بينها وبين اليونان بأنها “غير موضوعية وغير حيادية”، وأن هناك دولاً (لم تسمها) تسعى للقيام بأدوار أكبر من حجمها وقوتها شرق المتوسط.
وترى تركيا وحسب وزير دفاعها أكار، أن “هناك شيء وحيد يتعين القيام به، وهو جلوس اليونان إلى طاولة الحوار، للوصول إلى حل معقول ومنطقي عبر التفاوض.”
وتتزامن تلك التطورات شرق المتوسط مع الأصوات التي تتعالى محذرة تركيا من تأثر علاقتها بالاتحاد الأوروبي بسبب الخلافات الدائرة شرق المتوسط.
وفي هذا الصدد، شدد السفير الإسباني لدى أنقرة، فرانسيسكو خافيير هيرجويتا جارنيكا، على ضرورة ألا تنعكس الخلافات بشأن منطقة شرق المتوسط سلبياً على العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي.
وأشار السفير الإسباني إلى أن بلاده تمتلك علاقات وثيقة مع كل من تركيا واليونان، وتتفهم المواقف الخلافية بين الدول، لكن الشيء المهم هو إيجاد حل تفاوضي.
وقال فراس عثمان أوغلو، وهو باحث في الشأن الدولي يقيم في إسطنبول، إن “ما جاء على لسان السفير الإسباني رسائل واضحة لتركيا بأن طاولة الحوار هي الحل الأمثل.”
وهو تذكير بما جاء على لسان الرئيس أردوغان والدعوة التي دعا إليها لعقد مؤتمر دولي بخصوص هذا الملف.
لكن من الواضح، بحسب “عثمان أوغلو”، أن تركيا ترى أنه “ليس هناك أي آذان صاغية لدعوتها ومن أجل ذلك تواصل بدورها إرسال رسائل التهديد والتصعيد.”
ويرى “عثمان أوغلو” أن “تركيا ستظل ماضية بسياستها شرق المتوسط ولن تتخلى عنها رغم كل الضغوطات الممارسة عليها.”