سري كانيه في تشرين الأول.. انتهاكات مستمرة واقتتال ورفع رايات “داعش”
حسكة – نورث برس
شهدت مدينة سري كانيه (رأس العين)، شمال شرقي سوريا، أواخر تشرين الأول/أكتوبر الفائت مزيداً من الانتهاكات في ظل الفلتان الأمني والاقتتال المستمر بين فصائل المعارضة المسلّحة التابعة لتركيا.
وسيطرت تركيا وفصائل المعارضة المسلّحة على منطقتي سري كانيه وتل أبيض أواخر العام الماضي في هجوم تسبب بنزوح عشرات الآلاف من المدنيين.
وكان تقرير صدر مؤخراً عن لجنة التحقيق الدولية الخاصة سوريا قد اتهم فصائل المعارضة المسلّحة بسلب ونهب ممتلكات المدنيين وممارسة انتهاكات واسعة في المناطق الكردية في سوريا.
علم “داعش”
وشكَّل رفع مسلّحي الفصائل لعلم تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في قلب المدينة الحدث الأبرز مؤخراً، وهو ما فسّره مراقبون بوجود عناصر للتنظيم ضمن الفصائل.
وأفادت مصادر مطّلعة نورث برس، بأن عناصر كتيبة السلطان مراد والشرطة المدنية والعسكرية وعناصر من كتيبة أحرار دير الزور شاركوا في رفع علم تنظيم “داعش” وسط مدينة سري كانيه.
وكان ناشطون قد تداولوا صوراً ومقاطع فيديو في الخامس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أظهرت مسلّحين يرفعون علم تنظيم الدولة الإسلامية ويرددون أناشيد جهادية إلى جانب حرق العلم الفرنسي.
وحدث ذلك خلال التظاهر بالقرب من دوار الأعلاف في سري كانيه تنديداً بتصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على خلفية تداعيات نشر رسوم كاريكاتيرية طالت النبي محمد.
اعتقالات
وأفاد مصدر محلي لنورث برس، باعتقال فصيل الشرطة العسكرية، في الحادي والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، الشاب محمد العيد (38 عاماً)، وهو من سكان قرية أم العصافير جنوب مدينة سري كانيه، بتهمة التعامل مع قوات سوريا الديمقراطية.
وبحسب المصدر نفسه، اقتاد عناصر الشرطة العسكرية الشاب إلى جهة مجهولة، دون ورود معلومات عن مصيره حتى الآن.
وما يزال مصير 13 مدنياً، بينهم فتى يبلغ من العمر 16 عاماً، مجهولاً بعد مرور عام على اعتقالهم بشكل “تعسفي” من قبل الفصائل المعارِضة المسلّحة في مدينة سري كانيه وريفها.
بينما نشر ناشطون أن المعتقلين موجودون في سجن حرّان في مدينة أورفا بتركيا، ويواجهون التهمة نفسها وهي التعامل مع قوات سوريا الديمقراطية.
ويطالب مجلس سوريا الديمقراطية المجتمع الدولي بفتح تحقيق مستقل بالانتهاكات التي حصلت في مدينتي سري كانيه وتل أبيض، وتأمين عودة آمنة للمُهَجَّرين.
وكررت مسد مطلبها هذا في بيان أصدرته في الذكرى السنوية الأولى للهجوم التركي على منطقتي سري كانيه وتل أبيض.
واتهمت مسد تركيا بممارسة “سياسة تتريك ممنهجة وتغيير ديمغرافية المنطقة وتوطين عائلات المقاتلين المرتزقة بغية تغيير معالم المنطقة الثقافية والدينية والاجتماعية.”
اقتتال
كما وتصاعدت وتيرة الاشتباكات بين الفصائل التابعة لتركيا في المدينة وريفها خلال الشهر الفائت.
ففي الرابع والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، اندلعت اشتباكات عنيفة بين عناصر الفصائل المسلّحة في قريتي الريحانية والفيصلية، حيث استُخدمت القذائف بشكل عشوائي، وسقط عدد منها في قرية الدردارة المأهولة بالسكان شمال بلدة تل تمر.
وفي السابع والعشرين من الشهر نفسه، أفادت مصادر محلية من داخل مدينة سري كانيه، لنورث برس، بأن اشتباكات بالأسلحة الرشاشة اندلعت بين مسلّحين يعرفون بجماعة “أبو وليد” وآخرين من جماعة “أبو مرعي”.
وينضوي الفريقان اللذان اقتتلا بسبب خلاف بين عناصرهما في السوق الرئيسي وسط المدينة تحت لواء فرقة السلطان مراد.
وبحسب المصادر، تم فرض طوق أمني على المدينة، ودامت الاشتباكات عدة ساعات، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى تم نقلهم إلى مشافي المدينة.
وفي سياق آخر، قالت مصادر محلية إن فصيل صقور الشمال أقدم مؤخراً على بناء مقر أمني في حي زرداشت جنوب شرقي المدينة، وذلك في أحد المقاسم السكنية التي تعود ملكيتها لأحد السكان المُهَجَّرين من عائلة “البزر”.