مهجرون في مخيم نوروز بديرك.. معاناة تتضاعف وسط الافتقار لمستلزمات الشتاء

ديرك – نورث برس

تحاول عمشة حسن (40 عاماً)، وهي مُهَجَّرة من سري كانيه (رأس العين) وتسكن في مخيم نوروز شرق ديرك، أقصى شمال شرقي سوريا، مساعدة إحدى جارتها في تثبيت قواعد خيمتها مع هبوب رياح تنذر بقدوم الشتاء.

تقول: “نخاف الجلوس تحت الخيمة، فقد تقع فوق رؤوسنا وتلحق عواميدها الحديدية الضرر بأطفالنا مع اشتداد الرياح.”

وتقطن في مخيم نوروز بديرك 108 عائلات تضمُّ 525 شخصاً، وهم مُهَجَّرون من مناطق عفرين وتل أبيض وسري كانيه، بحسب إدارة المخيم.

وقالت “حسن” إنهم يفتقرون للمستلزمات الشتوية من فرش وبطانيات وألبسة وسجاد وغيرها، معبّرة عن خشيتها من تركيب المدفأة داخل الخيمة، ولا سيما بعد حادثة احتراق خيمتين بالمخيم في الشتاء الفائت.

وفقد سبعة نازحون، بداية نيسان/أبريل العام الفائت حياتهم بمخيم نوروز، نتيجة حادثتي انفجار مدفأة وطنجرة ضغط كانت موضوعة لإعداد الطعام.

وكانت القوات التركية قد سيطرت برفقة فصائل معارضة مسلّحة تابعة لها على منطقة عفرين في آذار/مارس من عام 2018، بعد عملية عسكرية دامت حوالي شهرين.

كما أنها غزت العام الماضي منطقتي سري كانيه وتل أبيض، لتتسبب العمليتان العسكريتان بتهجير مئات الآلاف من السكان الأصليين من مناطقهم.

ولا يختلف حال فايزة قزمون (54 عاماً)، وهي مُهَجَّرة من سري كانيه قدِمت مع زوجها إلى المخيم منذ قرابة شهر، عن حال جاراتها، فخيمتها تفتقر لكافة اللوازم الشتوية.

وتقول لنورث برس: “يلزمنا كلُّ شيء: ألبسة شتوية، ومدافئ، ومازوت، وبطانيات، وإسفنجات، وسجاد (…) لا ندري كيف سيمضي هذ الشتاء؟”

ومع قدوم فصل الشتاء، يبدأ المُهَجَّرون في مخيم نوروز بأعمال تجهيز خيمهم من تثبيت عواميدها وملء الحفر والمنافذ حول الخيم بالتراب، لمواجهة الأمطار والعواصف وموجات الصقيع.

من جانبه، لفت صالح بوظان (70 عاماً)، وهو مُهَجَّر من سري كانيه ويعاني من مرض القلب، إلى أنه لم يتمكن حتى الآن من تأمين المستلزمات الشتوية، “ولا نعلم إن كانوا في المخيم سيعطوننا أم لا؟”

وقال نديم عمر، وهو إداري في مخيم نوروز، إن المخيم يفتقر للمدافئ ومادة “الكاز” والعوازل والخيم لتبديل التالفة.

“كما أن العائلات النازحة تحتاج ألبسة شتوية وأحذية لجميع الأعمار، إلى جانب حاجة الخيم لمدات شتوية وإسفنجات وبطانيات ولقواعد من البلوك حول الخيم حتى لا تتسرّب مياه الأمطار إليها.”

وأشار “عمر” إلى أنهم كإدارة المخيم يقدمون بعض الاحتياجات، حسب إمكاناتهم، حيث قاموا بتوزيع المساعدات التي كانت لديهم “ولكنها نفدت.”

بينما تقوم المنظمات الإغاثية بتوزيع البطانيات والإسفنجات ولكن بعدد قليل لا يغطي حاجة سكان المخيم.

ولفت الإداري في المخيم إلى أنهم طالبوا المنظمات الإغاثية بتوفير الاحتياجات الشتوية للمُهَجَّرين، وأنهم تلقوا وعوداً بتقديم بعضها خلال الأسبوعين المقبلين.

وكانت منظمة بلومونت (Blumont) قد قامت مؤخراً باستبدال 35 خيمة قديمة بأخرى جديدة، “على أن يقوموا بتقديم الاحتياجات الشتوية للمخيم خلال الفترة المقبلة.”

ومن المقرر أن يستقبل مخيم نوروز خلال اليومين المقبلين 14 عائلة مُهَجَّرة ممن يسكنون في منازل إيجار في مدينتي حسكة وقامشلي.

وقال “عمر” إن تردي الأحوال المعيشية بعد انخفاض قيمة الليرة السورية مقابل الدولار، دفعت عائلات تسكن المدن والبلدات للتوجه إلى المخيم.

إعداد: سولنار محمد – تحرير: سوزدار محمد