الباعة المتجولون في كوباني.. مهنة قديمة تنشط وقت الغلاء
كوباني – نورث برس
كعادته كل يوم، يتنقل عكيد باقي (36 عاماً)، وهو بائع متجول في كوباني، شمالي سوريا، بسيارته من حيٍّ إلى آخر مستخدماً مكبّر صوت لإعلام أهالي الحي بوصوله.
ويقوم باعة متجولون بشراء الخضار والفواكه من سوق الهال بسعر الجملة لبيعها في الأحياء بأسعار أقلَّ من الأسواق، بينما يقوم آخرون بالحصول على بضائعهم من المنظفات من المعامل المنتشرة في المدينة وريفها.
ويعمل في المدينة حوالي 40 بائعاً متجولاً، ينقسمون إلى بائعي خضار وآخرين يبيعون المنظفات، فيما يختص القليل منهم بشراء الأدوات المستعملة والخبز اليابس، بحسب بلدية كوباني.
وأعاد “باقي” أسعار بضاعته “المنخفضة” إلى عدم دفعه والباعة المتجولين ضرائب وآجارات كما هو حال أصحاب المحال وبائعي الأسواق.
وأضاف: “تقتصر التكاليف على مصاريف وقود السيارة وصيانتها.”
ولفتَ البائع إلى أن غالبية السكان يشترون من السيارات الجوالة مؤخراً بسبب الغلاء في الأسواق من جهة وضعف إمكانات بعض العائلات من جهة أخرى.
ورغم أن مهنة البائع المتجول موجودة في تراث المنطقة، لكنها تغيرت عما كانت عليه سابقاً، لا سيما في اعتماد معظم الباعة في تنقلهم على سيارات صغيرة، بينما حلّت مكبرات الصوت محلَّ المناداة.
وتتباين آراء سكان الأحياء حول الباعة المتجولين، فترى البعض اعتاد على الشراء منهم، بل إن بعض العائلات تنتظرهم كل يوم في ساعة محددة لشراء مستلزمات وجبة الغداء أو حاجتها من الفواكه.
واشتكى فتحي إبراهيم (34 عاماً)، وهو من سكان حي الشهيد خبات، من نداءات الباعة وتشغيل مكبّرات الصوت في ساعات مبكّرة، “فبعضهم يبدأ في السابعة حين ما يزال الناس نياماً.”
ولا يرى “إبراهيم” فائدة للسيارات الجوالة في الأحياء التي تتوفر فيها محال لبيع البضائع والسلع نفسها، “فليتجهوا إلى الأحياء والقرى التي ليس فيها محال لبيع الخضار.”
ورغم أن فرزاد إبراهيم (35 عاماً)، وهو من سكان كوباني المدينة، يتفق مع غيره في أن أصوات الباعة مزعجة باكراً، لكنه يرى أن لعملهم إيجابيات إلى جانب السلبيات.
وقال إن السيارات الجوالة تؤمن مستلزمات يومية لربّات منازل يجدن صعوبة في التوجه يومياً للأسواق أو حتى المحال القريبة نسبياً.
وأشار “إبراهيم” إلى أن أسعار مواد السيارات الجوالة منافسة لأسعار محال البقالة.
ورغم معرفتهم بآراء السكان حيال مكبّرات الصوت التي يستخدمونها، يقول باعة جوالون في كوباني إنهم مجبرون على استخدامها لإعلام زبائنهم بوصولهم للحي وأصناف البضائع المتوفرة لديهم هذا اليوم.
من جانبه، قال فارس عطي، الرئيس المشارك لبلدية الشعب في كوباني، إن هؤلاء الباعة، إلى جانب سعيهم لدخلٍ يومي يعيل عائلاتهم، يوفرون البضائع بأسعار مناسبة.
ولفتَ إلى أن بعض ربّات المنازل يجدن صعوبة في تحمّل مشقة وتكلفة الذهاب إلى الأسواق العامة في غياب الزوج الذي يكون مشغولاً بعمله.
أما بخصوص الأصوات المزعجة، شدد “عطي” على أن البلدية لم تتلقَّ أي شكوى بهذا الخصوص، لكنه قال إن الضوابط العامة لعملهم تتم عن طريق التوعية وعبر ضابطة البلدية.