نشطاء وأكاديميون سياسيون من درعا يكشفون السيناريو المرسوم للجنوب السوري

درعا ـ نورث برس

كشف نشطاء وأكاديميون سياسيون في محافظة درعا، مؤخراً، طبيعة السيناريو المرسوم للمنطقة الجنوبية لسوريا والتي بدأت تتكشف معالمه في الأيام الأخيرة.

وقال ناشط سياسي وحقوقي من محافظة درعا فضل عدم الكشف عن اسمه لدواعٍ أمنية: إن “اقتحام إسرائيل رفقة ناتو عربي للجنوب السوري يقترب.”

وأضاف لنورث برس: “الاقتحام سيكون بحجة حماية أهالي السويداء ودرعا من إيران وحزب الله الساعيين إلى التغير الديمغرافي الممنهج في المنطقة الجنوبية.”

كما يندرج هذا الاقتحام، بحسب المصدر، “تحت سياق التسابق المحموم بين الروسي والإيراني ومن خلفهما إسرائيل والحكومة السورية في تثبيت موضع قدم لهم داخل المنطقة الجنوبية.”

وفي آب/ أغسطس الماضي، قال المحلل العسكري الإسرائيلي يوني بن مناحيم، لنورث برس: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس راضياً عن التمركز العسكري لإيران في سوريا، وعن جهودها للسيطرة على الموارد الطبيعية في هذا البلد.

وقال الناشط السياسي: إن الاغتيالات الحاصلة في الجنوب السوري وبالأخص داخل محافظة درعا ليست مجرد تصفيات فردية بين المتناحرين (الروسي والإيراني) أو ردود أفعال عشوائية.”

“تجري أحداثها بصمت”

وأضاف: “إنما هي حرب حقيقية ولكن تجري أحداثها بصمت.”

ويرى أن حرب الاغتيالات الحاصلة في درعا سوف تنتقل إلى محافظة السويداء “عاجلاً أم آجلاً.”

وأشار إلى أنه لولا التنسيق بين الجارتين درعا والسويداء “كانت تفشت الاغتيالات بين قادة الفصائل المحلية بالسويداء الموالية للحكومة وغير الموالية.”

وما يحدث من خطف وخطف مضاد وتبادل للثارات بين المحافظتين، بحسب الناشط، “إنما هو إلهاء عن المصالح الكبرى لإيران في المنطقة من خلال جعل محور القضية الاجتماعية في الجنوب السوري هو بين (الدروز والحوارنة).”

ويأتي ذلك في الوقت الذي تخطط فيه كل من إيران وروسيا “بكيفية اقتسام كعكة الجنوب السوري ومن خلفهم إسرائيل اللاعب الخفي في الصراع”، بحسب الناشط السياسي.

ودعم أحد وجهاء محافظة درعا والذين انخرطوا في التسويات والمصالحات الأخيرة في الجنوب السوري بين السويداء ودرعا لنورث برس، رأي سابقه.

واستشهد على حديثه بأن حادثة بلدة القريّا “ما هو إلا دليل آخر على إحداث الفتن في الجنوب السوري والصراع الذي بات معلناً بين الروسي والإيراني ووقوده أبناء المنطقة.”

وشهدت بلدة القريّا بريف السويداء الجنوب الغربي، الشهر الماضي اشتباكات امع للواء الثامن بقيادة “أحمد العودة”، راح ضحيتها عشرات القتلى ومئات الجرحى من أبناء السويداء والفصائل المحلية.

“منعاً لتقدم إيران”

وقال همام الحمود، وهو ناشط سياسي وأكاديمي من محافظة درعا: إن الروس هم وراء تثبيت نقاط اللواء الثامن والذي يتبع إلى الفيلق الخامس المدعوم من روسيا، داخل أراضي المزارعين في بلدة القريّا.”

وذلك، بحسب “الحمود”، منعاً “لتقدم الإيراني نحو محافظة درعا.”

واعتبر أن ذلك لأن “الروسي ليس إلا مجرد (بروكسي) أو جسر عبور لمخططات إسرائيلية في المنطقة.”

وقال: إن “السيناريو المتداول بين النشطاء والسياسيين في محافظة درعا هذه الأيام،  أنه من المحتمل أن تقدم إسرائيل على عملية اقتحام عسكرية في الريف الغربي لمحافظة درعا.”

وبعدها ستقوم إسرائيل بالانسحاب لتمسك بالأرض قوات عربية وذلك بالتنسيق مع الروسي ولمدة تسعة أشهر، بحسب “الحمود”.

وبعدها، وبحسب الناشط، “تنسحب القوات العربية لتسلِّم الأرض لقوة من أهل المنطقة وفي الأغلب هو الفيلق الخامس ليكون بذلك نواة لجيش إقليم الجنوب السوري القادم.”

وجرى منذ شهر تقريباً اجتماع جمع الرئيس بشار الأسد وشقيقه ماهر قائد الفرقة الرابعة مع الحاج سليمان “طلال حميمة” قائد مجموعات حزب الله في الجنوب السوري وقادة من الحرس الثوري الإيراني.

وبحثوا خلال الاجتماع مسألة التهديدات المباشرة من قبل إسرائيل باجتياح الجنوب الغربي من سوريا.

وتم أخذ الموضوع على محمل الجد، خاصة “بعد أن القت إسرائيل مناشير ورقية فوق قيادات الفيلق الأول والمتمركز على طول خط المواجهة والمحاذية لمرتفعات الجولان.

إعداد: سامي العلي ـ تحرير: معاذ الحمد