معمل شيبس في مدينة حسكة يؤمن فرص عمل لعشرات النساء

حسكة – نورث برس

تقضي يسرى عبد الجبار (50 عاماً)، من حي غويران شرقي مدينة حسكة، شمال شرقي سوريا، معظم يومها رفقة اثنتين من بناتها في العمل بمعمل رشو لصناعة بطاطا الشيبس.

وتوفر بعض المعامل في الجزيرة السورية فرص عمل لنساء وفتيات اضطررن للعمل لمواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة ولم يحصلن على وظيفة في المؤسسات الرسمية.

وشهدت مختلف مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا ازدياد افتتاح المعامل خلال السنوات العشرة الماضية، نتيجة الاستقرار النسبي إلى جانب انتعاش النشاط التجاري فيها.

ويبلغ عدد المعامل في الجزيرة السورية /540/ معملاً، غالبيتها معامل صغيرة ومتوسطة لإنتاج المواد الغذائية والسكاكر، إلى جانب وجود معامل لتعبئة مواد التنظيف، بحسب لجنة الاقتصاد في مقاطعة حسكة.

وتؤمن هذه المعامل فرص عمل لآلاف العمال الباحثين عن أعمال تساعدهم في الحصول على احتياجات عائلاتهم وسط تدهور الظروف المعيشية.

وقالت “عبد الجبار” لنورث برس: “نحن مجبرون على العمل، زوجي مريض قلب ويحتاج الكثير من الأدوية، ولا نحصل على مساعدات من أي جمعية أو منظمة.”

وتضيف إن راتب زوجها التقاعدي لا “يساوي شيئاً أمام مصاريف عائلتها المؤلفة من /12/ شخصاً.”

ويوفر معمل رشو لصناعة الشيبس والفشار، في منطقة دوار سينالكو بحي تل حجر بمدينة حسكة، فرص عمل لعشرات العائلات.

وتُعتَبر هذه الأعمال ملائمة للنساء والفتيات نظراً لعدم الحاجة إلى بنية جسدية قوية، وخفة المنتجات التي يقوم المعمل بتسويقها.

وقال حمو رشو، وهو صاحب معمل رشو، إنه يقوم بتشغيل نحو /65/ عاملاً، معظمهم من النساء والفتيات.

وتأسس معمل رشو عام 1997، ويصل إنتاجه إلى نحو أربعة آلاف كيس شيبس وفشار يومياً.

وينقسم العمال والعاملات على ورديتين، يعمل في كل منهما نحو /25/ شخصاً، إلى جانب إداريي المعمل و/16/ سائقاً على سيارات نقل البضائع.

وقالت الشابة نجاح الهشيم، وهي من سكان حي غويران في حسكة، إنها تعمل لتساعد عائلتها المكونة من تسعة أشخاص.

وأضافت أنها تريد مساعدة والدها الذي يعمل في الصيد، “فلا أخوة ذكور لي ليساعدوا في تقديم وجلب مستلزمات المنزل.”

وتسكن “الهشيم”، التي تركت مستقبلها الدراسي لمساعدة عائلتها في تكاليف المعيشة، مع عائلتها في منزل مستأجر بحي غويران.

وكان عمل الفتيات والنساء في أرياف حسكة وضواحيها سابقاً يقتصر على الأعمال الزراعية، لكن تراجع الزراعات المرويّة خلال عقد من الحرب وتوفر فرص في المعامل وفي مؤسسات الإدارة الذاتية فتح أبواباً جديدة.

وتجد بين العاملات فتيات ونساء دفعتهن ظروف الحرب إلى التوجه لمدينة حسكة وأريافها، ووجدن فرص عمل هنا في معمل رشو.

وقالت سارة الملحم (29 عاماً)، وهي نازحة من قرية الحسينية شمال دير الزور وتقطن في قرية الفلاحة شرق حسكة، إنها تعمل من السابعة صباحاً وحتى الخامسة مساءاً لتحصل على مبلغ /2500/ ليرة سورية في اليوم.

وأضافت أن العاملات، رغم الدوام الطويل، يرتحن هنا لأن العمل لا يحتاج لقوة جسدية، فمهامهن تنحصر في تعبئة أكياس بطاطا الشيبس وترتيبها ونقلها إلى السيارات أو المستودع.

وتركت سارة أطفالها الخمس، أصغرهم بعمر السنتين، لتساعد زوجها الذي يعمل على دراجة نارية في مصاريف المعيشة.

ولفتت إلى أنها لن تعود إلى منزلها الذي تعرض للسرقة بريف دير الزور، لعدم توفر فرص عمل هناك.

إعداد: جيندار عبدالقادر – تحرير: حكيم أحمد