سكان من ديرك: لهذا نحن ضد التواجد الروسي في المنطقة

ديرك – نورث برس

عبر سكان في مدينة ديرك وريفها، أقصى شمال وشرقي سوريا، عن رفضهم للمحاولات الروسية المتكررة لإنشاء نقاط تمركز لها في المنطقة معللين ذلك بفقدان الثقة بالجانب الروسي.

كما وسيرت قوات الشرطة العسكرية الروسية، السبت، دورية عسكرية في ريف ديرك، أقصى شمال شرقي سوريا.

وقال سكان من قرية سرمساخ تحتاني بريف ديرك لنورث برس: إن دورية روسية مؤلفة من أربع مدرعات مرافقة مع حوامتين تؤمن لها الغطاء الجوي عبرت القرية.

وكانت القوات الروسية في سوريا قد قامت مؤخراً بعدة محاولات للتمركز في قريتي قصر ديب وعين ديوار ومواقع أخرى بريف ديرك، لكنها واجهت رفضاً شعبياً واسعاً من السكان المحليين.

“موقع ونفط”

وقال ملفان رسول، وهو كاتب من مدينة ديرك، إن إصرار روسيا على إنشاء نقاط لها في المنطقة يأتي بسبب الموقع الاستراتيجي لديرك الواقعة على حدود ثلاث دول.

وأضاف لنورث برس: “وتريد روسيا فرض سيطرتها العسكرية على المنطقة الغنية بالنفط لتستحوذ على الاقتصاد هنا.”

وتدخلت روسيا في الأحداث السورية منذ بدئها، مع إصرارها دائماً على أنها تمتلك الشرعية لأنها جاءت بطلب من الحكومة السورية.

وجاءت اتفاقات سوتشي حول مناطق خفض التصعيد بأرياف إدلب وحلب، لتتبعها أخرى مع الجانب التركي ولتموضع القوات الحكومية السورية في مواقع بشمال شرقي البلاد بعد الاجتياح التركي لمدينتي سري كانيه وتل أبيض.

 “الحكومة أو تركيا”

ورأى “رسول” أن سياسات الولايات المتحدة وروسيا تتشابه في إيلاء الاهتمام لمصالحها فقط، لكن الأخيرة لا تمتلك أي ركائز أو قيم إنسانية أو أخلاقية في التعامل بالشأن الداخلي السوري.

لكن جعفر أحمد، وهو من سكان ريف ديرك، فيرى أن روسيا ستنجح في خلق تواجد لها في منطقة ديرك، “سواء شئنا أم أبينا.”

ويعتقد “أحمد” أيضاً أن أميركا هي الأخرى لا تهتم سوى بمصالحها.

من جانبه، قال زيدان شيخ من مدينة ديرك، إن القوات الروسية تريد الآن التمركز في ريف ديرك لتفرض أحد خيارين علينا، إما عودة الحكومة السورية أو اجتياح تركي ومأساة جديدة بحق السكان.

تجربة عفرين

وتجد غالبية سكان ديرك يشددون على أن “احتلال عفرين وسري كانيه (رأس العين) كان بتواطؤ روسي مع تركيا”، لا سيما ما حدث أثناء الاجتياح التركي لمنطقة عفرين في العام 2018.

ورأى عبدالرحمن صادق (60عاماً)، وهو من سكان مدينة ديرك، أن “روسيا غدرت بالكرد في عفرين وتخلت عنهم لصالح تركيا بعد أن كانت المنطقة تحت سيطرتها.”

وقال لنورث برس إن روسيا تحاول بشتى الوسائل أن تتدخل في المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية عبر اتفاقات مع تركيا والحكومة السورية  في محاولة لإنشاء نقاط استناد لها بدءاً من نهر دجلة شرقاً إلى الفرات شرقاً.

ويعتقد “صادق” أيضاً أن لروسيا “دوراً خبيثاً” حتى في الاتفاق الأميركي التركي لتسليم منطقة سري كانيه (رأس العين).

إعداد: سولنار محمد – تحرير: حكيم الأحمد