تركيا تخلي نقطة مورك بالكامل ومصادر تتحدث عن بدء إخلاء نقطة أخرى بإدلب
إدلب ـ نورث برس
أكملت القوات التركية انسحابها من نقطة المراقبة التي كانت تتبع لها في منطقة مورك بريف حماة الشمالي والتي كانت تقع في مناطق سيطرة الحكومة السورية.
ورجّحت مصادر أن تبدأ القوات التركية، مساء الثلاثاء، بإخلاء نقطة عسكرية أخرى شمال غربي سوريا بعد انسحابها الكامل من أكبر نقاطها العسكرية في محافظة حماة.
وذكرت مصادر محلية ميدانية لنورث برس، أن العديد من الآليات العسكرية التابعة للقوات التركية غادرت نقطة مراقبة مورك، وكان على متنها معدات لوجستية وعوارض إسمنتية.
ونشرت جريدة “الوطن” غير الرسمية، صوراً قالت إنها لـ”موقع نقطة الاحتلال التركي في مورك شمال حماة بعد تفكيكها وانسحاب القوات التركية منها.”
وذكرت وكالة “سانا” الرسمية، أنه “تم استكمال انسحاب قوات الاحتلال التركي من النقطة بعد أن تم تفكيك جميع الكتل البيتونية والخرسانية وسحب الأسلحة الثقيلة منها على مدى الأيام الماضية.”
وأضافت أن “قوات الاحتلال التركي، أخلت بشكل نهائي نقطة المراقبة التي أنشأتها في بلدة مورك بريف حماة الشمالي قبل أعوام لدعم التنظيمات الإرهابية وذلك بعد أن قامت بتفكيك النقطة بشكل كامل وسحب معداتها منها.”
“استقرار بجبل الزاوية”
وذكرت مصادر في المعارضة السورية المسلحة لنورث برس، أن القوات التركية التي كانت مرابطة في نقطة مورك انسحبت منها باتجاه مدينة أريحا، ومن المرجح أن تستقر في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
وذكرت المصادر ذاتها أن عملية الإخلاء ربما تأتي على خلفية اتفاق جديد أبرم مع روسيا، حيث لم يتم الكشف عن تفاصيله أو الإعلان عنه رسمياً حتى الآن.
وتتزامن عملية الانسحاب من نقطة المراقبة مورك مع تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان سبقت تلك العملية، من أن تركيا لن تتخلى عن مسؤولياتها تجاه السوريين وتحديداً سكان منطقة إدلب.
وقال إن “تركيا دخلت سوريا بدعوة من الشعب السوري.”
وتعليقاً على ذلك، قال مصدر مقرب من فصائل الجيش الوطني ويدعى “أبو عبادة الإدلبي” لنورث برس، إن “كل الخيارات متاحة، تركيا تحاول إبقاء خريطة السيطرة كما هي على أمل الوصول إلى هدنة طويلة الأمد.”
وأضاف أن “إيران وميليشيات حزب الله استغلت فرصة الهدوء الناجم عن اتفاق الممر الآمن في آذار الماضي للانتشار في معرة النعمان وسراقب وريف حلب.”
“تأجيج الصراع بإدلب”
وتحاول إيران وحزب الله الآن “تأجيج الصراع عبر قصف يومي يطال مناطق تقع ضمن المجال الداخلي لطريق حلب والساحل”، بحسب “الإدلبي”.
وأشار إلى أن “روسيا يمكن أن تساعد هذه الميليشيات في التوغل وإطلاق معركة جديدة، مستغلة انشغال تركيا بخلافها الذي يتسع كل يوم مع أوروبا، لاسيما فرنسا.”
وفيما يتعلق بطبيعة الرد التركي إزاء كل تلك التطورات قال “الإدلبي” إن “الأمر متوقف على طبيعة ودرجة الرد التركي.”
وأشار إلى أنه إذا كان الرد التركي ضعيفاً أو تم إقناع تركيا بالسيطرة على مواقع جديدة مثل منبج وتل رفعت “فسوف تشهد المنطقة تغييراً كبيراً في الخرائط مع موجات ضخمة من النازحين نحو الحدود التركية.”
وفي حال كانت تركيا جادة في الرد هذه المرة “فمن الممكن الوقوف في وجه مخططات إيران وحزب الله وخلفهما النظام، وفرض هدنة طويلة الأمد وإجبار الدول على منح دور رئيسي لها في الحل القادم” بحسب “الإدلبي”.
“تركيا لن تنسحب”
وكانت قالت مصادر تركية لصحيفة الشرق الأوسط، مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، أن القوات التركية لا تنوي الانسحاب من الشمال السوري وأن ما يجري هو إعادة تموضع بالتنسيق مع الطرف الروسي، على حد تعبيرها.
وأضافت تلك المصادر أن “الاتصالات بين تركيا وروسيا بشأن التطورات في إدلب مستمرة في السياقين السياسي والعسكري، مع تأكيد الجانبين على ضرورة الحفاظ على وقف إطلاق النار في إدلب والهدوء في مناطق خفض التصعيد، مع العمل على تضييق الخناق على المجموعات المتشددة.”
وأشارت المصادر إلى أن “تركيا مستمرة في تعزيز نقاطها العسكرية في شمال سوريا، وأنها تهدف إلى منع أي تطورات من شأنها خلق موجة نزوح جديدة باتجاه حدودها.”
وقال محلل سياسي تركي فضل عدم الكشف عن اسمه لنورث برس: إنه “بكل تأكيد لن تنسحب تركيا من منطقة إدلب إلا بعد أن تعود سوريا آمنة مطمئنة.”
وأضاف: “ما يجري هو تغيير بعض التموضعات العسكرية بالتنسيق مع روسيا الحاكم الفعلي لسوريا.”