“الحظر الجزئي غير كافٍ”.. سكان في كوباني يخشون من تفشي كورونا
كوباني – نورث برس
رغم مرور أيام على صدور قرار الحظر الجزئي في شمال شرقي سوريا، إلا أن غالبية المحال التجارية والأسواق في مدينة كوباني تبدو غير ملتزمة.
ويأتي ذلك وسط ازدياد حالات الإصابة بوباء كورونا في المدينة، حيث سُجِّلت أعلى حصيلة لعدد الإصابات خلال يوم واحد، السبت الفائت، بعد تسجيل 56 إصابة جديدة.
وقال محمد محمد (40 عاماً)، وهو صاحب محل ألبسة في كوباني، إن تطبيق الحظر بعد ازدياد حالات الوفاة بين السكان جراء الإصابة بكورونا بات ضرورياً.
وأضاف أنه في حال لم يتم تطبيق قرار الحظر الكلي فإن أعداد المصابين والوفيات ستزداد.
ورأى أن على الإدارة الذاتية منع التجمّعات الكبيرة وخاصةً خيم التعازي وصالات الأفراح التي ما زالت موجودة.
وأشار إلى أنه من الأفضل أن تصدر الإدارة قرار حظر شامل لنحو أسبوعين حتى يتم ينتبه السكان إلى جدية الإجراءات والالتزام بالتباعد الاجتماعي.
وكانت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، قد أقرّت في السابع والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، فرض حظر تجول جزئي على مناطق سيطرتها لمدة عشرة أيام.
بدوره، يشكو محمود خليل (51 عاماً)، وهو صاحب سوبر ماركت في المدينة، من أن تطبيق الحظر بدءاً من الساعة الثالثة على محلات السوبر ماركت وخاصةً لمن يبيعون الخضار غير مناسب.
ورأى أنه من الأفضل أن يبدأ الحظر بعد الساعة السادسة أو السابعة مساءً، لتفادي خسارتهم في الخضار.
واتفق يمان حمو (33 عاماً) مع سابقه في تفضيل تأخير موعد الحظر إلى ما بعد الساعة الرابعة أو الخامسة أو “تقليل” عدد ساعات الدوام لكي يستطيعوا شراء مستلزماتهم اليومية.
ويداوم “حمو” الموظف بإحدى مؤسسات الإدارة الذاتية، من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثالثة من بعد الظهر، حيث يتزامن خروجه من المؤسسة مع إغلاق المحال وأسواق المدينة.
وأشار “حمو” إلى أن التجمّعات ما تزال موجودة، وأن هناك استهتاراً بإجراءات الوقاية الشخصية، “كما ما تزال التجمّعات في صالات الأفراح وفي خيم العزاء مستمرة.”
ورأى هو أيضاً أن الوباء باتَ خطيراً وأنه من الأفضل، بحسب رأيه، أن يكون هناك حظر شامل لعشرة أو خمسة عشر يوماً كمهلة لمعرفة المصابين من غيرهم بهدف اتخاذ التدابير اللازمة.
من جهته، قال مصطفى إيتو، الرئيس المشارك لمجلس مقاطعة كوباني، إن وضع مقاطعة كوباني فيما يتعلق بانتشار الوباء يتجه نحو المزيد من الخطورة.
ورأى “إيتو” أن أعراض المصابين خلال فترة الصيف كانت خفيفة بسبب حرار الطقس، كما كان انتشار الفيروس بطيئاً.
لكنه توقع أن يتجه الوضع نحو المزيد من التدهور مع اقتراب فصل الشتاء.
وأشار إلى أنه على السكان الالتزام بقرارات الحظر التي أصدرتها الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا في ظل وجود حالات وفاة شبه يومية بسبب الوباء.
وقال المسؤول إنهم لا يرغبون بتطبيق القرار عبر فرض مخالفات، بل يجدون أنه من الأفضل أن يلتزم السكان بالحظر طوعياً، وأن يأخذوا المصلحة العامة بعين الاعتبار.
وأقرَّ “إيتو” أن قرار الحظر الجزئي الصادر عن الإدارة الذاتية وخاصةً بالنسبة لمقاطعة كوباني “غير كافٍ.”
وكشف الرئيس المشارك لمجلس مقاطعة كوباني أنهم في المجلس اقترحوا مؤخراً على الإدارة الذاتية وعلى إدارة إقليم الفرات فرض حظر كلّي لمدة 15 يوماً على الأقل.
وأشار مصطفى إيتو إلى أن فرض حظر شامل لمدة 15 يوماً سيؤدي إلى شفاء بعض المصابين، وسيساهم في إيقاف انتشار الوباء.