بين الترقب واللامبالاة.. آراء سكان في قامشلي بالانتخابات الرئاسية الأميركية

قامشلي – نورث برس

فيما يترقب الأميركيون انتهاء انتخابات رئاسية توصف بالتاريخية في بلادهم، يوم غد الثلاثاء، يتنقل فريد نبو (40 عاماً)، بين الفضائيات لمعرفة نتائج آخر استطلاعات الرأي الأميركية.

“أقسم بالله أنني سأوزع عشرة كيلوغرامات من الحلوى إذا خسر ترامب”، يقول “نبو” الذي يملك محلاً لبيع الحلوى في السوق المركزي بقامشلي، شمال شرقي سوريا.

ويربط “نبو” موقفه بقرار ترامب سحب القوات الأميركية من مناطق شمال شرقي سوريا في تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي والهجوم التركي الذي أعقب ذاك القرار المفاجئ.

وعلى خلاف “نبو”، لا يبدي هانري آنطي (61 عاماً)، من سكان قامشلي، اهتماماً بالانتخابات الرئاسية الأميركية.

ويقول “آنطي”: “الأشخاص لا يغيّرون السياسة الأميركية، لهم طريق مرسوم وكل ما عليهم هو المضي فيه.”

ويعتقدُ أن منطقة شمال شرقي سوريا تتجه نحو الاستقرار أيّاً كان الفائز في الانتخابات.

ويضيف: “هم خرّبوا هذه البلاد وفق خطط مجهزة مسبقاً”، في إشارة إلى الحرب الدائرة في سوريا منذ نحو عقد من الزمن.

ورغم اختلاف الفئة العمرية، إلا أن عامر الظاهر (37 عاماً) يتوافق مع “آنطي” في عدم إيلاء الاهتمام للانتخابات الأميركية، فهو لا يعلم حتى الآن اسم منافس الرئيس ترامب.

ويتمنّى “الظاهر” خسارة ترامب ذلك أن “المنطقة لم ترَ خيراً طيلة فترة حكمه”، بحسب قوله.

وتشير أحدث استطلاعات الرأي إلى تقدم الديمقراطي جو بايدن على الرئيس الحالي دونالد ترامب بنسبة /51/ بالمئة مقابل /43/ بالمئة.

لكن ترامب ما يزال قريباً من بايدن في الولايات الحاسمة لمنحه /270/ صوتاً (أي النصف زائد واحد على الأقل) من أصوات المجمع الانتخابي البالغ عددها /538/ صوتاً.

وتشهد الولايات المتحدة إقبالاً تاريخياً على صناديق الاقتراع بعدما أدلى نحو تسعين مليون أميركي بأصواتهم قبل يومين من موعد الانتخابات، وذلك إثر السماح بالاقتراع عن طريق البريد.

أما “عامر” الذي يعمل سائق حافلة لنقل الركاب بين مدينتي حسكة وقامشلي، فيقول: “وضعنا بات أسوأ طيلة فترة حكم ترامب”، ويأمل أن تتجه المنطقة مستقبلاً نحو الأفضل.

وتحافظ الولايات المتحدة على وجودٍ عسكري بمناطق شمال شرقي سوريا، وذلك بعدما تراجع الرئيس ترامب عن قرار الانسحاب الكلّي واستبدله بالجزئي.

ويتركز تواجد القوات الأميركية بمنطقتي حسكة ودير الزور، ويبدو أن بقاءها مرتبط بنتائج انتخابات الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، حيث يكرر الرئيس الحالي رغبته بإعادة “الجنود إلى بلادهم.”

ويرى سليمان إلياس، وهو مدير مركز الفرات للدراسات (مقرها قامشلي)، أن بايدن يمثّل السياسة الأميركية الكلاسيكية وسيحافظ على نوعٍ من الاستقرار وسيحمي حلفاء الولايات المتحدة.

فيما يصف سياسة ترامب طيلة سنوات حكمه الأربعة بـ”الشعبوية”، ذلك أن الاعتبارات الاقتصادية هي الأساس لديه ويعمل لملء الخزانة الأميركية، بحسب قوله.

ويعتقد “إلياس” أن فوز بايدن سيؤثر إيجاباً على وضع منطقة شمال شرقي سوريا وسوريا بشكل عام وسيضغط على الدول الإقليمية و”النظام” للإسراع في إيجاد الحل.

لكن بخلاف سابقيه، لا يعلم محمود محمد (55 عاماً) إن كانت هناك انتخابات رئاسية أميركية أم لا، ويقول: “تلفازي معطل ولا استخدم الإنترنت.”

وبينما يرفع الكمامة ليغطي أنفه، يضيف مازحاً: “أتأمل أن يشتري الرئيس القادم تلفازاً جديداً لي.”

وينظر “محمد” إلى ساعته أمام إحدى مؤسسات الإدارة الذاتية التي يعمل فيها كحارس ويقول: “بالنسبة لنا، أعتقد أننا نفاضل بين السيء والأسوأ.”

إعداد: هوشنك حسن – تحرير: جان علي