سكان في كوباني مستاؤون من تأخر الوصول لاتفاق كردي

كوباني – نورث برس

يرى سكان في مدينة كوباني، شمالي سوريا، أن تأخر إنجاز اتفاق بين أحزاب الوحدة الوطنية الكردية والمجلس الوطني الكردي في سوريا سببه عدم الاتفاق على الحصص الحزبية بدون أيّ اعتبار لمصلحة المنطقة ومواجهة التهديدات التركية.

وكان المجلس الوطني الكردي في سوريا وأحزاب الوحدة الوطنية الكردية قد أعلنا في حزيران/يونيو الماضي توصلهما إلى تفاهم سياسي بعد مبادرة لقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي.

لكن مسارات الحوار تعرضت منذ انطلاقتها لانتقادات بالتأخر والبطء، واتهامات لطرفي الحوار “بالمماطلة المقصودة وقتل للوقت.”

وقال مصطفى درويش (36 عاماً)، وهو صاحب مكتبة قرطاسية في كوباني، إن إعلان السياسيين الكرد عن حواراتهم قبل أشهر، شكَّل ارتياحاً لدى السكان.

لكنه يستغرب مما يسمعه الآن حول عرقلة الاتفاق بسبب خلافات حزبية على توزيع الحصص، في وقت يتطلّع فيه السكان لمزيد من الاستقرار.

وقال خليل بوزان (42 عاماً)، وهو صاحب محل لبيع المواد الغذائية بالجملة، إنه سمع عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن تأخر تحقيق الاتفاق الكردي بسبب “حجج” من الطرفين.

ورأى أن الإسراع بإنجاز الاتفاق الكردي هو ضرورة تفرضها أوضاع المنطقة، “لأن مصير سكانها مرتبط بهذا الاتفاق.”

وأضاف أن الاتفاق الكردي قد يعود بالفائدة سياسياً واقتصادياً ومن ناحية ترسيخ الاستقرار في المنطقة.

ولفتَ إلى أن معظم أصحاب المحال لا يقومون بشراء كميات كبيرة من البضاعة بسبب خشيتهم من التهديدات التي تتعرض لها المنطقة.

ويتخوّف “بوزان” من تعرض سكان المنطقة لموجات تهجير جديدة أو تدهور أحوالهم المعيشية أكثر.

ويرى كثير من الكرد أن الاتفاق الكردي سيؤثر على حسابات كلٍّ من الحكومة السورية وتركيا تجاه الكرد الذين سيكسبون موقفاً أقوى إن تم إنجاز الاتفاق.

وكانت مسيرة دعت إليها أحزاب الوحدة الوطنية الكردية قد انطلقت في مدينة حسكة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر تحت شعار “وحدة الصف الكردي ضمان لحرية شعبنا.”

وقال علاء الدين مجو (40 عاماً)، وهو صاحب سيارة أجرة في كوباني، إن السكان يريدون العيش بسلام وراحة، والتنقل بأمان بين مناطق عفرين وسري كانيه (رأس العين) وتل أبيض كما السابق.

وأضاف أن تحقيق الاتفاق الكردي بأسرع وقت قد يساهم في التخلّص من “الاحتلال والتهديدات والقصف.”

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد جدد يوم أمس الأربعاء، تهديداته بإجراءات عسكرية جديدة في سوريا.

 ويطالب “مجو” بالإسراع في الاتفاق رغم أنه لا ينحاز لأيّ من طرفي الحوار، لكنه يريد أن يعيش أطفال المنطقة بأمان وسعادة في المستقبل بعيداً عن الحروب، على حدِّ قوله.

إعداد: فتاح عيسى – تحرير: حكيم أحمد