في السويداء.. غياب التخطيط الحكومي يتسبب بارتفاع أسعار زيت الزيتون ويربك المنتجين

السويداء – نورث برس

يشتكي سكان في محافظة السويداء، جنوبي سوريا، هذا العام من عجزهم، بسبب ارتفاع الأسعار، عن تلبية احتياجات أسرهم من الزيتون وزيته بكميات اعتادوا عليها لسنوات.

ويحدث هذا رغم وفرة أشجار الزيتون وزيادة الإنتاج هذا الموسم، ما يعيده البعض إلى غياب الخطط الحكومية فيما يتعلق بالزراعة والإنتاج والتسويق.

وقالت وفاء العيد (56 عاماً)، وهي من سكان مدينة السويداء، إن عائلات كانت قد اعتادت على استخدام زيت الزيتون لم تتمكن من تأمين حاجتها هذا العام بسبب ارتفاع سعر صفيحة الزيت الواحدة (16 ليتراً) إلى 100 ألف ليرة سورية.

وأضافت لنورث برس، أن التدهور المعيشي وصل لدرجة أن بعض مزارعي الزيتون اكتفوا بالاحتفاظ بكميات أقل من حاجة عائلاتهم.

وباتت العائلات التي تشتكي من التدهور المعيشي تعتمد على أنواع أخرى من الزيوت على موائدها وفي تحضير أطعمة اعتادت على حفظها للشتاء.

وأشارت “العيد” إلى أن عائلتها تملك أعداداً قليلة من أشجار الزيتون في حديقة منزلها الخلفية، “لكنها بالكاد تكفي احتياجات العائلة من زيتون المائدة، ما يجبرنا على شراء الزيت من الأسواق بكميات قليلة.”

وتعتبر شجرة الزيتون من الأشجار الزراعية الاستراتيجية في السويداء إلى جانب كروم العنب والتفاح.

وتُقدَّرُ المساحة الكلية المزروعة بأشجار الزيتون في محافظة السويداء بـ/10250/ هكتاراً، بينما يُقدَّرُ عدد الأشجار الكليّ بمليون ونصف المليون شجرة، من بينها مليون و/300/ ألف شجرة مثمرة، بحسب مديرية الزراعة في السويداء.

واشتكى معضاد سويد (74 عاماً)، وهو مزارع  زيتون في جنوب السويداء، من أن تكاليف الإنتاج والقطاف والعصر أرهقت المزارعين وأربكت تجار الزيت في المنطقة.

وقال لنورث برس، إن التكاليف المرتفعة للقطاف والتي بلغت /100/ ليرة للكيلوغرام الواحد جاءت بعد مصاريف الرش والحراثة والعزاقة والتقليم.

وأضاف “سويد” أن إنتاج أرضه هو دخله الوحيد، “ولا أستطيع  تكبّد خسائر والمجازفة بالبيع بأسعار منخفضة.”

وتساءل عن سبب “غياب الدور الحكومي في  ضبط الأسعار ودعم المزارعين.”

وتعمل ستة معاصر تتبع للقطاع الخاص في السويداء على مبدأ “الطرد المركزي” وتستقبل كامل الإنتاج من المزارعين.

ويتم عصر الكيلوغرام من الزيتون مقابل 65 ليرة، وهي تسعيرة وضعتها اللجان الحكومية المختصة في مديرتي الزراعة وحماية المستهلك في السويداء، ما أجبر المزارعين لطلب سعر أعلى يؤدي بدوره إلى رفع أسعار الزيت من قبل التجار.

من جانبه، قال أنس المغربي (56 عاماً)، وهو صاحب معصرة زيتون في السويداء المدينة، إن المزارعين يشتكون من تكاليف عصر الزيتون، لكن الأمر يرجع إلى النفقات الكبيرة التي يتحمّلها صاحب المعصرة.

وأضاف لنورث برس، أن تعليب وتصنيف زيت الزيتون لا يجري بالجودة المعتادة للاستغناء عن بعض المصاريف خلال تسويق مادة زيت الزيتون التي “تحتاج إلى دعم حكومي.”

وتحتاج معصرة “المغربي” إلى أكثر من /18/ عاملاً في كلِّ وردية، وبالإضافة إلى أجورهم هناك أثمان المحروقات وأجور صيانة المعدات والآلات.

ويرجّح خبراء وقائمون على الإنتاج الزراعي في السويداء أن تنتج المحافظة هذا العام حوالي /1700/ طن من زيت الزيتون، و/12500/ طن من الزيتون بزيادة إنتاجية تصل إلى ألفي طن عن العام الفائت.

وقال سامر السعدي، وهو مهندس زراعي وأحد الخبراء الزراعيين في مديرية زراعة السويداء، إن سبب التقدّم في الإنتاج يعود لتوفر الظروف المناخية المناسبة لعقده وإثماره، إلى جانب الزيادة الملحوظة في كميات أمطار الشتاء الفائت.

إعداد: سامي العلي – تحرير: حكيم أحمد