بعد الاتفاق مع القاهرة.. تباين عراقي حول دور المحور العربي في إنقاذ بغداد
القاهرة – نورث برس
وقع رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، بداية الأسبوع الجاري، /15/ مذكرة تفاهم وبرنامج تعاون مع العراق في مجالات مختلفة، بحضور نظيره العراقي مصطفى الكاظمي.
ومنتصف الشهر الماضي، عقد في القاهرة، اجتماع آلية التنسيق الثلاثي لوزراء خارجية مصر والأردن والعراق، لتعزيز وتفعيل مجالات التعاون، بين الدول الثلاث.
وفي شهر آب/ أغسطس الماضي، عقدت في العاصمة الأردنية عمان، قمة ثلاثية جمعت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
وصاحب القمة الثلاثية التي عقدت في الأردن، الكشف عن تفاصيل مشروع الشام الجديد على النسق الأوروبي.
ويعول على التعاون الاقتصادي المشترك بين الدول الثلاث، في انتشال العراق من أزماته الداخلية.
دور القاهرة
وقال عبد الكريم الوزان، وهو أكاديمي عراقي مقيم في القاهرة: إن “الفترة الماضية شهدت تقارباً واضحاً بين مصر والعراق تحديداً.”
وأضاف: “كان آخر المحطات المؤثرة في ذلك الصدد اللقاء الثلاثي الذي جمع بغداد بكل من الأردن والقاهرة بالعاصمة الأردنية.”
وتضمن ذلك اللقاء، مواجهة الأخطار التي تحدق بالوطن العربي والهيمنة الاستعمارية الإقليمية والدولية التي تهدد مصير وكيان الأمة العربية.
ويعوّل “الوزان” على دور المحور العربي الفاعل بقيادة القاهرة في التعاون مع العراق وانتشاله من أزماته الداخلية.
وقال في تصريحات لـنورث برس، عبر الهاتف: “مصر هي المرجع الوطني القومي للأمة العربية (..) نحن بصدد عودة الدور العربي الريادي الذي تقوده مصر في الوطن العربي، خاصة في العراق.”
ويتعرض لمحاولة تمزيق نسيجه الاجتماعي وبنيته القومية ووحدته من قبل دول إقليمية أجنبية، بحسب الأكاديمي العراقي.
وشدد “الوزان” على أن “الأردن ومصر تشكلان عمقاً استراتيجياً للعراق، لأن العراق امتداد للأردن، والأردن يمتد لسوريا ولبنان وإسرائيل ويتصل بمصر عن طريق البحر.”
دور استراتيجي
وهذا كله، وفق المحلل السياسي العراقي، يعكس “الدور الاستراتيجي الكبير في حال تعاون هذه الدول الثلاث.”
وهذا التعاون يكون مشتركاً اقتصادياً وأمنياً واستراتيجياً، ينعكس على الواقع الاجتماعي للأمة العربية لتستفيد من خيرات هذه الأقطار مجتمعة، وصولاً إلى تعاون عربي مشترك.
بالإضافة لتشكيل درع عربي أمني ضد الأخطار المحدقة، والدرع العربي هو الأهم في هذا المحور، لأن ما يصيب العراق سيصيب الأردن ومصر وبقية الأقطار العربية، بحسب “الوزان”.
وخلال مؤتمر صحافي مع نظيره المصري، عوّل رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، على أهمية اللجنة العراقية المصرية الأردنية المشتركة”.
رفض داخلي
لكنّ في المقابل، فإن حازم العبيدي، وهو محلل سياسي عراقي، يعتقد أن “العراق لايزال تحت مظلة احتلال إقليمي ودولي (أميركا وإيران) يعيش في فوضى عارمة، وكل ثروته منهوبة.”
وأشار إلى أن “الشعب العراقي الذي يعيش في فترة من العطالة والبطالة ولا يجد الشباب فرص عمل، كان أولى بهذه الاتفاقيات.”
وتتفق القاهرة وبغداد على آلية تسهيل حصول مصر على النفط من العراق مقابل تنفيذ الشركات المصرية مشروعات إعادة إعمار في العراق.
وهو الأمر الذي يمهد إلى انتقال “مئات الآلاف” من العمال المصريين للعمل في العراق، طبقاً لما ذكرته شعبة العمالة بغرفة القاهرة التجارية، على لسان رئيسها حمدي إمام، في تصريحات نقلتها تقارير إعلامية محلية.
وقال “العبيدي” في تصريحات خاصة لنورث برس عبر الهاتف: “لو أن هناك حكومة تعمل على مصلحة وسعادة شعبها قبل أن تبرم أي اتفاقيات لكان الأمر مختلفاً.”
ويعتقد “العبيدي” أن “هذه الاتفاقات (التي أبرمت مع القاهرة) لن تأتي بشيء، بل على العكس سوف تأتي بتحميل الشعب العراقي فوق طاقته.”
ويشير إلى أن العراق بالأساس يعاني أزمة مالية، “حتى أن رواتب الموظفين والمتقاعدين لم يتم سدادها(…) ومن ثم فالحديث عن اتفاقية اقتصادية بهذا الشكل أمر معيب.”
وعقدت عمان والقاهرة وبغداد ثلاث قمم، أولها بمصر في آذار/ مارس 2019، والثانية في الولايات المتحدة أيلول/ سبتمبر من العام ذاته، والثالثة في عمان آب/ أغسطس الماضي.
وتم الإعلان في أعقاب القمة الثلاثية الأخيرة التي جرت في الأردن، عن مشروع الشام الجديد.
ويهدف المشروع القائم على التفاهمات الاقتصادية بين الدول الثلاث، إلى تحقيق التكامل والتعاون الاقتصادي بين الدول الثلاث وتعزيز الجوانب الاستثمارية والتجارية بينهم.