مزارعون في السويداء مستاؤون من تعامل الحكومة مع متضرري الحرائق حسب المنطقة

 السويداء- نورث برس

قال مزارعون ومختصون في قطاع الزراعة بمحافظة السويداء، جنوبي سوريا، إنهم يشعرون بالاستياء لطريقة تعامل الحكومة السورية بمعيارين فيما يخص الحرائق التي ألحقت أضراراً في مناطق مختلفة من البلاد خلال العام الجاري.

وقال مرهج أبو مرة (50 عاماً)، وهو مزارع من بلدة المزرعة في الريف الجنوبي الغربي من محافظة السويداء، إنه لم يحصل حتى الآن على أي تعويض عن احتراق 50 دونماً من أرضه التي كانت مزروعة بمحصولي القمح والشعير.

وأضاف لنورث برس: “لم يتم تعويضنا من قبل الحكومة بليرة سورية واحدة، رغم مناشداتنا ومطالباتنا المتكررة من خلال الوحدة الفلاحية المتواجدة في البلدة والتي تتبع لاتحاد الفلاحين بالسويداء.”

ويرى “أبو مرة”، الذي يقدر خسارته المادية بمليوني ليرة سورية، أن “من غير المنطقي أن تدير الحكومة لنا ظهرها غير عابئة بالأضرار التي تكبدناها.”

وأحصت مديرية الزراعة مساحة الأراضي المتضررة من الحرائق التي اندلعت في حزيران/ يونيو الماضي في السويداء بـ 450 دونماً، معظمها كانت مزروعة بالقمح، بحسب مزارعين في المنطقة.

بينما قدر عماد وهبة، وهو خبير اقتصادي ومهتم بالشأن الزراعي والبيئي في محافظة السويداء، مساحة الأراضي الزراعية المتضررة بسبب الحرائق في أراضي السويداء بما يزيد عن 16 ألف هكتار من القمح والشعير والحمص والأشجار المثمرة والحراجية.

وقال مشهور زينية (55 عاماً)، وهو مزارع من بلدة مردك في الريف الغربي لمدينة شهبا، إن الحرائق حرمته ومزارعين آخرين من تحصيل قوتهم السنوي.

وتساءل: “هل من المعقول أن تقرر الحكومة السورية دعم مزارعي الساحل والمتضررين من جراء الحرائق المؤلمة التي اجتاحت جبال الساحل دون النظر لمزارعي السويداء؟”

وكانت الحكومة السورية قد أعلنت ما أسمتها “خطة متكاملة” لتعويض المتضررين من الحرائق في اللاذقية وطرطوس وحمص ومنطقة الغاب.

 كما أصدر الرئيس السوري بشار الأسد قراراً بصرف مبلغ /10/ ملايين ليرة لكل قرية متضررة.

ويضيف المزارع “زينية” أنه يعلم حجم المصيبة التي أصابت مزارعي الساحل، “تملكنا الحزن والأسى على أهلنا في الساحل السوري وما يضرهم يضرنا.”

لكنه يرى أن “هناك أولويات ومراتب متفاوتة بين المزارعين في المناطق التي تخضع إلى سلطة الحكومة السورية.”

من جانبه، قال مسؤول سابق في مجلس محافظة السويداء، طلب عدم نشر اسمه، إن بعض مزارعي السويداء المستائين من أنهم خارج حسابات الحكومة السورية قرارات الحكومية محقون في مطالبهم.

وأضاف: “كل خسارة يتعرض لها هي خسارة للاقتصاد الحكومي أيضاً، لكن وزارة الزراعة أعفت مزارعي الساحل السوري  دون غيرهم من القروض الزراعية وفتحت باب التبرعات المالية.”

بينما لم تصدر الحكومة أي قرارات إسعافية من قبل لمساندة مزارعي السويداء.

واعتبر المسؤول السابق هذا التمييز الصارخ بين المناطق والمحافظات التي تخضع لسيطرة الحكومة السورية “إعلاناً سافراً لتحيز لفئة من الناس على حساب فئة أخرى.”

إعداد: سامي العلي- تحرير: حكيم أحمد