في سرمساخ بريف ديرك.. عائلات مسلمة وأخرى مسيحية تجمعها عقود من التعايش
ديرك- نورث برس
أمام منزل إحدى جاراتها، تجلس نظيرة كوركيس (75 عاماً)، وهي من سكان ريف ديرك شمال شرقي سوريا، مع جيرانها المسلمين والمسيحين الذين اجتمعوا لتناول البطيخ وتبادل الأحاديث.
ويجمع سكان قرية سرمساخ تحتاني، غرب مدينة ديرك، جو من الألفة والمحبة حيث تعيش عائلات كردية مسلمة مع أخرى مسيحية.
وقالت “كوركيس” إنها تعيش في القرية منذ نحو 60 عاماً، قضتها مع السكان المسلمين والمسيحيين بمحبة ومشاركة في الأفراح والأتراح.
وأشارت إلى قيام عائلات مسلمة في القرية خلال شهر رمضان المبارك بتوزيع المواد الغذائية على جميع سكان سرمساخ دون تمييز.
ويعتز أبناء القرية بين القرى الأخرى باحتفالهم “بأربعة أعياد دينية” في إشارة لأعياد المسلمين والمسيحيين معاً، بينما لا يحصل الآخرون إلا على فرصتين للاحتفال الديني.
كما يتشارك السكان في واجبات العزاء التي تتضمن مشاركة بيت المتوفي في جزء من المصاريف وفق العادات الريفية في المنطقة.
وتتذكر “كوركيس” كيف كانت النسوة يتساعدن في أمال طحن الحبوب بحجر الرحى، ” كنا كل يوم بمنزل نتساعد في طحن البرغل وكل يوم نقوم بترميم سطح منزل أحدهم.”
وكانت سرمساخ تحتاني تضم سابقاً نحو 55 عائلة، ونتيجة الهجرة خلال سنوات الحرب في سوريا انخفض عددها إلى 33 عائلة نتيجة الهجرة الأخيرة.
وقال عبدالله صوفي حسين (60عاماً)، وهو من قرية سرمساخ، إن عائلات القرية كانت على مدى عقود “يداً واحدة في السراء والضراء.
ويتذكر أنهم قبل سنوات كانوا يتعاونون في الحصاد اليدوي، وكان العمال من الكرد والمسيحيين يأكلون معظم الأحيان في منزل واحد.
ويعود نسب العائلات الكردية في سرمساخ تحتاني إلى عشيرة الأومركا، بينما قدمت العائلات المسيحية زمن الانتداب الفرنسي إلى القرية، بحسب “حسين”.
ولفت “حسين” إلى موقف رجل مسيحي كان يدعى ميخائيل، حين كان يتوجه للمدينة لإحضار مستلزمات الاحتفال بعيد نوروز في الأعوام التي تقمع فيه الحكومة الاحتفال.
وكان السكان الذين يحتفلون داخل منازلهم سراً يخشون آنذاك التعرض للتحقيق من قبل الفروع الأمنية للحكومة السورية.
من جانبها، قالت حليمة حاج تتر (70عاماً)، وهي امرأة قدمت إلى القرية بعد زواجها قبل عقود، إنها لم تشاهد يوماً خلافاً بين سكان القرية على أساس ديني.
وأضافت أن المحبة دفعت بعض العائلات الكردية المسلمة لتسمية أولادها بأسماء أبناء العائلات المسيحية كدلالة على الاحترام والعلاقة القوية بينها.